لا ينكر أحد أثر العشيقات فى التاريخ، إنهن يذهبن العقل تمامًا ويدفعن رجالهن إلى ارتكاب كل الموبقات فى الأرض، ولعل أشهر "معشوقة" فى التاريخ الدينى هى "سالومى" التى عملت على ذبح النبى يوحنا.
سابينا تدفع نيرون لحرق روما
ولد الطاغية الرومانى الشهير نيرون عام 37 ميلادية، وقد اشتهر بحريق مدينة روما الذى سجله التاريخ فى عام 64، لكنه قبل أن يفعل هذه الفعلة الخطيرة كان قد ارتكب عددا من الجرائم الكبرى منها ارتباطه بـ (بوبيا سابينا).
أحب نيرون هذه الفتاة اليهودية، وهناك من يرى أنها هى التى دفعته لحريق روما، و(سابينا) هى الزوجة الثانية لنيرون، أجمل نساء روما، كانت عشيقة أو زوجة أولى للقائد أوتون صديق نيرون قبل أن تصبح عشيقة لنيرون ثم زوجته، حرضت الإمبراطور على قتل زوجته الأولى أوكتافيا، وكان نزاعها مع أمه من أسباب قتلها على يد ابنها نيرون، حيث قتلها بركلة قوية وهو غاضب، ثم أسف على موتها وأقام لها جنازة عظيمة.
سالومى وراء قتل يوحنا
دفع يوحنا المعمدان ثمن رفضه زواج هيردويا، من الملك هيردوس، فكانت نتيجته ذبحه، فالواقعة التى حدثت فى عام 30 ميلاديًا، جاءت بعد رغبة الملك هيرودوس أنتيباس فى الزواج من زوجة أخيه هيروديا، وهو ما نهاه عنه يوحنا، فبقى فى نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى.
هيردوس سجن المعمدان، بعدما وبخه وصدمه بالحق فى غير خوف ولا وجل، فسجنه وهو الأمر الذى لم يشف غليل هيروديا، وملأ الحقد قلبها ورغبتها فى الانتقام حتى وهى تعلم أنها مخطئة، ولأجل إقناعه برغبتها، أمرت ابنتها سالومى ذات السابعة عشر عامًا، لترقص أمام الحاضرين فى الاحتفال بمولد هيرودس، وهو الأمر الذى لم يكن مقبولا بالنسبة للأميرات، فرى هيرودس أن ذلك يستحق تكريما، وكان ذلك خطة هيروديا للانتقام من يوحنا المعمدان فطلبت سالومى رأس يوحنا المعمدان على طبق فحزن الملك جداً لأجل القسم. وأرسل الملك سيافاً وأمره أن يأتى برأس يوحنا، وأتى برأسه للصبية، والصبية بدورها أعطته لأمها.
كليوباترا عملت على تقسيم روما
كتب محمد زكريا توفيق فى "الحوار المتمدن" يقول: "كان نجم يوليوس قيصر يعلو وأصبح شخصية أسطورية، أخذت كليوباترا قيصر لرحلة نيلية شاهدا الأهرامات، مدينة طيبة، وآثار ومعابد فرعونية كثيرة، حملت أثناء الرحلة، كان سحرها ودلالها لا يستطيع أن يقاومه رجل. وأنجبت كليوباترا ولدا "قيصرون". وقامت ببناء مستشفى للولادة فى هيرمونتيث، وكانت تعتبر إلهة وابنها إله.
عاد قيصر إلى روما ومعه كليوباترا وابنها، زوجته كالبورنيا، وكل روما، قابلوا هذه الأحداث بثورة غاضبة، لكنهم لم يروا فى حياتهم شيئا مثل كليوباترا، فى شخصيتها وثقافتها وشجاعتها.
قام قيصر ببناء فيلا فى روما لكليوباترا، تزوجها وأعطاها الصفة القانونية، وجعل ابنه قيصرون وريثه الشرعى، أقام موكب نصر مصرى، سارت فيه الزرافات، وسارت فيه أيضا "أرسينوى" أخت كليوباترا مصفدة بالأغلال، فى روما، أقام قيصر تمثالا لكليوباترا تقليدا للإلهة إيزيس، وتأكيدا لألوهيتها.
لكن حدث ما لم يكن فى الحسبان، يتم اغتيال قيصر، تاركا كليوباترا فى وضع صعب للغاية". حينها لم تجد كليوبترا من سبيل سوى بدفع أنطونيو للوقوع فى غرامها مما تسبب فى إشعال الحروب بينه وأكتافيوس مما أدى إلى تقسيم "روما".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة