نورهان حاتم البطريق تكتب : اختاريه طموحاً‎

الجمعة، 14 فبراير 2020 08:00 م
نورهان حاتم البطريق تكتب : اختاريه طموحاً‎ حبيبين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دار حوار بينى وبين صديقاتى عن مواصفات فتى أحلام، وأثناء النقاش تطرقنا إلى نقطة مستواه المادى، فانحسرت الآراء بين رأيين لا ثالث لها، فالبعض منهن انحاز إلى أنه لابد أن يكون غنياً للحد الذى يجعله يحقق لهن كل أحلامهن، أما الأخريات فقد اكتفين بأن يكون مستواه مرضيا يلبى أساسيات الحياة، ولكنى التزمت الصمت، وأدركت بعد تفكير طويل أن الأمر كله يرجع إلى الطموح.

 

الغنى والفقر ليسا صفتين متأصلتين بشخص دون الآخر، فالأمر لا يعود إلى القدر أو حتى الحظ حتى يكونا معيار غنى شخص وكذلك فقر آخر، إنما هما صفتان مكتسبتان، فالمرء وحده يمكنه أن يحدد درجته من الثراء ورغبته فى الدخل المادى الذى يتوق الحصول عليه شهرياً.

 

فارق كبير بين شخص مدخوله المادى متواضع، ولكنه يملك كافة مقومات النجاح، هدف محدد، خطة واضحة، جهد مبذول من أجل ذلك الهدف، سعى دائم لتحقيق الحلم، مثابرة، عزيمة وأخيراً إرادة، وبين آخر وجد نفسه ينتمى إلى طبقة اجتماعية تتمتع بالثراء وتملك كل وسائل الرفاهية والراحة، فلم يكن لديه إختياراً سوى أن يكون صاحب تلك الثروة والتى أتت إليه دون جهد أو تعب، على الرغم أن مهمته أكبر بكثير من ذلك الشاب الذى يطارده شبح الفقر ويحلم بالأمان الذى يتلخص فى جمع المال، لأن مسؤوليته تدور حول الحفاظ على تلك الثروة وحمايتها من التبديد والخسارة. فالثراء السريع أشد خطورة من الفقر على صاحبه، لأنه قد يصبح صاحب ثروة هائلة بين ليلة وضحاها فى الوقت الذى يعانى فيه من التخبط وعدم التخطيط ،مما يجعل تلك الثروة عرضة للضياع والفقدان.

 

الطموح هو معيار الاختيار الصحيح، فالشخص الطموح يملك رؤية عن المستقبل، فهو يسعى لتغيير حاضره، لا يعرف قاموسه المستحيل، يصر على النجاح مهما تعثرت به الحياة، لأنه لا يعلق صعابه على شماعة الظروف، مرن يغير من أساليبه ولكنه يرفض أن يتنازل عن حلمه.

 

اختاريه طموحاً، لديه حل لكل مشكلة، يرى بصيص أمل مهما بلغت عتمته، تشعرين معه بالأمان، لأنه قادر على احتمال نوائب الدهر، ويملك من الإرادة ما يجعله يتخطى مصائب الحياة، فمن يملك الطموح يمكنه أن يسخر الدنيا بأكملها لخدمته، يستطيع أن يحقق المال والثراء، وكذلك يمكنه أن يتكيف مع أى ضائقة مالية قد يتعرض لها، لذلك لا تلتفتى كثيراً لوضعه المادى، ولا تلقى بالا بما فى حوزته، وليكن محور اختيارك قائماً على الطموح وما يملكه من نجاحات، وما لديه من متطلعات نحو المستقبل، اختاريه غنى الأفكار، ثرى الأحلام، كلما استطاع أن يحقق شيئا على أرض الواقع، تطلع إلى أهداف أكبر، ونجاحات أوسع، فهذه الصفات وحدها كفيلة أن تجلب لك أمانا أكثر من المال ،و كذلك تبعث بداخلك الاطمئنان الذى لا يمكن أن يضاهيه ملايين الثروات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة