شيوخ التحريم، هذا ما يمكن أن نطلقه على شيوخ التيار السلفى الذين يحرمون كل الاحتفالات والمناسبات على المصريين دون أي سند أو دليل شرعى، ومن بين تلك المناسبات هو عيد الحب، تلك المناسبة التى يعبر فيها البعض عن حبه للآخر بكلمة أو هدية، أدخلها التيار السلفى تحت حكم الحرام والحلال، فما بين اعتباره بدعة، ووصفه حرام وأنه عيد الكفار، تنوعت فتاوى السلفيين المحرمة لهذا العيد، وهو ما يتناقض مع فتوى دار الإفتاء التى أكدت أن الاحتفال بعيد الحب يجوز ، ولا مانع فى الشرع يحرم الاحتفال به مثله كباقي المناسبات الاجتماعية التى يختارها الأشخاص للاحتفال بشىء معين، ويرصد "اليوم السابع"، أبرز تلك الفتاوى السلفية المحرمة للفلانتين.
من بين تلك الفتاوى هى فتاوى الشيخ مصطفى العدوى الداعية السلفى الذى قال في فتوته: إن عيد الحب بدعة وضلالة وإحياء للشر والفساد، مناديا في فتوى له بأن الأعياد المشروعة للمسلمين عيدين فقط، هما عيدا الأضحى والفطر فقط، مؤكدا بأن "عيد الحب" محدثة ومن الممارسات الكافرة التي دخلت على المسلمين، كما زعم أن عيد الحب يزيد الفسق والفساد ويحمل تشبها بالكفار وإحياءً لشعائرهم ومن تشبه بقوم فهو منهم مطالبا المسلمين بعدم الترويج للفاحشة والفسق.
أبو إسحاق الحويني، أيضا حرم عيد الحب، حيث أفتى بأن عيد الحب ليس بعيد للمسلمين، وإنما هو عيد الكفار، ولا يجوز التشبه بالكفار في أي صفة من الصفات: قائلا أنا أول مرة أسمع عن هذا العيد، ولا يوجد أحمر من هذا اليوم، أيفعل هذا رجل مليء قلبه بمحبة الله، وقال رسول الله، جعل الذل والصغار على كل من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم، فالملايين المهدرة في الدباديب والمكالمات التليفونية، نحن ننفق أكثر من 12 مليار جنيه مكالمات، فأولى بها عمل مصانع وشركات، وأنا أقولها في فتوى شرعية يحرم على المسلم أن يشارك أحد من غير المسلمين في أي عيد من الأعياد.
الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية أيضا حرم الاحتفال بعيد الحب، حيث قال فى فتوى سابقة له عبر موقع "صوت السلف"، السلفى، إن الاحتفال به بدعة ومن أخبث ما يمكن أن يخترع، حيث إن مسألة التهادي في هذا اليوم من المحرمات والمنكرات العظيمة.
وسار على نفس النهج محمد حسين يعقوب، الداعية السلفى الذى أفتى بأن الاحتفال بعيد الحب أساسه إحياء لرجل غير مسلم، ومن احتفل به فهو يتشبه بقومه، ومن تشبه بقوم فهو منهم، مصداقا للحديث الشريف، قائلا: إن الأمر يمثل مسألة عقيدة، والعقيدة لا تراجع فيها، والاحتفال بعيد الحب وغيره من الأعياد المبتدعة، هو حرام شرعا، والاحتفال به أمر خطير جدا.
دار الإفتاء كان لها رد حاسم على تلك الفتاوى، حين قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في بيان لدار الإفتاء:"لا مانع أبدا فى الشرع أن الناس تتفق على أيام معينة يجعلونها خاصة لبعض المناسبات الاجتماعية طالما لا تختلف مع الشريعة، مثل يوم تكريم الأم فلا مانع منه، ولا مانع أن نتخذ يوما من الأيام كى يظهر كل شخص للآخر عن مشاعره نحوه وأنه يحبه".
وأضاف ممدوح :"النبى فى حديثه الشريف دعا الإنسان إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إنى أحبك فى الله، ومفهوم الحب أوسع من تلك العاطفة بين الرجل والمرأة على وجه الخصوص بل هى مفهوم أعم فمن الممكن فى هذا اليوم أعبر عن حبي لأولادى أو لصديقى أو لأهلى".
واستطرد ممدوح: "بعض الناس قد يعترض ويقول إن هذه المناسبات التي اعتاد الناس تحديدها للاحتفال ببعض الأمور الاجتماعية، أصولها ليست أصول إسلامية وأنها من ابتكار غير المسلمين، وأن هذا من باب التشبه بغير المسلمين، وفى الحقيقة هذا الاعتراض ليس صحيحًا، لأنه حتى يكون الإنسان متشبهًا لابد عليه أن يقصد التشبه لأن فى اللغة العربية مادة التشبه على وزن تفعل والتفعل معناه أن الإنسان يفعل الشىء وهو يقصد فعله وليس مجرد حصول الشبه فى الصورة والشكل فقط يسمى تشبهاً، ثم أن أصل هذه الأشياء ذهبت وتناسها الناس وشاعت وصار يفعلها المسلمون وغير المسلمين، فلم تعد يلاحظ فيها أصولها غير الإسلامية لو كانت والاعتراض هنا ليس صحيحًا، مشيرا إلى أن الاحتفال مقيد بأنه لا يتم فيه أى نوع من الأشياء التى تخالف الشرع أو تخالف الدين، فنحن نتكلم عن إظهار المشاعر فى الإطار الشرعى بمظاهر وإجراءات من التهادى والكلمات اللطيفة، وكل هذا لا شىء فيه ما دام مقيدًا بالآداب الشرعية وسمى عيدًا لأنه يعود ويتكرر وليس المقصود به كعيدى الفطر والأضحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة