قبل 31 عاما قام المرجع الدينى الإيرانى روح الله الموسوى الخمينى بإصدار فتوى يهدر بها دم الكاتب سلمان رشدي وذلك بسبب روايته "آيات شيطانية"، ومنذ ذلك الوقت فتح قائد الثورة الإسلامية فى إيران الباب أمام المتطرفين والإرهابيين فى قتل الإبداع، وجعل القتل الطريق الوحيد لمواجهة الآراء الفكرية المختلفة مع آرائهم.
اغتيال المفكر المصرى الكبير فرج فودة، ومن بعده محاولة اغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ، بسبب ما يطرحونه من أفكار مختلفة عن ما يحمله المتطرفون، هو أيضا ما جعل سلمان رشدى يعيش سنوات طويلة متخفيا خوفا من الاغتيال.
ولعل فتوى الخمينى شكلت نقلة نوعية فى طريق تعامل الإسلاميين مع آراء المفكرين والأدباء فى العالم العربى، فحين قتل الأصوليون المفكر المصرى فرج فودة قالوا إنه "سلمان رشدى مصر"، وقال التكفيرى عمر عبد الرحمن: "لو ردعنا نجيب محفوظ في حينه لما ظهر لنا سلمان رشدي"
وبحسب كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد الكبير رجاء النقاش، فإن جريمة الاعتداء على نجيب محفوظ لم تحدث فجأة، بل سبقتها مقدمات ودلائل تشير إلى وجود نوايا للاعتداء عليه من جانب الجماعات المتطرفة، وذلك بسبب موقفه المعارض لفتوى الإمام الخمينى بإهدار دم سلمان رشدى عقابا له على روايته "آيات شيطانية" التى اعتبرها تمس الإسلام ونبيه بسوء.
ويرى الكاتب الأردنى صالح القلاب، فى مقال له بعنوان: "رصاص نحو السماء !!" أن الهندى سلمان رشدي ومثله مثل الكاتب المصري فرج فودة ما تضمنه من جرأة في التصدي لأحداث التاريخ الإسلامي في فترة من الفترات كان سبباً لإغتياله برصاص التزمت والجهل في العام 1992.
وكما قال الكاتب الكبير محمد سلماوى في كتابه "مسدس الطلقة الواحدة: مصر تحت حكم الإخوان": "لقد كانت فتاوى الشيخ عمر عبد الرحمن هي المسئولة عن اغتيال عدد من كبار رجالاتنا، الذين كان آخرهم الدكتور فرج فودة، وقد لا يعرف البعض أنه هو الذى حرض أيضا على محاولة اغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ، وحين صرح بأننا لو لم نتهاون مع محفوظ حين كتب أولاد حارتنا، ما كان سلمان رشدى قد كتب "آيات شيطانية" فكان ذلك بمثابة فتى إهدار دم الرجل الذى كان قد تخطى الثمانين من عمره"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة