كشفت دماء الطفل مصطفى عبد العادل بمحافظة الشرقية، المعروف إعلامية بـ"ضحية الساندوتش" العديد من المخالفات وسرقة أرضى الدولة والإهمال الذى نتج عنه وفاة التلميذ، ليقرر المحافظ، إحالة 5 موظفين كبار بالمحليات للتحقيق تمهيدا لإحالتهم إلى النيابة .
كانت البداية يوم الأحد الماضى، مع أول يوم دراسى فى النصف الثانى، لقى مصطفى عبد العال 11 سنة تلميذ بمدرسة أبو طوالة الابتدائية التابعة لمركز منيا القمح مصرعه أسفل عجلات سيارة نقل أثناء هرولته للمنزل خلال الفسحة لإحضار "ساندوتش" لعدم وجود سور للمدرسة، ليكشف الحادث عن واقعة إهمال وفساد كبيرة وسرقة أراضى أملاك الدولة لصالح كبار بالقرية، ما تسبب فى تعريض 600 تلميذ للخطر بسبب تلقيهم التعليم فى مبنى آيل للسقوط وسرقة أرض المدرسة وبيعها بالباطن للأهالى.
إزالة المخالفة بالتلين
وكشف الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، لـ"اليوم السابع"، عن تفاصيل واقعة الفساد التى رصدها، حيال التحقيق فى واقعة نفسه فى الأمر، مؤكدا أنه فور وقوع الحادث شكل لجنة من الوحدة المحلية والأملاك لتتوجه للمدرسة، وفى اليوم الثانى توجهت للمدرسة لتقديم واجب العزاء فى التلميذ ومعاينة وضع المدرسة، رصد وقائع إهمال وفساد، وسرقة أراضى الدولة المخصصة للمدرسة منذ إنشائها قبل 60 عاما، وبيعها لإقامة مقهى وجزء من صيدلية وجراج وتعد من المنازل المجاورة.
وأوضح المحافظ، أنه تبين بمقارنة تقرير المحليات، وبمراجعه قرار التخصيص الصادر لبناء المدرسة لمعرفة المساحة الكلية بالقرار ومطابقتها بالمساحة الفعلية للمدرسة، وتقرير لجنة الفحص الإنشائى للمدرسة وبعد معاينة المحافظ لكل ما سبق على الطبيعة، تبين له عدم الالتزام بالمساحة المحددة فى قرار التخصيص الصادر لإنشاء المدرسة وعدم الصلاحية الإنشائية لأحد مبانى المدرسة، حيث إن المبنى الأول أنشئ منذ أواخر الخمسينيات، والثانى أنشئ بعدها بعدة عقود، والمبنى وسابق وبعدهما أنشئت دورة مياه، وأن أحد المبانى متصدع منذ زلزال 1992 م .
وتابع المحافظ أنه تم رصد تعديات صارخة على أملاك الدولة، حيث استقطعت أجزاء من المساحة المخصصة للمدرسة، بمعرفة أحد المسئولين بالقرية والذى قام ببيعها للآخرين وأقاموا عليها صيدلية ومقهى بلدى خلف المبانى، وجراج يستقطع ثلثى مدخل المدرسة، فصلا عن تعديات أصحاب المنازل الملاصقة بالتعدى المخالف، وبالبحث عن أوراق إعادة تخصيص لبناء المدرسة لم يتم العثور عليه فى الوحدة المحلية أو الأملاك، ما يعتبر تواطؤا من العاملين بالوحدة المحلية مع مسئول بالقرية وهو ما يعتبر فساد مباشر وإهدار مقصود للمال العام.
وعلى الفور تقرر إيقاف كل من رئيس الوحدة المحلية القروية بالتلين ومدير مكتب إدارة الأملاك بمركز ومدينه منيا القمح وثلاثة موظفين عن العمل وإحالتهما للتحقيق بمعرفة الشئون القانونية بالديوان العام تمهيدا لإحالتهم للنيابة، وذلك للإهمال والتقصير فى العمل والتلاعب فى ملف تخصيص الأراضى لإقامة المشروعات ذات النفع العام والتواطؤ مع مسئول بالقرية وتقديم تقارير غير صحيحة عن موقف أراضى أملاك الدولة بالقرية وإزالة كافة التعديات.
الطالب ضحية الساندوتش
وأشار المحافظ إلى أنه تقرر نقل التلاميذ لمدرسة أبو طوالة الثانوية فى الفترة المسائية ابتداء من يوم الأحد القادم وتكليف المهندس أحمد مرسى مدير هيئة الأبنية التعليمية بالشرقية باستعجال تقرير اللجنة الهندسية للبدء فى إجراءات الإحلال والتجديد الجزئى للمدرسة حفاظاً على أرواح التلاميذ.
فى سياق متصل، طالب الأهالى بالقرية من محافظ الشرقية، بإطلاق اسم الطفل الضحية مصطفى عبدالعال بالصف الخامس الابتدائى، على المدرسة، تخليدا له، وكأحد الطلاب المتفوقين الذين خسرتهم المدرسة ضحية للإهمال .
كانت استقبلت مستشفى منيا القمح المركزى، تلميذا بالصف الخامس الابتدائى مصابا بنزيف بالمخ ولفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله.
وكانت التحريات المبدئية أكدت أن المجنى عليه شعر بالجوع أثناء الفسحة فتسلل من مدرسته الكائنة بقرية أبو طوالة للتوجه لمنزلة لإحضار سندوتش أثناء ذلك تصادف مرور سيارة نصف نقل مسرعة وصدمته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة