أثار ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية جدلاً من جديد، بعد أن خرج واعتبر أن انتشار فيروس كورونا فى الصين نوع من العقاب، حيث رد نائب رئيس الدعوة السلفية، على سؤال ورد على الموقع الرسمى للدعوة السلفية "صوت السلف" يقول: نسمع الآن مِن كثيرٍ مِن الناس أن ما يحصل فى الصين من انتشار القتلى والضحايا بسبب "فيروس كورونا"؛ إنما هو عقوبة إلهية مِن الله -تعالى- بعد ما فعلته الصين فى مسلمى الإيجور. فهل هذا كلام صحيح؟.
ورد ياسر برهامى قائلا: أنواع الكفر والظلم والبغى التى هم عليها تستوجب أنواعًا مِن العذاب فى الدنيا والآخرة، والأوبئة أصلًا كانت عقوبة مِن الله -تعالى- للأمم السابقة، وقد يصاب بها المسلمون وهى لهم رحمة وتكفير للذنوب والسيئات؛ لحديث عائشة -رضى الله عنها- قالت: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي: "أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ".
فى المقابل قال الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه أن الله عز وجل قال (وَكَانَ أمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا)، وقال جل شانه (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)؛ وأضاف لـ"اليوم السابع: "من سنن الله فى الكون أن يحدث النفع والضر ليكون الناس بين مكرمى الشكر والصبر"، واستشهد بالآية القرآنية (وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ).
وتابع: "الزلازل والبراكين والأزمات الاقتصادية وتغير البيئة والجفاف والأمراض والأوبئة سنن كونية لا علاقة لها بإيمان أو كفر أو توحيد أو شرك أو طاعة أو معصية، وبضرب المثال يتضح المقال"؛ وأشار كريمة إلى أنه على سبيل المثال فى عهد النبى حصلت زلزلة لما صعد النبى جبل أحد فقال مخاطبا الجبل اثبت فإن عليك نبى وصديق وشهيدين.
وفى عصر العادل عمر الفاروق الذى اتعب من جاء بعده حصل عام الرمادة وكان المسلمون على اعلى درجة من الالتزام الدينى وحدث وباء الطاعون لدرجة انه لم يدخل المنطقة الموبوءة فى الشام.
ولفت كريمة إلى أنه فى عصر الرسول حدثت أزمة لدرجة أن النبى نهى المسلمين عن ادخار لحوم الأضاحى ما يزيد عن 3 أيام.
وتابع: "كم تعرضت الكعبة والبيت الحرام لسيول وحرائق وتدمير فى مراحل فى التاريخ".
واختتم تصريحاته قائلا: "لا نصف الناس بأنهم يستحقون الأوبئة جزاء أمور عقائدية لأن ديننا هو دين الرحمة والإخاء الإنسانى، نسأل الله أن يصرف عن الإنسانية مسلميها وغيرهم من المؤذيات، ونرجو الله السلامة لأهل الصين وغير أهل الصين".
فى الوقت نفسه أوضح رد طارق الشبيشى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، قائلا أن هؤلاء الشيوخ هم سبب حالة التخلف والتراجع الحضارى الذى تعيشه أمتنا، مشيرا إلى أن هؤلاء ينشرون الجهل وامتهان العقل والمنطق وكلامه مردود عليه.
وأضاف الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، فى تصريح لـ"اليوم السابع": نريد أن نسأله ونسأل امثاله ولماذا لم يعاقب الله اليهود وهم يدنسون المسجد الأقصى يوميا ويقتلون المسلمين الفلسطينيين الذين يدافعون عن مقدسات الإسلام، ولماذا تضرب البراكين والأعاصير والزلازل بعض الدول الإسلامية مثل إندونسيا وباكستان وتركيا.
وتابع طارق البشبيشى: هذا هو التخلف بعينه وكأن الله يعمل شرطيا ( حاشا لله) عندهم يؤدب خصومهم وهذه عقول مريضة ويجب أن يتم منعها من التلاعب بعقول الجماهير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة