صدرت رواية "الرجع البعيد" للكاتب العراقى "فؤاد التكرلى" فى عام 1980، وعدها النقاد من الروايات المهمة فى تاريخ الرواية العربية، وقد بدأ التكرلى" كتابة الرواية عندما كان فى باريس عام 1966، وأتمها عام 1977، ونشرت فى بيروت لاستحالة نشرها فى بغداد.
وتدور "الرجع البعيد" حول فترة زمنية مهمة فى تاريخ العراق السياسى، وبطلا الرواية هما الأخوان مدحت وعبد الكريم (كريم)، ينجذب الاثنان نحو ابنة عمتهما المدرّسة الشابة منيرة، كل منهما حسب طريقته الخاصة، ويفشلان كلاهما فى إنقاذها حين اغتُصبت فى مدينة بعقوبة الريفية من ابن اختها عدنان الذى ينتمى إلى الحرس القومى.
التجأت منيرة عقب اغتصابها إلى بيت خالها (أبى مدحت) فى بغداد، وبالإضافة إلى الجرح الذى تعانى منه، فإن فقدانها لعذريتها قبل الزواج وضعها فى موضع صعب جدا، من الناحيتين النفسية والاجتماعية، لذلك قررت أن تبقى ذلك سرًا وتستمر فى حياتها فى عزلة فرضتها على نفسها، لكن هذا القرار تثبت استحالة تحققه فى مقر إقامتها المؤقتة، إذ انتهت إلى جذب الأخوين الاثنين مما أدى فى النهاية إلى أن يتقدم مدحت للزواج منها. يهز مدحت اكتشافه فى ليلة زفافه أن حبيبته وعروسه "منيرة" ليست عذراء، فيقرر أن يهجر منزله.
تركز الفصول الأخيرة من الرواية على الصراع الداخلى المضنى فى عقل مدحت لإدراك معنى الذى حدث له كى يعرف ما الذى عليه فعله فيما بعد، وحين يقرر فى النهاية ـ وسط الأحداث الدموية ـ أن يعود إلى منيرة لأنه يدرك أن حبه لها أهم من أى شىء آخر، يُقتل فى حى الأكراد برصاصة طائشة لا يعرف أحد مصدرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة