-محمد حران من موريتانيا: لماذا نذهب لنتعلم المهارات فى أمريكا وأوروبا فى حين أن مصر أدرى بواقعنا الأفريقى؟
-إينوا أواه جورجيس من الكاميرون: رسالتى للشباب «استثمروا فى أنفسكم واتحدوا»
- ريبيكا برانيا من جنوب السودان: المشاركون فى البرنامج سيكونون فى المستقبل القريب قادة.. وجودنا فى مكان واحد خلق قاعدة تعارفا وتبادلا للأفكار والتجارب
بعد 6 أسابيع من الدورات والندوات والمحاضرات التى تركزت حول مهارات القيادة والتفاوض والتسويق، فضلاً عن أجندة أفريقيا 2063، والتنمية المستدامة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والتحديات التى تواجه القارة الأفريقية والفرص المتاحة فى القارة، والذكاء العاطفى، ودراسة القانون الدولى والاقتصاد، بالإضافة إلى العلاقات الدولية والأمن القومى، أنهى 94 شابا وفتاة يمثلون 37 دولة أفريقية أعمال الدفعة الثالثة من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة.
p.6
الدفعة الثالثة شهدت استخدام أساليب تدريبية غير تقليدية كورش العمل والأنشطة العملية ونماذج المحاكاة والزيارات الميدانية، بالإضافة إلى البرنامج السياحى الذى شمل الجانب الثقافى والاقتصادى والعلمى والرياضى، حيث زاروا مناطق كثيرة فى القاهرة منها الأهرامات والصوت والضوء، فضلا عن قناة السويس، ومكتبة الإسكندرية.
وقبل انتهاء أعمال الدفعة الثالثة أجرت «اليوم السابع» معايشة من خلال أحد الورش التدريبية، التى كان محورها أدوات التغيير وآليات التعامل معها، والتغيير هنا ليس المقصود به فقط المغزى السياسى، وإنما تغير شخصية كل مشارك، وعدم الوقوف عند مرحلة معينة، وكان الحوار فى الورشة هو كيف يدير كل شخص التغيير فى حياته من خلال خطوات فعالة، حتى تكون هذه الشخصية قابلة للتعامل مع أى تغيير قد يطرأ مستقبل سواء على شخصيته أو فى المحيط الموجود به.
p.6
وأطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى فكرة البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الأفريقى للقيادة من مدينة شرم الشيخ، كإحدى توصيات منتدى شباب العالم نوفمبر2018، وبدأت الأكاديمية الوطنية للتدريب فى تنفيذها تزامنًا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى لعام 2019، وجاءت الفكرة فى إطار اهتمام مصر بخلق قاعدة شبابية واعدة مؤهلة لحمل لواء القيادة فى كل المناحى السياسية، الإدارية والمجتمعية ذات وعى وطنى عميق وإدراك وتفهم شامل لما يواجهه الوطن من تحديات وفرص.
وكان لافتاً أن كل المشاركين فى الدورة يترواح أعمارهم من 18 إلى 30 عاما، وغالبيتهم شاركوا فى النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، فى ديسمبر الماضى، وتولى الدراسة لهم محاضرون من مصر وآخرين تم استقدامهم من الخارج، خاصة من المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة.
وأكد محمد حران، طالب دكتوراه فى مجال الاتصالات، من موريتانيا، وهو أول مشارك فى البرنامج من بلاده، أن مشاركته سيكون لها أثر كبير فى تثقيف الشباب الموريتانيين، خاصة أنه يعمل حالياً مسؤول إعلام شبكة الشباب العلميين الموريتانيين، لافتاً إلى أن مشاركته فى البرنامج جاء من خلال وجوده فى منتدى أسوان العربى الأفريقى، وتحمس للفكرة بعد إعلان الرئيس السيسى عنها، وزاد من حماسته أن أصدقاء له شاركوا فى الدفعتين الأولى والثانية، الذين أكدوا له أنهم استفادوا على المستوى الشخصى من البرنامج فى مسألة بناء الشخصية أو تكوين الذات.
وقال حران لـ«اليوم السابع»،» بجانب تكوين النفس والذات، تعلمت خلال وجودى فى البرنامج دروس مهمة فى التفاوض والتحكم فى العواطف، خاصة أن المفاوضات هى محور عملى كونى مثل الشباب فى العديد من المنتديات الدولية والإقليمية، وكذلك مهارات التحدث مع الإعلام، فكلها مهارات كنت بحاجة لها، وحصلت عليها هنا فى القاهرة، بجانب كيفية إدارة الأزمات، وهى نقطة فى غاية الأهمية، تحديداً للشباب الأفارقة، لأنها أتاحت للشباب أن يكون لهم دور ورأى أيضاً فى الأزمات التى تواجه بلدانهم.
وأكد الحران أن أكثر شىء جذبه فى مصر هو شعبها، وكذلك مكتبة الإسكندرية والأهرامات، ومشروع قناة السويس، الذى قال إنه سمع عنه كثيراً لكن حينما زاره ضمن البرنامج، تأكد أنه أمام مشروع عملاق وكبير سيكون له تأثيرات إيجابية كبيرة على مصر ودول القارة، باعتبار أن مصر هى مفتاح أفريقيا، مضيفاً: «فور عودتى سأستخدم كل ما تعلمته لنقله إلى الشباب الموريتانيين، من خلال دورات تدريبية تعتمد بشكل كبير على الشكل الذى تم هنا فى البرنامج، وسأكون نقطة وصل للبرنامج فى موريتانيا من خلال تحفيز الشباب الموريتانيين للمشاركة فى الدفعات اللاحقة للبرنامج، وبالفعل خلال وجودى فى البرنامج، كنت أتحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعى مع أصدقائى فى موريتانيا عن البرنامج، وأهمية أن يكونوا مشاركين به».
وقال محمد الحران: «إن البرنامج مهم جداً، لأن أفريقيا مليئة بالقدرات والموارد البشرية، لكن هذه الموارد بحاجة لمن يثقلها من خلال التدريب، ومن هنا تأتى فكرة أن يكون هذا البرنامج فى دولة أفريقية قريبة جداً منا، وهى مصر، فلماذا نذهب لنتعلم المهارات فى الولايات المتحدة أو غيرها، فى حين أن مصر دولة أفريقية وتتشارك معنا فى المشاكل والحلول أيضاً، وهى أدرى بواقعنا الأفريقى».
من جهتها، قالت ريبيكا برانيا، من جنوب السودان، التى تعمل فى منظمة «جنوب السودان المتقدمة»، وهى منظمة تعمل على إرسال رسالة سلام للجنوبيين، وتأهيل الشباب والمرأة للقيادة، أن هدفها من الوجود فى البرنامج أن تكون على دراية تامة بآليات تعليم الشباب قواعد القيادة، لنقل هذه التجربة إلى الشباب فى بلدها، التى تعانى من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتتمنى أن يكون لها دور إيجابى فى إيجاد مخرج لجنوب السودان من أزماتها الحالية.
وقالت ريبيكا برانيا: «أشارك مع شباب يمثلون دول وثقافات مختلفة، تجمعهم أرضية واحدة، وهى العمل على تنمية القارة، وهو الهدف الذى تسعى له مصر من خلال هذا البرنامج، الذى يستهدف الشباب من خلال تأهيلهم وتدريبهم على مهارات القيادة والتعامل مع التحديات التى تواجه أفريقيا، واستخدامهم للفرص المتاحة بالأسلوب الأمثل، وخلال مشاركتى تعلمت الكثير، سواء من البرنامج بشكل عام، أو من زملائى المشاركين، لأن كل واحد منا لديه تجربة خاصة به أو بدولته، ومن خلال المشاركة فيما بيننا، كنا على دراية بهذه التجارب وكيفية التعامل معها».
وتؤكد ريبيكا برانيا: «أكثر ما تعلمته واستفدت منه فى البرنامج هو العمل على إيجاد حل فى مواجهة الأزمات، فمن خلال ورش عمل تم وضع كل مشارك فى البرنامج فى وضعية رؤساء الدول والحكومات، ليكون عليه اتخاذ القرار فى الأزمة التى تواجه بلده وإدارة هذه الأزمة، وهو ما أضاف لنا الكثير من المواهب والقدرات، بجانب الكثير من الورش التدريبية التى استفدت منها على المستوى الشخصى، وسأعمل على تطبيقها فى جنوب السودان، البلد التى بحاجة إلى المزيد من العمل خاصة مع الشباب والمرأة، فى ظل التحديات التى تواجهها حالياً، وتحديداً المرأة التى تعانى من التجاهل والاستبعاد، لذلك فإننى أعمل على أن يكون للمرأة فى بلدى وضعية أفضل، ويكون ذلك من خلال دفعها للمشاركة فى مثل هذه البرامج والدورات التدريبية، التى تحجم عن المشاركة بها، وهذه هى المسؤولية التى أعتبرها تحديا ملقى على عاتقى تجاه بلدى».
وختمت ريبيكا برانيا حديثها بقولها: «لا يخالجنى شك فى أن المشاركين فى البرنامج سيكونوا فى المستقبل القريب قادة فى دولهم، لذلك فإن وجودنا فى مكان واحد أوجد قاعدة تعارف وتبادلا للأفكار والتجارب، والبرنامج وحدنا كقارة أفريقية فى بلد واحد، وعلمنا كيف نواجه الحياة العملية، وألا نفكر فقط فى دولنا ولكن نفكر فى مستقبل القارة ككل، خاصة ونحن نتحدث الآن عن أجندة أفريقيا 2063».
من الكاميرون جاء أينوا أواه جورجيس، الذى يعمل طبيبا، وكل هدفه أن يستفيد كثيرًا من التبادل والتنوع الثقافى خلال البرنامج، وقال: «أرى أن الشباب بشكل عام يجب أن يعملوا على تطوير مهاراتهم فى القيادة، بالإضافة للسعى لاكتساب مهارات جديدة، فتعتبر مهارات إدارة الأزمات التى تعلمناها فى البرنامج من أهم المواد التى يمكن أن نتعلمها فى أى مكان، خاصة أنها تتوافق مع المشكلات التى تواجهها أفريقيا فى الوقت الحالى والمهارات الشخصية التى يجب علينا جميعًا أن نتعلمها، فمثلا، إذا طبقنا ما درسته هنا على الأزمات التى تمر بها بلدى –الكاميرون- فقد تعلمت الكثير من خلال المحاضرات التى سمعتها والمناقشات التى شاركت فيها، والآن سأعود لبلدى كسفير للسلام وأنا على دراية كاملة بالمهارات التى تتطلبها إدارة الأزمة بطرق هادئة وسليمة».
وأكد أينوا أواه جورجيس أنه سيحرص عند عودته لمشاركة أمرين مهمين جدًا مع الشباب فى الكاميرون حول البرنامج، الأول هو أن يستثمروا فى أنفسهم وأن يستغلوا كل المصادر المتاحة أمامهم من أجل ذلك، لأن أكثر ما يفتقده الناس فى الكاميرون هو مهارات القيادة، والثانى هو أن يتحدوا، لأن الاتحاد قوة.
وتحدث أينوا أواه جورجيس عن مصر، وقال: «مشاركتى فى البرنامج لم تغير كثيرًا من نظرتى لمصر، لكنها أكدت لى ما كنت أقرأه عنها، فهى «المثال الحقيقى للحضارة فى العالم.. وهنا أريد أن أشكر الرئيس السيسى على هذه المبادرة، وعلى إعطائه الفرصة لكل هؤلاء الشباب من أفريقيا، وإذا كان لى رسالة أوجهها لزملائى الأفارقة فهى أن هناك أملا كبيرا فى الشباب الأفريقى لكننا فقط يجب أن نثق فى قدراتنا ونستثمر فى أنفسنا من أجل النهوض بقارتنا».
أوليان شينابين، كان الشاب الوحيد من موريشيوس، الذى شارك فى البرنامج حتى الآن، وهو يعمل كرئيس لمنظمة غير حكومية تسعى لرعاية الأطفال الفقراء وتوفير كل الموارد التى يحتاجونها لتقديم التعليم الجيد لهم، وبالتالى القضاء على الفقر، مؤكداً أن البرنامج هو الوسيلة المثلى لإعداد القادة، وذلك بسبب كل الأدوات التى تتوافر للمشاركين من خلاله، يمكننا بسهولة من تعلم طرق وأساليب الإدارة والقيادة.
واضاف: «أعتقد أننا كمجموعة أفريقية تمكنا من خلال مشاركتنا فى هذا البرنامج من تكوين شبكة للتواصل بين بعضنا البعض فى المستقبل، مما سيجعلنا قادرين على النهوض بأفريقيا من المستوى الحالى إلى درجات أعلى كثيرًا، بالإضافة إلى أن مصر ستحتل دائمًا مكانا خاصا فى قلبى، لدى الكثير من الذكريات الجيدة فيها، وأتوقع أنه سيكون لى المزيد منها خلال الأيام والسنوات القادمة».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة