مفيش بشر أو سائل محروم عدى عليها وطلب أكل وهو مش معاه إلا وأطعمته، بتحب كل الناس خاصة الأطفال اللى اتحرمت منهم، عطفها وحنيتها مع الحيوان يضرب بيه المثل، هبة عدس فتاة من أبناء منطقة السبتية الشهيرة بتجارة الحديد والصنيعية والسواقين، نشأت في تلك المنطقة وذاع صيتها بعد أن عملت على عربة لبيع طبق الكشرى والعدس، فلم تجد تاجرا أو صنايعيا يتذوق طبقها إلا ويقف يضرب لها ألفين تعظيم سلام، بنت من أبناء مصر الجدعان وعرفت في منطقتها باسم "هبة عدس".
تخرج يوميا من الساعة 3 صباحا قبل شروق الشمس وقبل أذان الفجر لتسعى على أكل عيشها، فهى أخت لـ 9 أشقاء هي أكبرهم، وضعتها الظروف أن تحمل على كاهلها عبء مصاريف أشقائها وأمها وزوجات أبيها، لتنزل إلى الشارع وسط هذا الكم من الرجال لتلبس عباءتهم وتتعامل معهم يوميا، ولكى تتجنب مضايقاتهم ارتدت الجميلة ذات الوجه الحسن ملابس الرجال .
ويسلط برنامج "فتحى شو"، الضوء على أشهر بائعة عدس في مصر، هبة نصر، والتي قالت والدموع تملأ عينها، "أنا ربنا مكرمنيش بالخلفة وقالى الدكتور إنى مفيش أمل، كان نفسى في ولد أو بنت أخدهم في حضنى لأن أنا أصلا عايشة في الدنيا لوحدى بس أنا كويسة وراضية وعمرى ما بصيت في عيشة حد والحمد لله راضية بالمكتوب والمقسوم، واتجوزت مرة واحدة ومش هتجوز تانى بعد ما اطلقت وأنا كنت الزوجة التانية".
وتابعت، "أنا نزلت الشارع وأنا عندى 14 سنة، وبقالى 25 سنة على العربية دى، بنزل في الشتا الشغل من الساعة 3.30 فجرا عشان ألحق أعمل العدس، وكمان بنزل في الصيف الساعة 5.30 بعد الفجر عشان ألحق أجهز الأكل للصنيعية والتجار، أنا بعمل عدس جميل جدا جدا جدا، عشان كده بيقولوا عليا هبة عدس وكل الناس تعرفنى".
واستكملت، "الشباب والكبار كلهم في المنطقة بيحبونى وفى أي مشكلة بيقفوا في ضهرى، الشارع بيقسى شوية لما تنزل وتشيل أنابيب وميه مغلية وتجر عربيات غصب عنك هتنشف مش بإيدك، والدى اتجوز 3 وسابنا ومنعرفش عنه حاجة ولا حتى زوجاته التانيين يعرفوا عنه حاجة ومخلف منهم كلهم، وإحنا كلنا 9 أخوات، أنا الكبيرة وبقف مع إخواتى وزوجات والدى".
وأوضحت، "بتعامل مع الناس بمعاملتهم، الوحش أنا وحشة معاه والحلو أنا حلوة معاه، في الأول لما نزلت وكنت بدى حد علبة الكشرى ويلمس ايدى من تحت مكنتش بقدر أتكلم معاه، بس بعد كده الشارع بيغير وبيقسى واتخانقت قبل كده مع واحد وأنا شغاله ومسكت السكينة وعورته ومن ساعتها مشوفتوش تانى، حب الناس ليا أكبر حماية".
واردفت، "أى حد معهوش فلوس وجعان أنا مبتأخرش عنه ده رزق وخير كبير وفى اليوم ده لما بأعد الفلوس آخر اليوم بلاقيها كترت وفيها بركة، وطول ما أنا بصحتى أنا مش محتاجة حاجة، كل يوم رزقى ربنا بيبعتهولى وبزيادة كمان، وطبق الكشرى والعدس بتوعى هي بسم الله ودى كفيلة بأى طعم، بيبقى عليا كتير لما بعمل العدس وبخلص في ساعتين بس لأنه وجبة حلوة مع البصل والعيش المحمص والطماطم المخللة والمسيحيين هما زباينى الأكتر لأنه بيكون موسم الصيام بتاعهم".
ونوهت، "مليش صاحبة بنت ومعرفش أصاحب بنات وبمعرفش أتعامل معاهم ومليش في الخروجات، ومخرجتش من منطقتى من زمن ومعرفش أتخانق مع واحدة ولا أشتمها، بس ممكن أتخانق مع راجل وأضربه كمان، أنا بضحك وبهزر ومفيش حد له عندى جنيه، وبشتغل وبكسب وبصحتى ودى نعمة من عند ربنا في ناس معاها ومش عارفة تعمل اللى أنا بعمله، مش قادرين يشيلوا اللى أنا بشيله ولا يعرفوا يعملوا الجهد أو المجهود اللى بعمله ولا يقدروا ينزلوا من فجرية ربنا، أه تعبت نفسيا لما عرفت إنى مليش في الخلفة بس عملت توازن لحاجات كتير في حياتى عرفت إنى واخدة حقى في الدنيا وزيادة، الحمد لله واخدة الستر من ربنا واخدة حب الناس واخدة الصحة ربنا مدى كل واحد حقه الحمد لله ".
.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة