رفض مساعدة المحيطين به وقرر أن يكون هو المساعد والعون لأهله وأخواته البنات، هو ملخص حكاية محمود زكى شاب فى العشرينيات من عمره لم يستطع الهروب من نظرات المجتمع وكلامهم المسيء بسبب مشاكله الصحية واختلافه عنهم، ولكن استطاع أن يكون قدوة لكل شباب قريته بسبب تفوقه واصراره على العمل وهو فى الـ 14 من عمره.
ذهب "اليوم السابع" لكفر هلال وهى إحدى القرى بمحافظة المنوفية والتى يسكن فيها محمود زكى ليسمع حكايته ويسلط الضوء على النماذج الناجحة من ذوى القدرات الخاصة، وروى محمود حكايته لـ"اليوم السابع" قائلا: منذ ولادتى وانا أعانى من مشاكل صحية فى الجزء الشمال فأنا مولود بكلي واحدة وودن أصغر من الأخرى مع قصر القدم عن القدم الأخرى وجميع هذه العيوب موجودة فى الجزء الشمال، لذلك أعيش بنصف جزء هو الطبيعى والجزء الآخر به تشوهات، وفى الغالب فإن التشوهات الخلقية ناتجه عن تناول والدتى لبعض الأدوية غير المناسبة اثناء حملها".
وأضاف: "تعرضت لتنمر وايذاء نفسى كتير وكنت دايمًا بزعل وبشيل جوايا، من وأنا صغير فى المدرسة كانو بيتريقوا عليا بس الحمد لله قدرت أخلص دراستى واتخرجت من معهد مساحة بس لسه بدور على شغلانة تناسب حالتى، كل اللى بعمله أنى بسوق ميكروباص والدى من وأنا 14 سنة عشان أساعد والدى وأخواتى البنات".
"كنت رافض دايمًا فكرة إن حد يساعدنى وقررت أن أنا اللى هساعد أهلى واشتغل زى أى شاب طبيعى"، هو ما قاله محمود عن فكرة مساعدة ذوى القدرات وأنه قرر أن يكون العون والسند لأهله حتى ساعد والده فى تجهيز أخواته البنات وزواجهم وحتى الآن ما زال يعمل على الميكروباص رغم صعوبة الأمر بسبب مشاكله الصحية.
لم تكن مشكلة محمود فى نظرات المجتمع فقط ولكنه تعرض للإيذاء النفسى من إحدى الفتيات بعدما صرح بحبه لها وطلبها للزواج ولكن كان ردها اكثر ألمًا من كل المشاكل التى واجهها فى حياته عندما قالت له" روح شوف واحدة مكسحة زيك"، وقال محمود: "ذوى القدرات من حقهم الجواز والانجاب وأنهم يعيشوا حياة طبيعية موجه كلامه للفتيات "حتى لو هترفضى الزواج من رجل من ذوى القدرات الخاصة ياريت يكون بأسلوب كويس بعيدًا عن التجريح والألم".
وأنهى حديثه قائلاً: "لازم الشباب كلها تشتغل ومتقولش مفيش شغل ومفيش فرص أخلق أنت الفرص واجرى ورا حلمك ومتسيبهوش واكيد هتوصل فى يوم من الأيام، وعاوز أقول لأصحاب الهمم أنتو تقدروا تعملو كل حاجة ومفيش حاجة اسمها عجز".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة