حياة وموت القديس توماس بيكت.. حكاية عن صراع السياسة والدين

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020 07:00 م
حياة وموت القديس توماس بيكت.. حكاية عن صراع السياسة والدين رسم تخيلى لاغتيال توماس بيكت
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تكشف العلاقة بين هنرى الثانى وتوماس بيكت فصلا مهما عن علاقة الدين بالسياسة فى أوروبا العصور الوسطى، وقد انتهت هذه العلاقة فى عام 1170 باغتيال القديس توماس بيكت فى كاتدرائية كانتربرى بواسطة أتباع الملك هنرى الثانى وذلك نتيجة لصراع معه.
 
ويقول كتاب "موسوعة تاريخ أوروبا" لـ مفيد الزيدى، باعتلاء هنرى الثانى عرش إنجلترا ينتهى حكم أسرة النورمان فى إنجلترا، ويبدأ حكم أسرة البلانتاجنت، وترجع هذه التسمية إلى جوفرى اف انجوى – والد هنرى، والمعروف عن هنرى أنه كان حاد الطباع، كثير المطامع، ذا ذاكرة قوية.
 
رسم تخيلى لـ مقتل توماس بيكت
رسم تخيلى لـ مقتل توماس بيكت
 
أما توماس بيكيت فقد ولد فى لندن 1811 من طبقة وسطى نورماندية، وظهر نبوغ توماس وهو صغير، فاهتم به ثيوبالد رئيس أساقفة كانتربرى، وأرسله ليدرس القانون المدنى والكنسى فى بوولونيا وغيرها، ولما عاد إلى إنجلترا تدرج فى المناصب الدينية، حتى أصبح رئيس شماسة كانتربرى فى عام 1154 وفى عام 1155 أصبح الوزير الأول فى البلاط الإنجليزى وعمره سبعة وثلاثين عاما، وأصبح الصديق الحميم للملك هنرى ومستشاره وموضع ثقته، وعاش توماس بيكت كرجل دنيا على أرفع مستوى، فقد شارك في ألعاب الفروسية، وكانت مائدته أفخم الموائد، وقاد الجيوش فى الحروب، وكان سفيرا للملك فى جهات متعددة وله حاشية لا تقل عن مائتين من الرجال.
 
وبدأ الصراع بدأ بين الرجلين، بعدما حاول هنرى الثانى فرض سلطته بحيث تكون له سلطة مطلقة على الكنيسة والدولة، وحاول بيكيت التخفيف من سيطرة الدولة على الكنيسة ونجح فى ذلك إلى حد أصبح الملك منزعجاً من قراراته وعلاقته القوية بروما والفاتيكان، ما جعل "هنرى" يعقد اجتماعا لتخفيف العلاقة مع الفاتيكان وذلك بعد عامين من رسامة بيكيت أسقفا، وهو الأمر الذى رفضه "بيكيت" بشدة ورفض التوقيع على قرارات الاجتماع، وبعد عدة خلافات قرر توماس بيكيت الرحيل إلى فرنسا خوفا من بطش هنرى الثانى، واستمر هناك عامين تحت ترحيب وحماية من قبل الملك لويس السابع، وأقام فى دير بونتجنى.
 
ويقول كتاب مقاتلون فى سبيل الله لـ جيمس ريستون، وضع الأسقف بيكت استقلالية الكنيسة فوق الولاء لملك البلاد، مما أغضب هنرى غضبا شديدا، وفى أحد مجالسه مع النبلاء، عبر الملك عن سخطه على الأسقف "الخبيث والخائن والكاهن العامى الأصل والنشأة" حسبما وصفه، فسارع أربعة من النبلاء الحاضرين الذين سخطوا لسخط سيدهم إلى كنتربرى حيث قتلوا توماس بيكت أمام مذبحه.
 
وتقول الكتب لقد كان هياج الشعب والكنيسة نتيجة ذلك مما أرغم الملك على الحج إلى ضريح الشهيد بيكت وإعلان الندم، وأصبح الحج إلى كانتربرى فى العصور الوسطى من أهم الواجبات الدينية فى إنجلترا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة