ما هذه الدوامة التى يعيش فيها العالم، ما بين كوفيد 19 والذى تحل الذكرى الأولى لظهوره قريبا، بعدما أشاع الرعب في العالم، وأغلق الحدود، وقطع أواصر العلاقات الأسرية، وما أن لاحت في الآفاق ملامح الأمل في الحد من هذا "الكوفيد" من خلال التوصل لأكثر من لقاح، صيني كان، أو أمريكى وروسى، حتى فوجئنا بأنباء ظهور سلالة جديدة أكثر انتشارا، في بريطانيا، ما أجبر عددا كبيرا من الدول على إيقاف رحلات الطيران مع المملكة البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس يوما.
وهنا يقفز السؤال الجوهرى، ما السر وراء أنباء ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا أكثر انتشارا وربما نسمع في الأيام القليلة المقبلة، عن أنه أكثر شراسة أيضا، في هذا التوقيت المواكب لظهور اللقاحات؟! ما يدعو للشك والريبة، رغم أنف الذين يسخفون دائما من نظريات المؤامرة، لأن سيناريو ظهور "كوفيد 19" في مدينة ووهان الصينية، كان مثيرا للجدل، ومع التوصل للقاحات بعد مرور عام كامل، تواترت الأنباء عن ظهور سلالة جديدة من كورونا، أجبرت بريطانيا على الإغلاق الكامل، بما فيها منع الزيارات الأسرية في عاصمة الضباب لندن..!!
هل الأمر مرتبط بتصدير الفزع والرعب في إطار صراع مميت بين شركات الأدوية الكبرى والمتحكمة فى سوق الدواء العالمى..؟ إذا ما وضعنا في الاعتبار أن بزنس الدواء تفوق على بزنس السلاح والمخدرات والآثار، لما تحققه من مكاسب وأرباح خرافية، وخالية من كل فضائل القيم الأخلاقية والإنسانية، بجانب التجارة بآلام وأرواح الناس.
سيناريو ما يحدث الآن في بريطانيا وعدد من الدول، بانتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا، وأنباء تحور كوفيد 19 فى وقت متزامن مع الإعلان عن التوصل للقاحات تحاول مكافحة الفيروس اللعين، أمر يثير الفزع فى العالم بشكل تجاوز ما أشاعته كل الأوبئة التي انتشرت في الماضى، وكانت تحصد أرواح أضعاف ما يحصده الـ"كوفيد 19 " الحالي، ويدعو أيضا إلى إعلاء نظريات الشك والريبة، والمؤامرة بكل قوة مفرطة، في السبب لانتشار الفيروس ونشر حالة الفزع بين العباد.
وزاد من خطر انتشار الفزع في قلوب الناس على كل بقعة على هذا الكوكب، ثورة الاتصالات، وأن العالم صار قرية صغيرة، وأن مواقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك وتويتر وإنستجرام وتيك توك، صارت حوائط مبكى، وسرادقات عزاء، تتحدث عن أرقام الضحايا من المصابين وعن الذين توفاهم الله بالفيروس..!!
الأمر يحتاج إلى تعاون وتكاتف العالم، بتجرد شديد، لبحث حقيقة الفيروس الأخطر "كورونا" وسبب انتشاره، وإعلان الحقائق بوضوح وشفافية، وفقا لدراسات علمية موثقة، عاجلة وسريعة، لوضع النقاط فوق الحروف، مع العلم أن الصين استطاعت أن تحجم انتشار الفيروس، وتقهره، لذلك تجربة الصين يجب الاحتذاء بها، ومن هذا المنطلق يكتسب اللقاح الصينى الثقة والأهمية، ويُعرى موقف كتائب التشكيك والتسخيف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة