أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن هناك توافُقا بين الأزهر والهيئات الدينية بالمملكة فى التحذير من ضلالات «الإخوان» والجماعات المتطرفة، وتمثل هذا الاتفاق في بيان هيئة علماء الأزهر في 1954 الذى تضمن فتوى عن ضلال الإخوان، وكذلك بيان مرصد الأزهر العام الماضى، وبيان هيئة كبار العلماء في المملكة جاء مُعززاً لجهود المملكة في مواجهة جماعة إخوان الضلال، ولا أحد يُعذَر بالجهل بعد هذا البيان، وهذا التوافق سيؤتى أُكُلَه خيراً وغيثاً على المسلمين وسيُبعد عنهم شر أحزاب الضلال وفتنة المُضلين.
جاء ذلك فى مستهل حوار خاص للوزير آل الشيخ أجرته صحيفة «صوت الأزهر» وتم نشره اليوم الأربعاء، وسط إشادات بتوافق في الرؤى لخدمة العمل الإسلامي بمختلف مجالاته.
وكشف الوزير آل الشيخ أن المملكة ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وجمهورية مصر العربية ممثلة بالأزهر الشريف، لهما مكانة إسلامية كبيرة، وتعاونهما وتكاملهما في المؤسسات والأفرع سيكون عامل قوة يُسهم في نشر المعرفة، وإثباتا للعالم أجمع أن رسالة الإسلام هي التسامح والتعايش والبُعد عن الغلو والتطرُّف، ونحن والأزهر نُمثِّل قمة هرم الدعوة الإسلامية، ونتبادل الزيارات والأفكار ونتباحث في كل المسائل.
وأضاف آل الشيخ إن إحدى خطوات التنسيق والتكامل بين المؤسسة الدينية في المملكة، ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد وهيئة كبار العلماء، وبين الأزهر الشريف، وبما لدينا ولدى الأزهر الشريف من قدرات بشرية مؤهلة علمياً، ولها تاريخ في الدعوة ونشر رسالة الإسلام البعيدة عن الغلو والتطرف فإن أي تعاون أكبر وتكامل أكثر سيكون أثره على المستوى العالمي أكبر وسيختفى معه كل صوت للتطرف وكل صوت يدعو للكراهية، ونأمل أن ينعكس ذلك إيجاباً بإذن الله في كل ما يخدم الإسلام والمسلمين.
وأكد آل الشيخ، خلال حواره مع «صوت الأزهر»، أنه لابد من أن ينشط أصحاب المنهج الإسلامي الوسطي المُعتدل في إيضاح الحقيقة والرد على كل الشُّبَه التي يُطلقها أصحاب الفكر المتطرف عبر كل المنصات الإعلامية أو وسائل التواصل الاجتماعي، والتوعية المجتمعية التي يجب أن تؤخذ من مصادر معلومة وموثوقة لا عن طريق مواقع وحسابات مشبوهة، مشددا على أنه عندما يلزم الصمتَ الصوتُ المعتدلُ سيعلو صوت التطرف، لذلك كان لزاماً علينا ألا نترك للمتطرفين مساحة يتحركون فيها ويعبثون بعقول شبابنا لتدمير أوطاننا وسفك الدماء ونشر الفتنة والخراب.
ولفت آل الشيخ إلى أن السياسة تخدم الدين، وليس العكس كما نراه من جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تسيء استخدام الدين وتوظفه لخدمة أغراضها السياسية. وأردف يقول: إن المملكة تتعامل بهدوء ووفق منهج واضح مع كل الأحداث، وقد سبق البيان خطوات كثيرة في مواجهة الإخوان، فقد تم تجريمهم في 2014 وتمت محاصرة بؤر تمويلهم، وبيان هيئة كبار العلماء أتى مكملاً لهذه الخطوات، ومُحذراً لمن يدَّعى الجهل، وأثره واضح في الأصداء الإيجابية التي رأينا أثرها محلياً ودولياً.
وشدد على ضرورة التصدي لدعوات التيارات المتطرفة لمهاجمة المؤسسات الدينية والعلماء الثقات، من خلال المواجهة والاستمرار والتواجد؛ حتى لا تخلو لها الساحة لنشر أفكارها المتطرفة، مبيناً أنه لا يمكن أن ينتصر هذا الباطل، ففي النهاية نحن أصحاب حق وهم أصحاب باطل، نحن النور وهم خفافيش الظلام.
ونبه آل الشيخ إلى أن هناك حاجة مُلحة لإيقاف خطاب الكراهية الذي يتبناه البعض تحت راية «حرية الرأي»، الذي تحوَّل لوسيلة يتم تجنيد المتطرفين من خلالها، موضحاً أنه يجب على المؤسسات الدينية أن تكون قريبة من الشباب، وألا تترك الساحة فارغة ليحل فيها دُعاة الشر والضلال، مشددا على ضرورة اتحاد المؤسسات الدينية المعروف عنها الاعتدال والبُعد عن الغلو، حتى تُصبح رسالتنا واحدة، ونواجه كل ما يمس هوية الإسلام من المتطرفين ومن داعمي خطاب الكراهية.
ودعا وزير الشؤون الإسلامية علماء الأزهر ووعاظه، ودُعاة ووعاظ وزارة الشؤون الإسلامية بالمملكة أن يحملوا منهج الوسطية والاعتدال في كل المراكز الإسلامية التي يعملون بها، لافتا إلى أن الإسلام لا يحتاج إلى إصلاح، وإنما نحتاج لتجديد فهم الخطاب الديني، وهو ما بدأنا في المملكة العمل به وكذلك الإخوة في الأزهر الشريف، كما نحتاج للتكامل والتعاون وتبادُل المعرفة، ودعم البحوث والدراسات لكل ما هو جديد في الفقه والتشريع بما يتوافق مع المرحلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة