أوضاع مأساوية تعرض لها "ميك سيدروث" وزوجته هيلين وميك سيدروث، اللذان فقدا ثلاثة من أولادهما على مدار 3 أعوام، بسبب مرض غامض ومجهول أصابهم، حيث توفى أولادهما الأطفال "فيله" و"إيما" و"هوجو" دون أن يعرف الأطباء السبب، ما جعل السلطات فى السويد تكرمهما بحصولهما على جائزة أبطال الرعاية فى السويد للعام 2020 خلال حفل الأبطال السويديين فى 17 ديسمبر الحالى، تقديراً لكفاحهما من أجل أطفالهما وأطفال العالم.
الأطفال الثلاثة
ووفقا لموقع صحيفة أفتونبلادت السويدية، قال الأب: "سافرنا إلى الخارج لرؤية متخصصين لكن لم يستطع أحد شرح ما يحصل لأطفالنا"، حيث كان الطفل "فيله" مثل أى طفل آخر، حتى سن الثالثة عشرة من عمره، حين أصيب فجأة بأعراض الخرف التى تصيب المسنين، فلم يعد يتعرف على جدته رغم أنه يلتقى بها بشكل دائم، كما وجد صعوبة فى التحكم بجسده.
وتضيف الأم هيلين: "أسوأ شيء فى عدم معرفة التشخيص، هو أننا لم نكن نعرف كيف يمكننا مساعدة فيله"، مشيرة إلى أنهم قضوا أياماً وليال فى كابوس دائم، محاولة العثور على معلومات حول الأمراض النادرة والبحث عن عيادات فى الخارج يمكن أن تساعدهم.
بدوره، أضاف الأب "ميك": "قررنا فى وقت مبكر عدم التخلى عن البحث عن التشخيص والعلاج، ذهبنا مع الأطفال إلى متخصصين فى بريطانيا والولايات المتحدة والنمسا، وأجروا فحوصات مكثفة لكنهم لم يعثروا على شيء، وفى الوقت نفسه ساءت حالة فيله كثيراً"، وبحسب موقع Alkompis، اعتقد الوالدان بأن ابنهما تعرض لعدوى واشتريا منزلاً أكبر، يمكن أن يتكيف مع احتياجات الطفل، لكن حين أصبح عمره 16 عاماً، لم يعد جسده يتحمل، فانتهى الكابوس الدائم نهاية مأسوية بوفاة الطفل عام 1999.
وقالت الأم "هيلين": "أدركنا حينها أن هناك كثيراً من الأطفال الذين كانوا مرضى ولم يتم تشخيص مرضهم، وأردنا مساعدة الآباء والأطفال الآخرين على تجنب المرور بما مررنا به"، مضيفة: "بعد أسبوع أُجبروا على معايشة الكابوس نفسه مرة أخرى، حيث أصيبت الطفلة إيما فجأة بمرض خطير وانتهى بها الأمر فى غيبوبة دون أن يتمكن الأطباء من معرفة السبب، وفى العام التالى، دُفنت إيما البالغة من العمر ست سنوات بجوار شقيقها الأكبر فيله، وبعد عامين، توفى هوجو عن عمر عشر سنوات، فيما يعتقد الأطباء اليوم أنه أصيب بمرض الدماغ نفسه الذى قضى على شقيقيه".
مؤتمر للأطباء ووجود والدة الأطفال
وأضافت الأم: "كان أمرًا مروعًا جدًا أن نرى الأطفال يزدادون سوءاً ولا نستطيع فعل شيء لمساعدتهم، لا أستطيع أن أتخيل كيف تمكنا من الاستمرار بعد وفاة الأطفال"، وأشار الموقع السويدى، إلى أنه يبدو أن ما ساعد الوالدين على التحمل، بقاء الابنة الكبرى التى لم تصب بالمرض، إضافة إلى تأسيسهما صندوق على اسم الابن، لمساعدة الأطفال المرضى الذين لم يتمكن الأطباء من تشخيص أمراضهم، وقال الأب: "أدركنا فى وقت مبكر أننا ربما لن نكون قادرين على إنقاذ أطفالنا، لكننا أردنا الكفاح لمساعدة الآخرين".
وكان هدف الوالدان إنشاء مؤتمر عالمى للأمراض غير المشخصة، حيث يمكن للباحثين من جميع أنحاء العالم تبادل الخبرات ومساعدة بعضهم فى إيجاد حلول للحالات الصعبة، وكان للمؤسسة التى تحمل اسم الابن الأكبر، ثمانية مؤتمرات عالمية، وكان من بين المشاركين "آن نوردجرين"، مسؤولة البحث حول الأمراض النادرة فى معهد كارولينسكا، التى قالت: "ما فعله ميك وهيلين للأطفال الذين يعانون من تشخيصات غير واضحة لا يقدر بثمن، لقد نجحا فى جمع الباحثين لمناقشة الحالات الصعبة ومعرفة كيف يمكننا المضى قدماً".
وحظى عمل ميك وهيلين، غير الربحى، بإشادة من قبل الباحثين فى جميع أنحاء العالم وكذلك من قبل أولياء أمور الأطفال المتضررين، وهو ما دفع السلطات فى السويد تكرمهما بحصولهما على جائزة أبطال الرعاية فى السويد للعام 2020 خلال حفل الأبطال السويديين فى 17 ديسمبر الحالى، تقديراً لكفاحهما من أجل أطفالهما وأطفال العالم.
وأشارت الأم هيلين، إلى أن حصولها على لقب بطلة السويد فى الرعاية للعام 2020 "تعنى الكثير"، خاصة لجميع الأطفال غير المشخصين وأسرهم، قائلة: "كثير من الناس لا يعرفون أن هناك أمراضاً خطيرة لم يتم تشخيصها، لذلك نحن سعداء جداً لأن المجتمع يلاحظ ذلك، إنها معاناة كبيرة للعائلات وهم يواجهون أوقاتاً عصيبة بشكل خاص الآن أثناء وباء كورونا، لأن جميع الأطفال معرضون للخطر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة