الشمس "المقدس" الأكبر عند حضارات العالم القديم.. كيف رآها الآقدمون؟

السبت، 19 ديسمبر 2020 06:00 م
الشمس "المقدس" الأكبر عند حضارات العالم القديم.. كيف رآها الآقدمون؟ الشمس - أرشيفية
كتب ــ محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتبط البشر، منذ فجر التاريخ، بـ"الشمس"، فكانت الإله والمقدس الأول عبر الحضارات، وأول الأجرام السماوية التى لفتت إليها أنظار البشر بتأثيرها فى الإنسان، وفى الزرع والنماء، النجم الذى يضىء العالم، ويمنحه الخير والسكينة، حتى أصبح عدم سطوعه فال شؤم، فقالوا فى الأمثال الشعبية منذ القدم "يوم مطلعتلوش شمس" تعبيرا عن الأيام الحزينة والأجواء غير الجيدة.
 
لقد كانت الشمس، فى جميع حضارات أهل الأرض قديما، هى المقدس الرئيسى والإله الذى تقرب إليه الجميع، وحاول نيل بركته، وشيدت لها المعابد، وقدمت لها القرابين، وربما كان الدافع وراء عبادتها الحاجة الماسة للأمان الروحى.
 
Sun-worshipers
 
 
وبعيدا عن عبادتها فقد كان للشمس دور مهم فى الأديان الإبراهيمية الثلاث "اليهودية، المسيحية، الإسلام"، ففى المسيحية، يسمى احتفال عيد الميلاد بعيد "الشمس التى لا تقهر" ولعلّ أبرز الكتابات فى مقارنة المسيح بالشمس، هى كتابات يوحنا فم الذهب الذى اعتبر أنّ "الشمس التى لا تقهر هى شمس البر وشمس العدل، أى يسوع المسيح ذاته"، وفى القرآن الكريم تسمى واحدة  سور الذكر الحكيم بسورة الشمس، حيث يقول تعالى: "وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا".
 
ataadwem-696x390
 
لكن بالعودة إلى العهود القديمة، وسبر أغوار التاريخ، كانت الشمس منذ بداية البشرية مقدسة ومخلدة فى التقديس، وارتبطت حضارات وشعوب بهذا النجم الكبير، فقد تألّهت شمس عند التدمريين، وعبدها البابليون والكنعانيون، فضلا الفراعنة والبابليين والصينيين، وحسبما ذكر الدكتور سيد القمنى فى كتابه "النبى إبراهيم والتاريخ المجهول" فإنه من المعلوم أن عبادة الشمس كانت تسود فى المناطق النهرية والبلدان الزراعية، لما تقومُ به الشمس من دورٍ أساسى فى حياة النبات ونضوج المحصول، لذلك عبَدها السومريون باسم «أوتوا AUTU»، وعبدها البابليون وهم شعب سامى بالاسم «شمس SHAMASH»، والمصريون عبدوا الشمس باسم «رع RA»، و«آمون رع RA-AMON»، و«آتوم رع RA-ATUM»، وفى كل الحالات كان هو رب الدولة والعرش.
 

الفراعنة

عبادة الشمس عند الفراعنة
 
 تتمثل عبادة الشمس باعتبارها إلها أو أحد آلهة السماء، وغالباً ما ينظر إليه كمصدر للقوة والطاقة، فكان الفراعنة يعتقدون أن الإله رع، إله الشمس والسماء هو خالق كل شىء حى، أوجد جميع المخلوقات عن طريق استدعائها بأسمائها السرية، لكنه خلق الإنسان من دموعه وعرقه، لذلك أطلق الفراعنة على نفسهم تسمية "قطيع أو أنعام رع"، وقد حضر فى مراحل الفراعنة كافة، وقد اتحد رع فيما بعد بحسب العقيدة الفرعونية، مع أشهر آلهة المصريين القدماء "آمون"، وأقدمهم وأكثرهم تأثيرًا ونفوذًا، الذى يُشار إليه بالخفى وغير المرئي، وأنه خلق نفسه بنفسه، كما أنه راعى الفقراء والمحتاجين، ويظهر فى النقوش الفرعونية فى هيئة إنسان يرتدى قبعة من ريش النعام.
 
وكانت مدينة "أون" هي مدينة الشمس بالمصرية القديمة أو بالإغريقية هليوبوليس كما اسماها اليونانيون، كانت مركز عبادة الشمس وهي مدفونة تحت ضاحية عين شمس وووفقا للمعتقدات المصرية القديمة تقوم المدينة على الموقع الذي بدأت فيه الحياة.
 

العرب قبل الإسلام

201808240321202120
 
حسب ما جاء فى الأسطورة العربية القديمة تزوجت (شمس) من الإله قمر، وأنجبت الزهرة (عشتار)، فتكونت العائلة الثالوثية السماوية، وعبدها العرب لقرون مديدة، أما الذبائح والقرابين من الوعول والحمر الوحشية والغزلان فكانت توجّه إليها استمالة واسترضاءً لها وإيماناً بكونها كائناً روحياً تدبر وتدير سير الطبيعة وسير حياة الإنسان.
 
والشمس من الأصنام التى تسمى بها عدد من الأشخاص، فعرفوا بـ "عبد شمس" وقد ذكر أن أول من تسمى به سبأ الأكبر، لأنه أول من عبد الشمس، فدُعى "عبد شمس"، وفى الإرث القرآنى نجد أن شمس مسقطها الأول (سبأ) فى اليمن، حيث الملكة بلقيس تسجد وقومها للشمس – كما جاء فى سورة النمل على لسان الهدهد فى حديثه مع سليمان (وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)، إذا ما اطلعنا على امتداد دولة سبأ فى أطلس تاريخ الشرق القديم.
 

الفرس

كان الآريون يعبدون الشمس ويحترمونها أكثر من أى معبود آخر، لأنها تعتبر مركز النّور و الحياة للإنسان والحيوان، فكان على كل إنسان أن ينحني ويركع أمام هذا الجُّرم السماوي الجّبّار، وكانوا يعتقدون أن الشمس وحرارتها تُطَهِّر الأجسام من دَنَس الخطيئة فتدخل النُّفوس جنّات النّعيم مُطَهَّرة، لذا كان المجوس وحتى عهد النبى زرادشت لا يدفنون موتاهم، بل كانوا يتركون الميّت فوق أبراج تُسَمَّى (أبراج الصَّمت) ووجهه مُتّجهاً للأعلى نحو الشمس. 
 

الصينيون القدماء

حسب الميثولوجيا الصينية القديمة، كان يوجد عشر شموس فتية وكان من المفترض أن يذهب كل يوم اثنان للعب فى السماء، إلا أن قرروا أن يذهبوا العشرة للعب سويةً مما جعل الأرض تحتر فقررت إحداهما قتلهم جميعاً وقتلتهم باستخدام القوس والشمس للمحافظة على الأرض والحياة عليها، فكانت هى الشمس، والتى أصبحت إلها، ووفقا للباحث كرم حلمى فرحات، فإن عبادة الشمس عند الصينيين القددماء هى اسم مشترك بين القبة الزرقاء المحيطة بالأرض وبين الإله، ولذلك أسموها في الكتب الصينية القديمة "الملك" أو"الملك العلى" واعتقدو أن الملك أو الشمس حى عليم قدير يصرف السماوات والأرض وما بينهما.
 

البابليون

download
 
شماش وهو الاسم الذى كان يطلق على إله الشمس عند البابليين والآشوريين، ورجح الباحثون أن البابليين ارتبط لديهم عبادة الشمس بالشكل الهرمى أو الأهرام، وكانت تعرف باسم الـ"زِقُّورات" (Ziggurat) وهى كلمة أكادية مشتقة من الفعل "زقر" بمعنى رفع أو أنشأ على نُصُب، وكانت هذه الأهرام فى أول الأمر مدرجة يُرقى بها - على حد زعم عُباد الشمس - إلى الإله، ثم أصبحت ملساء تمثل أشعة الشمس التى تسقط على الأرض بشكل يشبه الهرم.
 

الإغريق

78844530_1072715069745552_7683582834824445952_o
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة