يمكن القول إن التحرش فعل قديم، عرفته حتى المجتمعات البسيطة، لكنه حديثًا انتشر بصورة مبالغة فيها، ودخل فى دائرة الخطورة المجتمعية، وصار يهدد "سلام المجتمع" لذا وبطريقة علمية سنقف مع كتاب "التحرش الجنسى.. من الواقع الاجتماعى إلى الفضاء الافتراضى" لـ رانيا الكيلانى" الذى يتحدث عن الظاهرة ويدينها بصورة علمية بتفنيدها.
يقول الكتاب، إن التحرش الجنسى بأشكاله المختلفة، لا يمثل مجرد سلوك انحرافى عن القيم والمعايير التى يقرها المجتمع، ولكنه فعل يحدث داخل تفاعلات الأفراد اليومية، ويرتبط وينتج عن البنية الاجتماعية المختلفة داخل التكوين الاجتماعى المصرى، ومن ثم فغن سلوكه لا يفسر فحسب فى ضوء خرق نسق المعايير السائدة، وإنما يفسر أيضا تجاه ما تمارسه البنية النظامية من ضغوط، وفى ضوء طبيعة الاستراتيجيات الحياتية السائدة فى نمط ثقافى معين.
وتختلف هذه الاستراتيجيات باختلاف نطاقات التفاعل، فالفرد يمر عبر عبر تفاعلاته اليومية فى حدود ميادين مختلفة، فهو يبدأ يومه فى الأسرة، ثم ينتقل إلى الشارع، ثم يتفاعل مع زملائه وأصدقائه، ويقضى مصالحه فى تفاعلات مستمرة مع العديد من المؤسسات، ومن خلال العديد العديد من الأفراد الذين يختلفون فى النوع، وعبر هذه المستويات المختلفة من التفاعلات تتنوع الاستراتيجيات وتتعدد ومن ثم تتعدد استراتيجيات التحرش الجنسى من خلال تنوع أشكال التحرش الجنسى من خلال تنوع المجالات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة