تسعى وزارة السياحة والآثار لبث الروح فى الساعة الأثرية بمسجد محمد على بقلعة صلاح الدين، وذلك ضمن عدد من الإجراءات لتطوير وترميم مسجد محمد علي، فما قصة هذه الساعة؟
رداً على طلب وزارة السياحة والأثار، ترسل فرنسا السيد/ فرانسوا سيمون-فوستييه، الخبير في مجال تصنيع الساعات 🕰️ ، لفحص إمكانية تصليح الساعة الموجودة بقلعة القاهرة والمهداة من فرنسا 🇫🇷 لمصر 🇪🇬 في 1845 pic.twitter.com/gCZIJ3kGL3
— France en Égypte (@FranceenEgypte) November 30, 2020
ساعة مسجد محمد علي هي أول ساعة دقاقة في تاريخ مصر، وهي تعمل بنظام فريد ولا يوجد نسخ منها في دول العالم، وتعود صناعتها لعام 1845م، وقد أهداها ملك فرنسا حينذاك لويس فيليب إلى مصر في عهد محمد علي باشا منذ 175 عاما.
توقفت الساعة عن العمل، وأجريت محاولات عدة لإصلاحها آخرها كان عام 1984م، وقد أرسلت فرنسا أحد أبرز خبراء تصنيع الساعات لديها، بناء على طلب من وزارة السياحة والآثار المصرية، لفحص الساعة وإعادة تشغيلها.
مسجد محمد علي
وقال "أسامة طلعت" رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إن الساعة الدقاقة توجد في الضلع الشمالي الغربي من صحن جامع محمد علي بقلعة صلاح الدين، وهي لها قصة مميزة حيث تم إهداؤها لـ محمد علي باشا من قبل لويس فيليب ملك فرنسا عام 1843م، ومقابل هذه الساعة طلب لويس فيليب من محمد علي مسلة رمسيس الثاني التي كانت قائمة على اليمين الواقف أمام الصرح الرئيسي في معبد الأقصر، وتم نقلها بالفعل إلى فرنسا، وهي تقف حتى الآن وسط ميدان الكونكورد بباريس".
وأضاف، "وصلت الساعة فعليا إلى مصر عام 1845م، ويبدو أنه كان من المقرر لها أن توضع بقصر محمد علي باشا بشبرا، ويوجد وثائق موجودة حتى الآن تتحدث عن مكافأة محمد علي للأسطى الذي أحضر الساعة إليه، وتم تخزين الساعة وقتها في قصر محمد علي بشبرا حتى عصر الخديوي سعيد، حتى استقر الرأي على وضعها في مسجد محمد علي بالقلعة".
وعن توقف الساعة عن العمل قال "طلعت"، "هناك رأيان في هذه المسألة، أحدهما يقول أن الساعة كانت تعمل لمدة 23 عاما ثم توقفت لعدم وجود صيانة مناسبة، وهناك رأي آخر يقول أنها لم تعمل على الإطلاق، ولكن الخبير الفرنسي الذي فحص الساعة أكد أنها كانت تعمل، ولكنها توقفت عن العمل لفترة طويلة جدا".
تحدث "طلعت" عن محاولة الملك فاروق لإصلاح الساعة بنفسه، قائلا، "قام الملك فاروق بزيارة مسجد محمد علي عام 1943م، ويقال أنه كانت لديه هواية تصليح الساعات، وعندما رأى الساعة متعطلة، أمر بتصليحها ونقل الماكينة الرئيسية الخاصة بها في ورش الصيانة بشبرا، ويقال أنه تم تصليحها بالفعل، وعملت لمدة ثلاثة أيام ثم توقفت مرة أخرى، وظلت متوقفة حتى عام 1984م، عندما تم ترميم القلعة، فقد تم إصلاح الساعة وقتها ولكنها توقفت مرة أخرى ولم تعمل منذ ذلك الحين".
واستطرد، "رأت وزارة السياحة والآثار أن إصلاح الساعة شيء مهم، لأنها قيمة مضافة للمسجد، فهي من أقدم الساعات في العالم، وهي الوحيدة من نوعها، ولأن الساعة فرنسية الأصل، لجأت مصر في تصليحها إلى أحد خبراء الساعات الفرنسيين كونهم يمتلكون الآلات التي جرى تصنيع الساعة بها، ونأمل أن تعود الساعة للعمل مرة أخرى دون توقف".
يذكر أن الساعة الدقاقة، هي أول ساعة توضع داخل مسجد، كان يراها الناس من كافة المناطق المحيطة بالقلعة وتتملكهم الدهشة من علوها وصوت أجراسها التي تدق في مواعيد الصلاة آنذاك، وتنتظر وزارة السياحة والآثار حاليا تقرير الخبير الفرنسي، وتوصياته لإعادة تشغيلها قريبا.
ومن المتوقع أن يعود الخبير الفرنسي إلى القاهرة بعد إرسال تقريره حول الساعة، للانتهاء من باقي مهامه عند ثبوت إمكانية تصليحها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة