تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الخميس، العديد من القضايا المهمة، أبرزها المعركة الكبرى التى يخوضها العالم حاليا لمجابهة فيروس كورونا، والصور التى التقطتها الصحف العالمية خلال هذه الفترة لظهور الوباء، فضلا عما تناوله كاتب إماراتى بشأن الاشتباكات العنيفة فى منطقة الحدود الثلاثية التى تجمع كلا من مالى والنيجر وبوركينا فاسو، بين عناصر ما يسمى "القاعدة فى المغرب الإسلامى" وتنظيم وداعش.
انتصار فى أهم معركة
عثمان ميرغني
يقول الكاتب فى مقاله المنشور فى صحيفة الشرق الأوسط السعودية من بين 12 صورة اختارها عدد من صحفيى جريدة "نيويورك تايمز" الأميركية من مجموعة كبيرة من الصور التى نشرتها الصحيفة لتسجيل أهم أحداث ومحطات عام 2020، لم يكن غريباً أن تكون 7 من هذه الصور للقطات متعلقة بمعركة العالم مع فيروس كورونا، فهذا العام بدأ بأخبار كورونا وينتهى بها أيضاً، حتى كلمات العام التي تختارها أشهر القواميس العالمية مثل أكسفورد، وكولينز، ومريام - ويبستر طغت عليها كلمات وباء، والإغلاق، وكورونا، والبعد الآمن، والحجْر، والكمامة، وغيرها من الكلمات التي سيطرت على استخداماتنا اليومية.
لكن بعد الأخبار الكئيبة التي سيطرت على العالم، وغيّرت حياة الناس بسبب الفيروس الذي فتك بأكثر من مليون ونصف مليون إنسان، سعد الناس أخيراً بسماع بشريات عن اللقاحات الواعدة التي ستكون أهم سلاح في المعركة ضد فيروس كورونا، فقد تابع العالم كله تقريباً أول أمس بدء حملة التطعيم في بريطانيا باللقاح الذي أنتجته شركتا فايزر الأمريكية، وبايونتك الألمانية، وأصبحت السيدة مارجريت كينان (90 عاماً) أول إنسانة تتلقى حقنة اللقاح، تلاها بريطاني آخر اسمه ويليام شكسبير (81 عاماً)، كما جرى في الوقت ذاته تطعيم مئات من العاملين في الحقل الصحي ودور رعاية المسنين الذين مُنحوا الأولوية، باعتبارهم في الصفوف الأمامية للمعركة ضد كورونا، وأكثر عرضة لمخاطر المرض مع كبار السن ومن يعانون من بعض الأمراض.
وكانت بريطانيا قد تسلمت شحنة من 800 ألف جرعة من العقار، تكفي لتطعيم 400 ألف شخص "باعتبار أن الشخص يحتاج جرعتين"، وهو عدد ضئيل للغاية في بلد تعداد سكانه نحو 67 مليون نسمة. فالحقيقة أن ما جرى أول من أمس لم يكن سوى خطوة البداية في طريق ما يزال طويلاً، وإن ظهرت بوادر الأمل في إمكانية كبح جماح الفيروس الذي شل العالم.
لماذا الطريق طويل؟
هناك أسباب عدة، لكن أهمها في هذه المرحلة أن إنتاج اللقاحات ما يزال في بداياته، ولا توجد منه كميات كافية تغطي الطلب العالمي. فعقار "فايزر - بايونتك" مثلاً واجه صعوبات في سلاسل الإنتاج، تسببت في تأخير تسليم الكميات المطلوبة لبريطانيا، وغيرها من الدول، وهو عندما ينتج بكميات ضخمة لن يلبي الاحتياجات العالمية. أضف إلى ذلك أن سعره (40 دولاراً للجرعتين) يضعه فوق قدرات الدول الفقيرة، علماً بأن مشكلات ترحيله وتخزينه في درجات عالية البرودة تشكل تحدياً أمام كثير من الدول. فاللقاح يتعين حفظه في درجة 70 مئوية تحت الصفر، وبعد إخراجه للاستخدام يمكن حفظه في ثلاجات المستشفيات لـ5 أيام على أقصى تقدير، يصبح بعدها غير صالح. وفي الوقت الراهن، ولعدة أشهر سيذهب كل الإنتاج تقريباً من هذا العقار لدول محدودة غنية، وبالذات في أوروبا، إلى جانب أميركا واليابان وكندا.
حتى اللقاح الذى تنتجه شركة موديرنا الأميركية، وحقق نسبة نجاح 94.5% فى تجاربه النهائية، وبات متوقعاً أن يمنح خلال أيام تصديقاً طارئاً من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فإنه رغم كونه خطوة أخرى مهمة لن يحل الأزمة، صحيح أنه أسهل في النقل والتخزين لأنه يحتاج إلى درجة حرارة عادية للثلاجات (2 - 8 مئوية)، فإن سعره ليس أقل كثيراً من عقار "فايزر - بايونتك"، ما يضعه فوق قدرات كثير من دول العالم.
كثير من الآمال علقت على اللقاح الذي تطوره جامعة أكسفورد البريطانية مع شركة آسترا زينيكا لأنه سيباع فور توفره بنحو 7 دولارات للجرعتين، كما أنه قابل للحفظ في الثلاجات في درجة حرارة 2 - 8 مئوية. فعلى الرغم من بعض المشكلات التي واجهها نتيجة طريقة الإعلان عن المعلومات وعدم الإفصاح عن بعضها، فإنه يبقى أكثر واقعية بالنسبة لكثير من الدول، مقارنة بالعقاقير الأمريكية.
أفريقيا ومواجهة الإرهاب المدعوم من تركيا
خوسيه لويس مانسيا
أشار الكاتب فى مقاله المنشور فى صحيفة العين الإماراتية إلى أنه "منذ شهر تقريباً، تدور اشتباكات عنيفة فى منطقة الحدود الثلاثية التى تجمع كلا من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، بين عناصر ما يسمى "القاعدة في المغرب الإسلامي" وتنظيم وداعش.
ورغم أنه لا يتم الحديث عن تلك المواجهات فى الإعلام، فإن وسائل إعلام الإرهابيين تحدثت عنها، كما أشارت المصادر المحلية أيضاً إلى حدوث 25 اشتباكاً على الأقل، وعلى الرغم من عدم وجود معلومات دقيقة، تؤكد الأخبار الشحيحة المتوفرة أن داعش يسعى للتوسع من النيجر وبوركينا فاسو نحو مالى كأولوية.
وفى نهاية الشهر المنصرم، وجدت قوات الجيش الوطنى الليبى نفسها مضطرة للتدخل ضد تنظيم القاعدة الذى استقر فى بلدة أوبارى جنوب غرب ليبيا. وحسب مصادر محلية، فإن أحد قادة التنظيم قَدِم من شمال مالي لتسليم شحنة من الأسلحة والذخيرة. وأكدت ذات المصادر أن الأسلحة المذكورة مصنوعة فى تركيا. ولا ينبغي أن نستغرب ذلك لا سيما إذا علمنا أن طائرات الشحن التركية لا تتوقف عن الهبوط في غرب ليبيا، وتحديداً فى قاعدتى عقبة بن نافع والوطية الجويتين، دون إبداء الكثير من الاهتمام بمحادثات السلام الليبية.
وفي محاولة لتبرير موقفه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه يشعر أن مسئولية كبيرة تقع على عاتقه مع ملايين المسلمين، مُنصّباً نفسه كمدافع عن الأطفال السوريين واليمنيين المظلومين الذين يعانون الجوع والمرض، مُعلناً في الوقت ذاته أنه يسعى "لاستعادة حقوق اليتامى الفلسطينيين".
ومن هدايا أردوغان الأخرى لليبيا هو أنه أعاد إليها 900 مرتزق كانوا يقاتلون في أذربيجان. وفي 02 ديسمبر الجارى كشفت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني ويليامز، عن تواجد 20 ألف مقاتل ومرتزق أجنبي في عموم ليبيا.
إلى ذلك، بدأت الدول تتذمّر من استفزازات أردوغان، حيث اشتكت تونس العمل المشبوه لـ "جمعية الصداقة التركية في تونس"، والتي تحاول التسلل إلى المساجد وإدخال الأموال إلى البلاد، والأمر ذاته ينطبق على وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) التي تستخدمها أنقرة لتعزيز وجودها الاستخباراتي في غرب ليبيا وشمال وغرب أفريقيا والساحل والصحراء (موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد).
وفي ليبيا دائماً، انتهت الكلمات الطيبة والجميلة التي تم تداولها على الألسن في اجتماعات السلام التي عُقدت في أوروبا والمغرب وتونس. والكل يعلم أنه عندما تأتي لحظة الحقيقة، أي ساعة توزيع الأرباح الناتجة عن عائدات النفط، حينها سينشب نزاع بين الرئيس فايز السراج ومحافظ البنك المركزي الليبي بطرابلس، الصديق الكبير، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، الذي هاجم محافظ البنك المركزي، الصادق الكبير، مُتهماً إياه بهدر مئات المليارات من عائدات النفط لصالح جماعة الإخوان.
وفي غضون ذلك، ورغم تلويحه بالاستقالة، إلّا أن، فايز السراج، لم يقدم استقالته، ليبقى ذلك مجرد شعار تم رفعه لتحقيق مكاسب مرحلية.
دعوتا وزير الخارجية
فريد أحمد حسن
قال الكاتب فى صحيفة الوطن البحرينية" قول وزير الخارجية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في كلمته أمام مؤتمر "حوار المنامة" في دورته السادسة عشرة "إن أولئك الذين يعارضون مفهوم السلام في المنطقة، سيعملون على تقويض أمن الشرق الأوسط، وبالتالي الأمن الدولي، بأي طريقة ممكنة، الأمر الذي يتطلب منا حماية المنطقة من مثل هذه التهديدات والعمل على الحفاظ على أمننا وردع من يهدده" قول يحمل دعوتين في آن؛ الأولى موجهة إلى العالم أجمع للتكاتف والتعاضد ووزن الأمور بميزان العقل وليس العاطفة وعدم النظر إلى المستقبل بمنظار الحاضر فقط لأن من شأن هذا أن يحمي هذه المنطقة الحيوية، والثانية موجهة إلى أولئك الذين تسيرهم العاطفة ولا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم ويرون المستقبل بالكيفية التي يرون فيها الحاضر ولا يهتمون بمعرفة أسباب التحول الذي تشهده المواقف والأسباب التي تدفع إلى اختيار نهج السلام.
ورغم أن عموم الكلمة توحي بأن هؤلاء سسيستمرون في سلبيتهم وفي نظرتهم القاصرة إلى الأمور إلا أنها توحي أيضاً بأن الوزير يأمل أن تأتي اللحظة التي يفوقون فيها من غفلتهم ويعيدون وزنهم للأمور وتتغير مواقفهم فينضمون إلى ركب السلام الذي يتأكد يوماً بعد يوم بأنه الخيار الأوحد والأفضل والأنجح.. والمطلوب.
ولأن مملكة البحرين تعول على الحلفاء لذا اهتم الوزير الزياني بالقول بأن الحفاظ على أمن المنطقة ووضع حد للتهديدات "أمر ممكن من خلال اليقظة والمرونة، والعمل عن كثب مع حلفائنا لمشاركة المعلومات الاستخباراتية والتحليلات للتعرف على التهديدات المحتملة وكشفها ومعالجتها قبل تشكيلها بالكامل"، شارحاً أن "التعاون الدولي وتبادل المعلومات والخبرة أمر بالغ الأهمية"، لهذا ختم كلمته بالقول بأن "دول المنطقة بحاجة إلى ردع أمني مرن.. يكمله الردع الإلكتروني.. والردع الاقتصادي.. والدبلوماسية النشطة، حتى يعرف خصومنا أن لدينا بشكل جماعي وسائل الرد الفعال المتناسب مع أي هجوم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة