"كروان الإذاعة" فى تلاوة القرآن الكريم، و"ملك التواشيح الدينية".. هكذا كان يطلق على الشيخ طه الفشنى، الذى كان أحد أبرز عمالقة التلاوة والتواشيح والابتهالات الدينية، والذى تحل اليوم الخميس الذكرى الـ 49 لرحيله.
الشيخ طه الفشنى على الهواء
ويتذكر المستشار زين ابن الشيخ الراحل طه الفنشى، يوم وفاة والده قائلاً: "توفى والدى يوم الجمعة 10 ديسمبر 1971، وشيع جثمانه فى جنازة مهيبة من مسجد الحسين، حيث حمل المشيعون النعش على أعناقهم مسافة تصل حوالى 4 كيلو مترات إلى مدافن الأسرة"، لافتا إلى أنه قبل وفاته بيوم اتصلت به الإذاعة وطلبت منه الاستعداد لإحياء ليلة بداية الشهر العربى من مسجد الحسين يوم السبت".
الشيخ طه الفشنى فى إحدى المناسبات بحضور الرئيس السادات
ويضيف المستشار زين لـ"اليوم السابع": "بداية مرضه كانت بسبب جلطة ألزمته الفراش عام 1969، حيث انقطع عن الحفلات الكبرى واقتصر على بعض الليالى، ثم ظل يتلقى العلاج حتى وافته المنية فى صباح مثل هذا اليوم 10 ديسمبر 1971".
دعوة للشيخ طه الفشنى من الملك فاروق لحضور حفل إفطار
ويسرد ابن الشيخ طه الفشنى سيرة حياة والده ورحلته مع القرآن الكريم والابتهالات قائلاً: "ولد الشيخ طه الفشنى عام 1900، حفظ القرآن الكريم وهو عمره ما بين 10 إلى 12 عامًا، فى كٌتاب القرية بمدينة الفشن محافظة بنى سويف، ثم ألحقه والده بمدرسة المعلمين بالمنيا وحصل على كفاءة المعلمين، وهناك كان ناظر المدرسة يختاره ليفتتح طابور الصباح يوميا بتلاوة من القرآن الكريم".
الشيخ طه الفشنى فى إحدى المناسبات
ويضيف المستشار زين: "بعد ذلك اتجه إلى القاهرة أواخر عام 1918 إلى أن كانت بوادر ثورة 1919، فعاد مجددا إلى الفشن وبدأ يسهر فى القرى لإحياء الليالى بالقرآن الكريم، ثم بدأ يشتهر فى بلاد الصعيد، وقرر النزول مجددا إلى القاهرة عام 1929 وهناك التحق بالأزهر الشريف، وتلقى علم القراءات والتجويد والأحكام على يد الشيخ عبد العزيز السحار أحد علماء الأزهر، وحصل على شهادة القراءات العشر".
الشيخ طه الفشنى والشيخ عبدالفتاح الشعشاعى مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
ويستطرد المستشار زين طه الفشنى: "كان يسكن فى حارة الروم بحى الحسين بجوار منزل الشيخ على محمود، وبدأ يلتقى به وأعجب به جدا وأصبح يلازمه فى سهراته، إلى أن علمت به شركة صوتيات يونانية فالتقت به وعرضت عليه تسجيل أغنيتين بصوته على أسطوانات من إنتاج الشركة ووافق بالفعل ولكن بعدها انقطع عن الغناء واكتفى بتلاوة القرآن الكريم والابتهالات والتعطيرات والتواشيح الدينية".
الشيخ طه الفشنى والشيخ محمود خليل الحصرى وعدد من القراء فى إحدى الحفلات
وشهد عام 1937 بداية شهرة الشيخ طه الفشنى عالميا، حينما التحق بالإذاعة، وكان لالتحاقه بها قصة يذكرها نجله قائلاً:"فى احتفال مولد الحسين كان يقرأ والدى القرآن الكريم، وكان يحضر الحفل سعيد لطفى باشا رئيس الإذاعة فى ذلك الوقت فطلب منه الحضور للإذاعة صباح اليوم التالى وبالفعل ذهب وأجرى الاختبارات وتمت إجازته قارئًا من الطبقة الأولى الممتازة وأصبحت تذيع له الإذاعة تلاوتين أسبوعيا من الساعة 9:15 مساء إلى الساعة 10 مساء".
وحول اتجاه الشيخ طه الفشنى للابتهالات يقول "زين": "بدأ والدى يستقى من الشيخ على محمود حبه للابتهالات وبدأ ينتقى كلمات للابتهالات والتواشيح الدينية، ومنها ما كان يلحنه الشيخ زكريا أحمد ومرسى الحريرى ومحمد عبد الوهاب".
الشيخ طه الفشنى وعدد من القراء فى إحدى الحفلات
كان للشيخ طه الفشنى علاقة صداقة قوية وزمالة بكل من كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب والشيخ زكريا أحمد، لافتا إلى أنه شارك معهم فى إحياء حفل زفاف الملك فاروق بقصيدتين لحنها له الموسيقار محمد عبد الوهاب"
ويذكر زين الفشنى، أن والده كان على علاقة طيبة بالملك فاروق والرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد أنور السادات، لافتا إلى أنه يذكر موقف كان يرويه والده حدث فى صلاة أحد الأعياد بمسجد الحسين بحضور الرئيس جمال عبد الناصر وكان ذلك بعد حرب 1967 بعام، وكان والده فى مكان "المبلغ" بالمسجد أى كان يقوم بالترديد بصوت عال بعد الإمام وأخطأ الإمام بتكرار تكبيرة صلاة العيد فى الركعة الأولى 11 مرة بدلا من 7 تكبيرات، فنبهه أحد الأئمة، وعقب الصلاة وأثناء وقوفهم مع وزير الأوقاف وقتها قال له الوزير "ما كل هذه التكبيرات يا شيخ طه"، فرد عليه الشيخ :"علها تكبيرات النصر المرتقب يا معالى الوزير" .
الشيخ طه الفشنى يتلو القرآن الكريم بحضور الملك فاروق
ومن أشهر التواشيح التى أداها الفشنى "يا أيها المختار ، ميلاد طه ، وحب الحسن، وإلهى، وسبحان من تعنو الوجوه لوجهه"، واختير الفشنى رئيساً لرابطة القراء خلفاً للشيخ عبد الفتاح الشعشاعى سنة 1962م، حتى توفى في مثل هذا اليوم 10 ديسمبر عام 1971 عن عمر يناهز 71 عاما.
الشيخ طه الفشنى
المستشار زين طه الفشنى
شهادة تقدير للراحل الشيخ طه الفشنى
صورة للشيخ طه الفشنى
طبق من الفضة أهداه الرئيس عبد الناصر للشيخ طه الفشنى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة