يبدو مصطلح حقوق الإنسان، واسعا وفضفاضا فى معناه، إذ أن حقوق الفرد فى العالم تتنوع بين الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتعتبر قضايا مثل محاربة الفقر والحرمان والعزلة، من أهم قضايا حقوق الإنسان فى العالم أجمع.
ويحتفل العالم فى اليوم 10 ديسمبر من كل عام باليوم العالمى لحقوق الإنسان، وهو مناسبة يحتفل بها العالم سنويا، وتقرر اختيار هذا اليوم للاحتفال من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام 1948 عندما تبنت الجمعية الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وبهذه المناسبة نقدم عددا من الروايات التى ناقشت قضايا إنسانية مهمة، تشكل جزءا مهما من حقوق الإنسان:
"الجريمة والعقاب" فيودور دوستويفسكى (1866)
تركز رواية "الجريمة والعقاب" على طالب قانون سابق ذكى وموهوب، يعيش فى فقر مدقع، فيقرر بوعى ارتكاب جريمة قتل من خلال إقناع نفسه بأنها جريمة مبررة أخلاقيا، وتكشف الرواية لاحقا عن صعوبة تعامل الطالب مع عواقب وتداعيات الفعل الذى أقدم عليه، وتعد هذه الرواية الفلسفية بمثابة استكشاف رائع لمفهوم الخير والشر، وما يتواجد بينهما، الرواية تستكشف مفهوم الخير والشر وما بينهما "الجزيرة".
"كوخ العم توم"
تتناول هذه الرواية التى أبدعتها الكاتبة الأمريكية "ستاو" قضية العبودية والمعاناة التى عاشها الزنوج نتيجة التمييز العنصرى فى إحدى الفترات المظلمة من التاريخ الأمريكى، تدور الرواية حول العبد العجوز "تـوم" الذى يعيش مع زوجته "كلو" وأطفاله فى كوخ صغير وهو إنسان مؤمن وصادق يعرف القراءة والكتابة يتعرض إلى التعذيب الوحشى على يد مالكه الأبيض.
وتعتبر قصة العم توم أشهر الروايات فى الأدب الأمريكى، التى صورت فيها الكاتبة حياة الزنوج الأمريكان قبل الحرب الأهلية، فألهبت أصحاب النفوس الكريمة وأثارت الرأى العام الأمريكى ضد المظالم النازلة بتلك الفئة من المواطنين، ومهدت الطريق لحرب تحرير العبيد عام 1861.
"عناقيد الغضب"
هى واحدة من أفضل الروايات الأميركية للكاتب "شتاينبك" التى درست أحوال عائلة أميركية يمزقها الفقر واليأس فى أعوام الكساد الاقتصادى فى المجتمع الأميركى وهزت الولايات المتحدة الأميركية وغادرت هذه العائلة فى بيتسبورج فى ولاية أوكلاهوما بسبب الجفاف.
وتصور الرواية حياة الطبقة العاملة وشرائح المعدمين والمهمشين، الذى يعد شتاينبك واحداً منهم، وفى شبابه عايش الطبقات المطحونة وعانى الظلم الطبقى الذى ميز المجتمع الأمريكى، حيث عمل سائساً فى حظيرة للدواب فترة ثم قاطفاً للفواكه فى إحدى المزارع ثم بناء منازل، مما أعطاه القدرة على وصف حياة الفلاح بواقعية.
"المحاكمة" فرانز كافكا (1925)
العديد من روايات "كافكا" تتطرق إلى مواضيع متشابهة، وهو ما يبدو جليا فى رواية "المحاكمة" غير المكتملة، وتقوم القصة على اعتقال البطل جوزيف وإخضاعه للمحاكمة على نحو مفاجئ، ويكون غير ملم بالأسباب التى اعتقل لأجلها.
يستهل جوزيف حكايته بالتعرض للاضطهاد داخل بيئة بيروقراطية غير عادلة، وهو ما قد يمثل استعارة حول اغتراب الفرد داخل المجتمع الحديث الذى لا يغفر. ولعل الملفت للنظر هو شعور الشخصية الرئيسية بالذنب رغم عدم اقترافها أى جرم، قصة الرواية تقوم على اعتقال البطل وإخضاعه للمحاكمة دون معرفة السبب (الجزيرة).
"1984" جورج أورويل (1949)
أفاد الكاتب أن هذه الرواية تمثل عملا أدبيًا بالغ الأهمية فيما يخص الأدب الكلاسيكى الذى يروى أهوال النظم الشمولية الوحشية، تدور الأحداث فى دولة "أوشينيا" العظمى التى يطيع جميع سكانها زعيمهم الغامض "الأخ الأكبر"، وتقوم القصة على تمشيط الشوارع للتأكد من إطاعة الشعب والتزامه بالمذاهب الصارمة للحزب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة