لدى جماعة الإخوان تاريخ طويل فى الاستقواء بالخارج ومحاولة اقحام الدول الأخرى فى الشأن المصرى، لكن الفترة منذ الإطاحة بحكم المعزول محمد مرسى وحتى الآن أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الجماعة لا تمانع على الإطلاق فى أن تعود إلى السلطة، أو على الأقل إلى الساحة السياسية فى مصر برعاية أى قوى خارجية ورغما عن إرادة الشعب الذى أخرجها تماما من المعادلة فى يونيو 2013.
خلال السنوات الـ 7 الماضية أجرت الجماعة مجموعة من التحركات التى استهدفت فى المقام الأول استجداء وتوسل الخارج ضد الدولة المصرية، كان من أهم هذه التحركات الزيارة التى اجراها الوفد الإخوانى إلى الكونجرس الأمريكى والتى تمت بغطاء من منظمة شكلتها الجماعة عقب عزل محمد مرسى عن السلطة، وأطلقت الجماعة منظمتها فى الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم "المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة"، مستعيرة اسم الحزب السياسى الذى أسسته الجماعة عقب ثورة 25 يناير، وكانت المنظمة الإخوانية قد أجرت اتصالات مع نواب بالكونجرس الأمريكى خلال الشهور الماضية، سعيا إلى تنظيم زيارة لمقر الكونجرس ولقاء عدد من نوابه، وهو ما تم مؤخرا بتشكيل وفد إخوانى ضم عناصر بالجماعة والتنظيم الدولى، وبعض حلفاء الإخوان ومؤيديهم، من ولايات أمريكية مختلفة، وهم: آيات العرابى، وهانى القاضى، ومحمود الشرقاوى، وفؤاد رشيد، وعمر عوض، وأسامة حسن، وندا الزغبى، وأحمد على، ويحيى المنتصر وأحمد أبو النصر.
وبحسب تصريحات للإخوانى هانى القاضى، رئيس مجلس إدارة المنظمة، لوسائل إعلام إخوانية، فإن الوفد تم تقسيمه لمجموعات عمل، وتجولت كل مجموعة فى دائرة من دوائر النواب، إذ طافوا مكاتب نواب الكونجرس الأمريكى، وزعم "القاضى" فى تصريحاته الموجهة لقواعد الجماعة، أن زيارتهم كانت ناجحة والتقوا خلالها 70 نائبا، لكنه اعترف فى الوقت ذاته بأن عددا غير قليل من النواب رفضوا لقاءهم ولم يبدوا تعاطفا معهم.
لم يكن هذا هو الاستجداء الوحيد الذى قامت به الجماعة، حيث سبق أن قام وفد إخوانى بزيارة إلى مجلس العموم البريطانى تزعمها إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام حاليا، و أمين عام التنظيم الدولى آنذاك، وخلال هذه الزيارة أدلى بمجموعة من التصريحات زعم خلالها أن الشريعة الإسلامية تمنع الحاكم من التدخل ضد الشواذ جنسيا أو الملحدين، وأنه لا تعارض بين الشريعة الإسلامية وحرية الشذوذ أو الإلحاد، واللافت انه عقب تنصيبه مرشدا عاما للجماعة حدث أن تم إعادة تداول هذا الفيديو على نطاق واسع.
كان مجلس العموم البريطانى، قد عقد وقتها اجتماعا مع وفد من الإخوان ضم أنس التكريتى، إبراهيم منير، سندس عاصم ورفيق عبد السلام للنقاش بشأن المراجعة التى قامت بها الحكومة البريطانية لأنشطة جماعة الإخوان.
من بين أبرز تحركات الإخوان للاستجداء بالخارج الاجتماع الذى أجراه عدد من قيادات الجماعة الهاربين فى تركيا مع سليمان صويلو وزير الخارجية التركى، طمعًا فى تسهيل الداخلية التركية لإجراءات الحصول على الجنسية التركية دون الحاجة للرجوع إلى القنصلية المصرية بأنقرة. حيث حضر هذا الاجتماع كل من حسام الشوربجى، وعادل راشد، وأيمن نور، وإسلام الغمرى، وحمزة زوبع، وأحمد الشناف.
وأسفر الاجتماع عن وعد صويلو للعناصر الإرهابية بتسهيل إجراءات الحصول على الجنسية دون الرجوع للسفارة المصرية، خاصة بعد إسقاط الجنسية المصرية عنهم وكذلك تنظيم اجتماعات دورية بين الإخوان ومكتب صويلو على أن يتم تشكيل لجنة اتصال دائمة بين نائب وزير الداخلية التركى، إسماعيل تشاتقلى، وعددا من قيادات الوزارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة