وقعت أعمال الشغب فى شوارع أثينا فى نوفمبر عام 1901، احتجاجا على ما تم نشره فى صحيفة "أكروبوليس" من ترجمة نصوص من إنجيل "متى" للغة اليونانية الحديثة وبلغت الاضطراب ذروتها فى 8 نوفمبر، وكان يسمى "الخميس الأسود"، عندما قتل ثمانية متظاهرين.
وفى أعقاب أعمال العنف، كان رد فعل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية حظر أى ترجمة للكتاب المقدس إلى أى شكل من أشكال اللغة اليونانية الحديثة، ووصل الأمر إلى حظر توظيف المعلمين الذين يدرسون هذه اللغة.
وشكلت أعمال الشغب نقطة تحول فى تاريخ مسألة اللغة اليونانية، وبداية فترة طويلة من العداء المرير بين الكنيسة الأرثوذكسية والحركة الحديثة.
وبحلول عام 1901، كان النقاش الطويل المعروف بمسألة اللغة اليونانية جاريًا لمدة 135 عامًا، لقد أثبتت الآمال الأولية فى إمكانية إحياء اليونانية القديمة نفسها كلغة الأمة اليونانية المحررة حديثًا أنها وهمية، وتطورت اليونانية الحديثة المنطوقة أو "الديموطيقية" بعيدًا عن جذورها القديمة، وأصبحت اللغتان الآن غير مفهومة بشكل متبادل.
وكحل وسط، تم اعتماد نسخة مبسطة نحويًا من اليونانية القديمة المعروفة (اللغة التى تميل نحو النقاء) كلغة مكتوبة للدولة الجديدة فى عام 1830، وهذا يعنى أن اللغات المنطوقة والمكتوبة أصبحت الآن مختلفة عن قصد، وكان من المأمول أن تقدم اللغة المكتوبة نموذجًا للتقليد، وأن اليونانية المنطوقة سوف "تطهر" نفسها بشكل طبيعى من خلال أن تصبح أكثر شبهاً بهذا الشكل المكتوب، وبالتالى أكثر شبهًا باليونانية القديمة، فى غضون عقود، لتوفير دافع إضافى، وتمت إدانة اللغة اليونانية الحالية أو الديموطيقية على نطاق واسع باعتبارها "قاسية" و"مبتذلة"، وهى نتاج تالف لقرون من الفساد اللغوى من خلال الخضوع للعثمانيين "الاستبداد الشرقى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة