قال النائب محمد مرشدى، عضو مجلس الشيوخ، إن مصر حريصة على توطيد علاقتها بكل دول العالم، لا سيما محيطها الإقليمى، لكنها تهتم بالقارة الأفريقية على نحو خاص، وهو ما أكدته زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة جنوب السودان، أمس السبت، والقمة رفيعة المستوى التى عقدها مع الرئيس سيلفا كير ونائبه رياك مشار، وما تناولته المباحثات من موضوعات مهمة على صعيد الشراكة والتعاون وتوحيد الرؤى فى الملفات الإقليمية المهمة وعلى رأسها ملف سد النهضة والحقوق العادلة لمصر ودول حوض النيل.
وأضاف "مرشدى" أن أهمية الزيارة لا تنبع فقط من كونها تمثل امتدادا لسياسة الانفتاح على الظهير الأفريقى، وإنما تتمثل فى أنها أول زيارة من رئيس مصرى لجنوب السودان منذ استقلالها قبل أكثر من تسع سنوات، وإذا كانت الدولة المصرية قد نجحت منذ العام 2014 فى استعادة حضورها الأفريقى وترميم العلاقة مع الأصدقاء والعودة إلى الاتحاد الأفريقى بعد تجميد عضويتها فترة ثم رئاسة الاتحاد فى دورة العام الماضى، فإن علاقتها بجنوب السودان تمثل نموذجا أكثر وضوحا لكفاءة السياسة الخارجية وفاعلية التحركات الرسمية لبناء علاقات وثيقة مع الشركاء الإقليميين. متابعا: "رسائل الرئيس من جوبا، وكلمة رئيس جنوب السودان عن دور مصر، أكدت كلها أن رؤية الدولة المصرية للعمل والشراكة تقوم على التعاون والاحترام المتبادل وإعلاء قيم السلام والاستقرار والتنمية، وهو ما تحققه القاهرة فعليا مع جنوب السودان من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وبرامج الدعم للبلد الشقيق فى مجالات الصحة والتعليم والزراعة والرى والتعاون الأمنى والعسكرى وغيرها من الملفات الحيوية".
وأكد عضو مجلس الشيوخ أن مصر حاضرة وداعمة بقوة لجنوب السودان منذ سنوات، وكانت من أوائل الدول التى دعمت جوبا بعد استقلالها عقب استفتاء شعبى بالعام 2011، وتواصل دعمها حاليا من خلال التنسيق السياسى والتبادل التجارى وتشجيع الاستثمارات المصرية المباشرة فى جنوب السودان، والمشاركة بثانى أكبر قوة لحفظ السلام فى البلد الشقيق إلى جانب برامج وخطط التدريب والتأهيل للكوادر الفنية والعناصر التنفيذية الجنوب سودانية، وتعهد مصر بمواصلة العمل الجاد والمخلص من أجل معاونة جوبا فى ترسيخ استقرارها وامتلاك ركائز قوية ومستدامة للتنمية وتحسين معيشة مواطنيها، فضلا عن تنسيق المواقف والجهود إزاء القضايا الإقليمية الملحة والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وشدد النائب محمد مرشدى فى حديثه، على أن حالة التكامل والشراكة بين مصر وجنوب السودان تتجسد بوضوح فى عشرات المواقف والمشاهد، أهمها دعم مصر للتهدئة فى جوبا ورعايتها لمسارات التفاوض بين قواها السياسية خلال السنوات الماضية، والتوافق المشترك فى دعم وتعزيز السلام فى السودان من خلال جهود القاهرة ومساندتها لميثاق جوبا بين مكونات المشهد السودانى، وأخيرا اتحاد الرؤى بشأن سد النهضة الإثيوبى وانحياز جنوب السودان للموقف المصرى المستند إلى شرعية الاتفاقات والمواثيق القائمة وما ينص عليه القانون الدولى وقواعد إدارة أحواض الأنهار المشتركة، من وجوب التوصل إلى تفاهمات وقواعد واضحة وملزمة لكل الأطراف، بما يحفظ حق دول المنبع فى التنمية دون تجاوز لحقوق دول المصب العادلة، وهو الموقف الذى أعلنته جوبا أكثر من مرة ويأتى من منطلق الصداقة والعلاقات القوية بين البلدين، وأيضا من منطلق احترام جنوب السودان للقانون والمواثيق وسعيها لتعزيز التفاهم وترسيخ قيم الاحترام والشراكة والتعاون على أرضية العدالة وصيانة الحقوق التاريخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة