هل تصدق فى الأحلام المنامية، كثيرون يصدقون، بل يرون فيها إشارات لمستقبل حياتهم، ومن هؤلاء تحتمس الرابع، وأحمد بن طولون، والملك فؤاد.. فما الذى حدث لهم؟
لوحة الحلم بين أقدام أبى الهول
هى لوحة تذكارية أمر بوضعها الفرعون تحتمس الرابع بين اليدين الممتدتين لتمثال أبو الهول، تخليدا لحلم حلم به هذا الفرعون قبل أن يعتلى عرش مصر فى عام 1401 قبل الميلاد، كان الفرعون أميرا شابا فى عصر الدولة الحديثة وكان يقوم ذات يوم بالصيد على هضبة الجيزة، وعندما أصابه التعب لجأ إلى أبى الهول الذى كانت قد غطته رمال الصحراء ولا يظهر منه سوى رأسه، ونام النوم.
وراوده حلم بأن ظهر له أبو الهول فى المنام وبشره بأنه سوف يتبوأ عرش مصر، وطلب منه أن يزيل فيما بعد ما تراكم عليه من رمال.
بعد عدة سنوات حدث بالفعل أن اعتلى الأمير عرش مصر، وأمر خلال السنة الأولى من حكمه بتسجيل هذا الحلم على لوحة كبيرة، توضع بين يدى أبى الهول الممتدتين بعد إزالة الرمال عن أبى الهول.
أحمد ابن طولون .. ومحراب النمل
يروى أن أحمد ابن طولون رأى النبى عليه الصلاة والسلام فى المنام، وهو يخطّ محراب مسجده بيده، وعندما استيقظ اتجه إلى الموقع فى الصباح، ورأى النمل يطوف فى نفس الموضع الذى رآه فى حلمه، وقرر الالتزام بالحدود التى حلم بها وأكدها النمل.
الملك فؤاد.. وحلم الحكم
فى كتابه "تفاصيل الشجن فى وقائع الزمن: قصص من التاريخ العربي"، ذكر الروائى والقاص، محمد المنسى قنديل، أن الأمير فؤاد بن الخديوى اسماعيل، كان يعيش فى إيطاليا تطارده الديون فعاد إلى مصر، وبينما هو فى سفينته، فاجئه خادمه إدريس الأقصرى بأنه رآه فى منامه وقد صار ملكاً على مصر.
فى هذه الفترة، عام 1917، كان حاكم مصر السلطان حسين كامل مريضاً على فراش الموت، وكان ولى عهده، الأمير كمال الدين حسين. ولهذا عندا سمع فؤاد حلم خادمه الفلاح رد عليه بلوم واستنكار، ولكن الأقدار كانت ترتب بالفعل لاعتلاء فؤاد عرش مصر.
رفض ولى العهد رسمياً تولى الحكم بعد والده المريض، ورفضت بريطانيا طلب الأمير عبد المنعم بن الخديوى عباس حلمى بتولى عرش مصر، وفوجئ فؤاد بالمندوب السامى البريطاني، اللورد وينجت يستدعيه لمقابلته، ويعرض عليه أن يسدد ديونه وأنْ ينصبه سلطاناً على مصر بعد أخيه حسين كامل، وطلب منه كتم الأمر إلى أن يموت السلطان المريض
عاد فؤاد إلى قصره ليجد إدريس يصلى فانتظر حتى فرغ من صلاته، وقال له: انهض يا إدريس بك. لقد تحقق حلمك وسوف تكون صورتك على أول جنيه تصدره حكومتي. وبالفعل صار فؤاد سلطاناً ثم ملكاً، وصدرت نسخة من الجنيه فى عهده عام 1924 وعليها صورة إدريس الأقصري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة