نواصل معا الاطلاع على مشروع المفكر العراقى خزعل الماجدى، ونتوقف عند كتابه "علم الأديان" ويرى الكتاب أن الظاهرة الدينية تجتاح، اليوم، العالم أجمع، وتثير أكبر الأسئلة وأعمقها، وتغيّر أعرق المجتمعات، وتغمر حياتنا بأكملها، ولن نستطيع فهم ما يجرى، إلا من خلال العمق العلمى والمعرفى الذى يقدّمه علم الأديان.
على الرغم من اهتمام العرب بالدين إلا أنّ الكتب، التى تبحث فى "علم الأديان"، نادرةٌ باللغة العربية، مع العلم بأنّ هذا العلم قطع شوطاً طويلاً فى الغرب، منذ بدأ على يد ماكس مولر.
علم الأديان
يغطى هذا الكتاب الموسوعى كلّ ما يتعلق بالأديان، فيُعرّف الدين وتكوينه، ونشأته فى ما قبل التاريخ، وتشكُّل الأديان البدائية والقديمة، مستجلياً تكوينها وأساليب التعبّد فيها، ثمّ يدرس أديان الحضارات القديمة عند الإغريق والرومان، وفى الشرق الأقصى والأدنى، وظهور الأديان السماوية، إلى أن يصل إلى العصر الوسيط، ويستعرض المجادلات الدينية، والموضوعات التى أُثيرت فى تلك الحقبة، ونشوء الأديان الغنوصية، مستمراً إلى العصر الحديث.
يستعرض، خلال بحثه التاريخي، أدوار المفكرين الدينيين، وعلماء الاجتماع، والأنتربولوجيا، واللغة، والفلاسفة، واللاهوتيين، الذين أسهموا فى دراسة الظاهرة الدينية، ووضعوا مناهج البحث لعلم الأديان.
وأخيراً عرج على المعتقدات المعاصرة، التى تشبه الأديان فى تكوينها، وممارساتها. واستشرف مستقبل الأديان فى ظلّ تنامى ظاهرة العولمة، وتطوّر المعلوماتية، وعلم الاتصالات، وانتشار "الإنترنت" فى كلّ صعيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة