بدأت عملي بمملكة البحرين مستشارا إعلاميا لرئيس مجلس النواب ديسمبر 2012، ورغم أن المسافة من السكن ببناية المناعي في منطقة الجفير إلى المكتب لا تتعدى عشر دقائق سيرا على الأقدام، إلا أنه في جو المنامة شديد الرطوبة، حيث يتميز مناخها بأنه صحراوي حار، كنت أذهب للعمل بالسيارة بصحبة المستشار القانوني للمجلس الدكتور على عبد الفتاح، والذي ما زال يعمل هناك لسنوات، ومعظم القوانين والتشريعات خرجت من تحت يده مع زملائه الآخرين في هيئة المستشارين، من نخبة العقول القانونية المصرية والعراقية والأردنية وأذكر منهم العراقي الدكتور زياد المفرجي "بو إبراهيم" وكان حجة في نظام الوقف، والأردني الدكتور موفق المحاميد أستاذ القانون الإداري بجامعة آل البيت وقد انتقل للعمل بمجلس الشورى، ومن مصر المستشار الجليل الدكتور حسين يوسف رئيس محكمة الاستئناف، والمستشار دكتور وائل يوسف نائب رئيس مجلس الدولة والمعار حاليا لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن مصر الدكتور علاء عبد المتعال والدكتور شعبان أحمد المعار حاليا لأكاديمية الشرطة بدبي. وكنا لا نفترق بشكل شبه يومي، حتى في العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت، كنا نلتقي سويا في صلاة الجمعة بمسجد أحمد الفاتح (1725-1795) بمنطقة الجفير، وفي يوم السبت نذهب مع أسرنا للتسوق في المجمعات أو للشواء على الخليج. وكانت تجربة ثرية من العلاقات الإنسانية التي لا زلنا نحتفظ بها ونتواصل مهما تفرقت بنا السبل.
كان الوصف الوظيفي الذي حدده لي القائم بأعمال الأمين العام للمجلس جمال زويد، يتطلب القيام بـ 14 مهمة من بينها: متابعة صياغة وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات الإعلامية الموجهة لخدمة مجلس النواب، ووضع التوصيات اللازمة للخطط الإعلامية لتوجيه وتعزيز مفهوم أهمية دور مجلس النواب بالنسبة للجمهور، والقيام بإعداد الملف الصحفي اليومي المتضمن جميع ما ينشر في الصحف والمجلات وغيرها من النشرات والمواقع الالكترونية، وعرضها على رئيس المجلس، خصوصا ما يتعلق بمملكة البحرين ودول منطقة الخليج العربي.
أول شيء كنت أفعله بعد شرب الشاي بالكرك وهو شاي هندي يضاف بالهيل والحليب، مطالعة الصحف البحرينية الورقية التي كانت توضع على مكتبي يوميا، وهي خمسة صحف يومية: أخبار الخليج والأيام والوطن والبلاد والوسط، والأخيرة التي تمثل تيارا معارضا من الطائفة الشيعية الكريمة توقفت عن الصدور، في 4 يونية 2017، بسبب إحدى مقالات الرأي التي اعتبرت إساءة لدول عربية شقيقة" المغرب". وقد ارتبطت بعلاقات صداقة مع رؤساء تحرير الصحف البحرينية والمحررين البرلمانيين، مما ساعدني كثيرا في أداء مهمتي بشكل أفضل.
لم يكن دوري إعداد ملخص ما ينشر في تلك الصحف، فهذه مهمة إدارة الإعلام بالمجلس، ولكن تحليل وإبداء اقتراحات، سواء ما يصلح منها كبيان للرد أو تصريح أو عمل ندوة أو تحويل ما ينشر إلى أداة برلمانية مثل اقتراح برغبة أو لجنة تحقيق برلمانية أو حتى استجواب، لو تطور الأمر.
وكانت لي جلسة يومية مع رئيس المجلس "بو محمد" كل صباح، لعرض تحليل ما تناولته الصحف المحلية والعربية والدولية، ومقترحاتي بشأنها للعرض عليه، وكان مكتب الرئيس متعاونا أذكر منهم الأخ سمير الفايز مدير عام شؤون الرئاسة والأخ محمد أمين مدير شؤون الرئاسة وأبو يوسف يعقوب الخالدي رئيس المراسم والبروتوكول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة