"فى قهوة ع المفرق فى موقدة وفى نار، نبقى أنا وحبيبى نفرشها بالأسرار، جيت لقيت فيها عشاق اثنين صغار، قعدوا على مقاعدنا سرقوا منا المشوار" هكذا تغنت جارة القمر المطربة الكبيرة فيروز فى أغنية حملت اسم "فى قهوة على المفرق" عام 1974 وهى من كلمات وألحان الأخوين رحبانى، وكأنها تتغزل فى المشروب الأشهر فى العالم، فكانت سببا فى ارتباط اسمها وألحانها العظيمة بالقهوة.
وتحتفل السيدة "فيروز" بعيد ميلادها الـ85، إذ ولدت جارة القمر، وسيدة برج "العقرب" فى 21 نوفمبر من عام 1935، ومن حينها جاءت لنا فيروز بصوت السماء، وأنغام روحانية تحملها أحبالها الصوتية، فأصبح صوتها لحنا سموى، وأصبحت هى جارة للقمر.
فيروز
ومنذ سبعينيات القرن المنقضى، تعانقت ألحان فيروز فى أذن المستمعين، فأصبحوا هائمين فى صوتها ومذاق المشروب الشهير، فبعدما غنت "فى قهوة ع المفرق" من ألحان الأخوين رحباني، كان صوتها وكأنه يحكى عن المكان الذى يمزج بين رائحة البن وأسرار الماضى والذكريات.
ومن ذلك الحين توارث الأجيال عشق القهوة وربطها بصوت جارة القمر "فيروز" لا سيما فى الصبح، ومع ظهور السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، تجلت الظاهرة وأصبح الصباح لا يرتبط فى مخيلة محبى الموسيقى والفن إلا من خلال الاستماع إلى فيروز وتناول فنجان قهوة".
فيروز
وفى الأدب العربى، ربط الكتاب والروائيين أيضا بين صوت فيروز ومذاق القهوة، فنجد "باسل"، أحد أبطال رواية "قهوة بنكهة الفراق" للكاتبة سمر سالم، بعيدا إلى أكثر من ثلاثين عاما مضت، متذكرا وقت أن كان طفلاً يلعب فى صحن الدار مع شقيقه الصغير والنافورة التى كانت ترقص على أغنيات فيروز الصباحية التى تسللت من أثير الراديو، وأثارت حنينه.
وعلى صوت فيروز "صوت الشعب من دمشق" لتزيد حنين الكاتبة السورية جاكلين سلام، والذى كشفت عنه فى آخر أعمالها الشعرية "المحبرة أنثى"، وعلى لسان بطل رواية "برزخ.. بين قلب عذب وعقل أجاج" لكاتبها إبراهيم سنان، حيث أكد أن القهوة الساخنة وأغانى فيروز تعطى الحياة معنى متجددًا، يخالف كل توقعات العالم باقتراب النهاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة