أصدر الكتاب الصحفي ماهر مقلد، مدير تحرير الأهرام كتابه الجديد السادس بعنوان "شهود على التاريخ" عن دار الأدهم للنشر، يجمع فيه شهادات تاريخية على لسان رموز عاصرت هذه الأحداث مثل جيهان السادات، وبرلنتى عبد الحميد، وسامى شرف، وأمين هويدى.
وخصص الفصل الأول فى الكتاب لشهود يوليو، وضم أيضًا أحمد حمروش، وهانى النقراشى، وعبد القادر حاتم، كما تضمن الفصل الثانى الحوارات الشائكة، وجمعت الدكتور عبد الصبور شاهين بعد أزمة كتابه الشهير "أبى آدم"، والشيخ يوسف البدرى ثم الدكتور مصطفى محمود بعد كتابة المثير عن عذاب القبر والشفاعة، كما تضمن الكتاب قصة الإرهاب أيمن الظواهرى على لسان شقيقته وزوج شقيقته ورحلة النهاية، كما تضمن شهادة نائب المرشد الأسبق للجامعة الإرهابية المستشار مأمون الهضيبى وكيف كشف عن تخطيط الجماعة للاستيلاء على حكم مصر.
"شهود على التاريخ"
والفصل الثالث الشهادات النادرة للشيخ الشعراوى، والمهندس حسين صبور، والكاتب وديع فلسطين، والشاعر مصطفى الضمرانى، والفنان عادل إمام وقصة سفره إلى الجزائر لمواجهة الإرهاب بالفن، والفصل الأخير عن شهادات التطبيع، والتى جمعت من يقف فى خندق التطبيع ومن يعارض أمثال الكاتب المسرحي على سالم، والدكتور عبد العظيم رمضان، والكاتب جمال بدوى فى مواجهة الكاتب أسامة أنور عكاشة، وسعد الدين وهبة، وصلاح عيسى، ومحمود السعدنى، ونوال السعداوي.
يقول ماهر مقلد فى مقدمة الكتاب: تحمست لإصدار الكتاب وفكرت فى أن أكتب مع كل حوار ملابساته والدوافع التى جعلتنى أجرى هذا الحوار مع تلك الشخصية فى هذا التوقيت.
القاعدة الذهبية للحوار هى أن تكون الشخصية فى بؤرة الحدث، والقصد من بؤرة الحدث هو أن يكون السؤال الأول مرتبطًا بهذه النقطة مما يسهل بعد ذلك توالى الأسئلة فالسؤال الأول فى الحوار الصحفى هو مفتاحه الذى يضمن له الحيوية والتدفق.
رصدت فى الكتاب ما حدث مع عدد كبير من الشخصيات قبل الحوار وبعد النشر اعتمادًا على الذاكرة، ويبدو أن من فرط تأثير هذه الشخصيات عاشت هذه الملاحظات حية لا تختفى ولم أجد صعوبة في استدعائها وكتابتها بما يحفظ للضمير المهنى أخلاقه ويبتعد عن شبهة الادعاء أو اختلاق الوقائع.
لا يخفى على القارئ أن هناك بعض المواقف من الصعب الحديث عنها أو ذكرها، فالقاعدة الأهم فى الحياة هى أن المجالس بالأمانات وليس كل ما يعرف يقال، لكن من حسن الحظ أن مثل هذه المواقف تكاد تكون قليلة جدًا وأن ما قبل وما بعد الحوار مواقف لم أجد أى ضابط مهنى أو أخلاقى من عدم ذكرها، وكان القصد من استدعاء هذه التفاصيل هو إحاطة القارئ الكريم بجوانب أخرى للحوار الصحفى والمواقف التى تحدث.
ويذكر من شهادة جيهان السادات "الثغرة في حرب أكتوبر صنعتها أمريكا، وساعدت فيها، فهى التى التقطت مكانها عبر الأقمار الصناعية".
ومن شهادة السيد أمين هويدى رئيس المخابرات العامة بعد نكسة ٦٧ "كلفنى الرئيس عبد الناصر مع المشير عبد الحكيم عامر بمهمة للعراق، وطلب منا ونحن فى الطريق للمطار أن نمر عليه من أجل بعض التوجيهات، فى يوم السفر ذهبت، وانتظرت قبل ساعة أو أقل من موعد إقلاع الطائرة ولم يحضر المشير، وذهب مباشرة إلى المطار يومها نظر إلى عبد الناصر، وقال: لم يحضر، ولن يحضر".
وفى شهادة سامى شرف "حرب اليمن لم تكن ورطة، ولم تستنزف الاقتصاد المصرى، كما يردد البعض،التكلفة المالية لها من نهاية سنة 1962 تقريبًا حتى سنة 1967 لم تتعد 500 مليون جنيه ،والمساعدات التي حصلت عليها مصر من قمة الخرطوم كانت أكثر من ذلك، ومن شهادة الكاتب المسرحي على سالم "لست الوحيد الذى زار إسرائيل هناك المئات زاروها،هذا السؤال يطربنى لأنه يعنى أن الكل لا يعترف بأحد غيرى زار إسرائيل، فى حين أن عدد الصحفيين المصريين الذين لم يزوروا إسرائيل أقل بكثير من عدد الذين زاروها ".
ومن شهادة الكاتب أسامة أنور عكاشة "المبدع لا يكتب بحياد.. الكاتب موقف، والحياد معناه ألا تقول شيئا والحياد في الفن أكذوبة"، ومن شهادة الدكتور مصطفى محمود "هذا كلام فى غيب، لا يوجد شيء اسمه عذاب القبر فى القرآن كله.. لأن الإنسان فى نفس لحظة موته يبدأ حسابه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة