زرت البحرين قبل أن أعمل بها رسميا مستشارا في مجلس النواب البحريني بصحبة نورا في شهر نوفمبر 2011، لحضور الاحتفال بصدور تقرير بسيوني، نسبة إلى البروفيسور محمود شريف بسيوني (1937-2017) رئيس لجنة تقصي الحقائق في أحداث واحتجاجات فبراير 2011، وهو أمريكي من أصل مصري يطلق عليه أبو الفقه الجنائي الدولي.
استقبلنا الصديق النائب البحريني والمحامي فريد غازي رفيع (بو محمد) على سلم الطائرة صباح يوم الثلاثاء 22 نوفمبر 2011، ثم اصطحبنا بسيارته إلى فندق الخليج، وسط العاصمة المنامة، بينما كان معظم الصحفيين يقيمون في منتجع نوفتيل غرب العاصمة والقريب من قصر الصخير الملكي، حيث يقام حفل إطلاق تقرير لجنة تقصي الحقائق عصر يوم الأربعاء 23 نوفمبر بحضور جلالة الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد.
كانت الفرصة مناسبة لأخذ جولة في منطقة الجفير التي يوجد بها شارع الشباب أشهر شوارع الترفيه والمقاهي والمطاعم، قرب القاعدة الأمريكية البحرية الكبرى بالمنطقة التي أصبحت المقر العام للقوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية للمنطقة الوسطى من العالم الواقعة ما بين آسيا الوسطى والقرن الأفريقي. تجولنا في شارع المعارض بمنطقة الحورة، وتعتبر المنطقتان من أكثر الأحياء صخبا، لكثرة إقامة الأجانب الوافدين بها، بينما لا تفضلها الكثيرمن العائلات البحرينية المحافظة، بسبب ازدحامها وكونها مركزا للحياة الليلية والتجارية. وتفضل عليها مناطق الرفاع والبسيتين والبديع.
على شاطئ الخليج رأيت زحفا عمرانيا فعرفت من مضيفي النائب غازي أن البحرين كانت عبارة عن جزيرة تسمى "دلمون" تلك المملكة التي نشأت فيها عام 2500 ق. م. وقد تم ردم الكثير من مياه البحر فيما يسمى بعملية الدفان، التي غيرت من عالم الأرض هناك.
أما الأبراج هناك على الخليج والبيوت فتشبه جميعا دول الخليج العربي بنايات غير عالية كأن الذي خطط لها مهندس واحد أيام الاستعمار البريطاني للمنطقة، وقد أعجبتني مسارات اللؤلؤ القديمة في المحرق والبيوت التاريخية بأبوابها الخشبية العتيدة فترة ازدهار تجارة اللؤلؤ.
في اليوم الثاني جاءت حافلة حكومية من الديوان الملكي لتصطحبنا إلى قصر الصخير، حيث يقام حفل إطلاق تقرير لجنة تقصي الحقائق في أحداث 2011. كانت المنصة يجلس عليها القيادات الثلاثة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان (1935-2020)، وهو عم الملك أيضا، وولي العهد الأمير سلمان بن حمد، بالإضافة إلى البروفيسور شريف بسيوني أستاذ القانون الجنائي الدولي بجامعة شيكاغو والقاضي بالمحكمة الجنائية الدولية سابقا.
كان الجميع يترقب كلمة البروفيسور بسيوني التي يستعرض فيها نتائج تقرير لجنة تقصي الحقائق، كان يجلس على يميني النائب فريد غازي وعلى يساري الأمين المساعد لاتحاد المحامين العرب سميح خريس من المملكة الأردنية.
استعرض بسيوني في كلمته سبعة عشر نتيجة في ختام عمل لجنة تقصي الحقائق عن الأحداث التي وقعت في البلاد على خلفية تحولات الربيع العربي، في الفترة من 14 فبراير إلى 31 مارس 2011، موجها أصابع الاتهام إلى عناصر في الطرفين سلطة ومعارضة شيعية، وموجها بإجراء مصالحة شاملة وبدء حوار توافق وطني موسع ومحاسبة المسؤولين عن وقوع انتهاكات، وقد أعلن الملك قبول التوصيات لكنه رد على النقطة الـسادسة عشر التي أثارها شريف بسيوني وهي عدم وجود دليل على تدخل إيراني صريح في الأحداث، وهنا رد الملك بوجود تدخل صريح ألا يكفي وجود بث مباشر لقناة العالم واللؤلؤة وغيرها من الفضائيات الإيرانية من قلب الدوار(دوار اللؤلؤة او الفاروق حاليا)، لتحريض المتظاهرين؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة