نقرأ معا كتاب "الجمهور.. الحرب والديمقراطية فى عصر الإمبراطورية" تأليف مايكل هارت وأنطونيو نيجرى، ترجمة حيدر حاج إسماعيل، وصدرت عن المنظمة العربية للترجمة.
يقول الكتاب كل الأحداث التاريخية التى شهدتها بلدان العالم كان الجمهور هو الجزء الأبرز والأهم فيها، حتى لو كانت فاعليته غير ثابتة، تارة تراه هو المؤثر الأقوى وهو صانع الأحداث، وأخرى تراه فاقدًا لدفة القيادة ومغلوبًا على أمره.
ويرى الباحثون أن تاريخ المجتمع هو تاريخ صراعات طبقية مرتبط بمراحل تاريخية معينة، وهذا الصراع يهدف فى النهاية إلى تطوير الإنتاج.
ومن هنا يظهر السؤال: ما هو الجمهور؟ هذا ما يناقشه الكتاب، يحدثنا عن الجمهور وعلاقته بالأخلاق أو التربية الأخلاقية، كما يبرز لنا تعامل الجمهور فى ظل الديمقراطية، ويسلط الضوء على ظواهر العصيان والمقاومة التى اجتذبت الأضواء والأنظار فى كثير من المجتمعات، ويحدثنا عن الطبقات الخطرة من الجمهور، وآثار الجمهور تاريخيًا، كما يعرض لنا مسيرة الديمقراطية الطويلة، والمطالب العالمية بها، وينتهى بتعريف ديمقراطية الجمهور.
ويركز الكتاب على الجمهور البديل الحى الذى يترعرع داخل الإمبراطورية. ويمكنك أن تقول بتبسيط كبير جدا، إن هناك وجهين للعولمة، أحدهما، أن الإمبراطورية تنتشر عالميا، وإن شبكة تراتبياتها وأقسامها تحفظ النظام عبر آليات سيطرة ونزاع مستمر.
والعولمة، على كل حال هى أيضا، خلق حالات من التعاون والمشاركة تمتد عبر الأمم والقارات وتسمح بمواجهات ومصادمات غير محدودة العدد. وهذا الوجه الثانى للعولمة لا يعنى أن كل واحد فى العالم سيصير ذات الشىء. بل هو يوفر إمكانية اكتشاف المشترك الذى يمكننا من التواصل والعمل المشترك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة