تحل اليوم ذكرى ميلاد صاحب الفكر المتطرف والملهم الأول له "سيد قطب"، والذى تستعين به التنظيمات الإرهابية فى منهجها، ويقول هشام النجار، الباحث فى الحركات الإسلامية، أن سيد قطب "هو أديب وناقد أدبى من الأساس لم يأخذ فرصته، ولم يكن بالمستوى الذى يبرز نفسه فى هذا الفكر، لمحدودية فكره، كما أنه حاول تقليد مؤلفات "طه حسين"، فى كل من كتابه باسم "العدالة الاجتماعية"، والذي كان تقليدا لـ"المعذبون فى الأرض" لطه حسين، وقلد كتاب الأيام فى المؤلف الذى انتجه "قطب" بمسمى "طفل فى القرية"، لتكون أول مؤلفاته ما هى إلا تقليد، موضحا أن "عباس العقاد" رفض كتابة المقدمة لكتابه "العدالة الاجتماعية" لأنه لم يكن من مستواه الفكري.
وأوضح أنه مع ضعف فرصه فى ذلك، اتجه "قطب " ليثبت وجوده بالفكر غير الشرعي، وأصبح مفكر الإخوان ومفكر الرجال الأكثر تشددا، قائلا "كل محطات سيد قطب تعكس عقده نفسية، وأنه يحاول إثبات وجوده بدون استحقاق لهذا المكان..وحينما تعرف على الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والضباط الأحرار ووجوده بالصدفة فى خطة الثورة، فقد ظنوا فيه أنه يمكن أن يكون من كتاب الثورة، ولم يكن إخوانيا فى هذا الوقت، وبعدما تكشفت نواياه ومنهجه الانقلابى المتشدد وطلب تلبية مصالحه الخاصة بأن يتولى وزارة المعارف، لفظه الضباط الأحرار.. وذهب بعدها لينضم لجماعة الإخوان وقال لـ"عبد الناصر" حينها "مكنتش إخوان وبقيت بالجماعة".
ولفت إلى أنه تبنى أكثر السياقات تطرفا وعداوة ضد الضباط الأحرار، لدرجة أنه خطط للانقلاب فى 1965، وأراد اغتيال جمال عبد الناصر وعدد من الضباط الأحرار وهو ما ذكره صراحة فى اعترافات التنظيم السرى، وبرسالته "لماذا أعدمونى" وأيضا أكد على غرضه فى تخريب المنشآت العامة ".
وأوضح أن أبرز مناوراته الفكرية والتى تتبنى صراحة الفكر المتطرف ويستعين به الإخوان ورجال تنظيم القاعدة ليكون هو الأول فى مراجع الإرهاب والتطرف، تتمثل فى كتاب الظلال والذى كان "إسلامى تكفيرى"، حيث مزج فيه بين الإسلاميات وبين التكفير والجاهلية والانقلاب على الحكومات، والذى سعى من خلاله لبث السم فى العسل واعتماد سياسة المناوره والخداع بأن ما يكتبه فى ذلك هو صحيح الإسلام والكثير خدعوا بما هو مكتوب فيه وبه صفحات قليلة وضع بها الفكر التكفيري بتلون محدد تعمد فيه نشر فكره الإرهابى، بينما الكتاب الآخر الخاص بـ"معالم فى الطريق" وهو ماركسى إسلامى، والذى مزج فيه بين الاشتراكية "الفكر الماركسى"، وعمل على أسلمتها وبصفة أنها ثورة المضطهدين واستخدم موهبته المحدودة ليكون برنامج عمل للإسلاميين .
ولفت إلى أنه له تناقضاته والتى ظهرت فى تورطه بإعدام عمال رغم تأليفة كتاب للاشتراكية، وقال لـ"الضباط الأحرار" حينها أن يقوموا بإعدامهم "والشعب يهيل عليهم التراب"، فهو حاول أن تكون الثورة البيضاء "ثورة دماء" ولكن سرعان ما تكشف للضباط الأحرار ذلك وقاموا بلفظه والتصحيح سريعا بعد تكشف نواياه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة