سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 6أكتوبر 1973 مكبرات الصوت تدوى فى «المركز 10» معلنة عبور قواتنا قناة السويس.. والسادات يتصل بالسفير السوفيتى

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم.. 6أكتوبر 1973 مكبرات الصوت تدوى فى «المركز 10» معلنة عبور قواتنا قناة السويس.. والسادات يتصل بالسفير السوفيتى الرئيس السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دخل الرئيس السادات، ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل، إلى غرفة العمليات فى «المركز 10» بعد أن وصلا فى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر 6 أكتوبر،1973، حسب تأكيد الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى مذكراته «حرب أكتوبر».
 
يصف المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة العمليات وقتئذ، ووزير الدفاع فيما بعد، الحالة التى سيطرت على الجميع، قائلا فى مذكراته «حرب أكتوبر 1973»: «أخذ الوقت يمر بطيئا والعيون مركزة متابعة كل نشاط للعدو، والقلوب تتجه نحو القوات التى ستقوم بتنفيذ الهجوم، لقد انتهت مرحلة التخطيط والتحضير وحان وقت التنفيذ، اتخذ كل فرد فى مركز العمليات مكانه فى صمت، والعيون كلها مركزة على خرائط العمليات فى يوم كانت تنتظره قواتنا المسلحة والشعب المصرى والشعوب العربية كلها».
 
يؤكد «الشاذلى»، أن قواتنا الجوية وجهت ضربة إلى مطارات العدو ومركز قيادته ومناطق حشد مدفعيته فى سيناء، واشترك فيها أكثر من 200  طائرة عبرت خط القناة على ارتفاع منخفض جدا، وبمجرد عبورها بدأت المدفعية عملية القصف التحضيرى المكثف على مواقع العدو شرق القناة، وفى الوقت نفسه تسللت عناصر استطلاع المهندسين الصاعقة إلى الشاطئ الشرقى للقناة، للتأكد من تمام إغلاق المواسير التى تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وبينما كانت تلك الأعمال تتم بنجاح، كان الجميع ينتظرون أخبار عبور المشاة، لأن ذلك هو الذى سيحدد مصير المعركة.
 
يضيف الشاذلى: «بينما كنا ننتظر وكأن على رؤوسنا الطير وصلت المعلومات بتمام عبور الموجة الأولى، ودوت مكبرات الصوت داخل المركز 10 تعلن الخبر المهم الذى بعث الفرحة والسكينة فى نفوس الجميع، وأخذت المعلومات عن عبور الموجات المتتالية للمشاة تتوالى وفى توقيتات تتطابق تماما مع توقعاتنا، وبعد أن اطمأن الرئيس بهذه الأخبار السارة انسحب هو ووزير الحربية من غرفة العمليات للراحة، ونحو الساعة السابعة مساءً غادر المركز 10 عائدا إلى قصر القبة».
 
يذكر محمد حسنين هيكل فى كتابه «الطريق إلى رمضان»: «كان النبأ يقول «العملية أنجزت، العملية أنجزت».. ويضيف: «كان ذلك أجمل من أن يصدق، فى الثالثة والنصف اتصل الرئيس السادات تليفونيا بـ«فينو جرادوف» السفير السوفيتى، كان يريده أول من يعلم بما حدث ليطمئنه أولا، وليعده للمطالب الخاصة بتعويض المعدات التى لم يكن طلبها ليتأخر طويلا».
 
كان «فينو جرادوف» يتناول طعام الغداء بمفرده فى الطابق الثانى بالسفارة حين قيل له إن الرئيس ينتظرعلى التليفون، وحسب قول السفير لـ«هيكل»، فإنه دهش من أن المكالمة على الخط العادى فى حين موجود وصلة تليفونية خاصة بين الرئاسة والسفارة.
 
أخذ السفير السماعة، وسمع صوت السادات نفسه وكان ضاحكا، يقول: «فينو جرادوف، أولادى يركبون الآن خط بارليف، عبرنا القناة، أريدك أن تتصل تليفونيا بأصدقائنا فى موسكو وتقول لهم إن أولادى يقفون الآن على الضفة الشرقية للقناة».
 
رد «السفير»: «تهنئتى كلها يا سيادة الرئيس».. فرد الرئيس: «الفريق أول أحمد إسماعيل معى، ويريد أن يتحدث إليك لأن هناك الكثير يحتاج إليه منكم لإكمال المهمة».. قال إسماعيل للسفير: «الموجة الأولى عبرت فى أمان، والكثير من النقط الحصينة على خط بارليف سقطت، والخط كله فقد قيمته بالفعل».
 
يعلق هيكل: «لم تكن فرحة الرئيس والقائد العام ودهشة السفير بالأمر المستغرب، ذلك أن الخبراء السوفييت كانوا على الدوام يؤكدون خطورة الهجوم عبر القناة، وصعوبة دك استحكامات خط بارليف تحت وطأة نيران المدافع وقنابل الطائرات، واحتمال استخدام النابالم فى القناة، وكانت القيادة المصرية مستعدة لتحمل خسائر بشرية تصل إلى 26 ألف مقاتل فى المرحلة الأولى للهجوم، فلما أنجزت بهذه السرعة من دون خسائر تذكر، أحس الجميع كأنهم فى حلم، وسارع السفير السوفيتى إلى الاستعانة باثنين من الجنرالات فى السفارة لكتابة تقرير يبعث به إلى القيادة فى موسكو».  يكشف حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومى للسادات وقتئذ، فى مذكراته «أمن مصر القومى فى عصر التحديات» أن السادات استقبل السفير السوفيتى فى نفس اليوم السادسة مساء، وكان السفير يحمل رسالة من بريجنيف السكرتير العام للحزب الشيوعى السوفيتى، تتضمن تقديرا من الرئيس السورى حافظ الأسد بأن استمرار الحرب لمدة طويلة قد لا يكون فى صالح العرب، ويطلب من السوفييت التدخل لوقف القتال، ورد السادات بأن هذا الحديث المنسوب للأسد لم يكن موضوع نقاش بينهما.. ويؤكد إسماعيل، أنه كان من الطبيعى أن نبلغ الرئيس الأسد بمضمون هذه الرسالة، وردت دمشق بالنفى تماما للمفهوم الذى نقله السوفييت إلينا.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة