تناولت مقالات صحف الخليج صباح اليوم الإثنين، العديد من القضايا التى تشغل الساحة العالمية، حيث كتب محمد نافع عن توقيع اتفاق إقامة علاقات بين السودان وإسرائيل في "العين الإخبارية"، أما عبد الرحمن النمرى تناول في مقاله بصحيفة الاقتصادية تأثير الانتخابات الأمريكية على مستقبل النفط الصخرى الأمريكي، وإلى التفاصيل:-
محمد نافع
محمد نافع: السودان وسلام الشجعان
وفى موقع العين الإخبارية كتب محمد نافع عن إقامة العلاقات بين السودان وإسرائيل تحت عنوان "السودان وسلام الشجعان" قائلا: خلال الأيام القليلة الماضية عاش السودان بداية مرحلة جديدة في سياسته الخارجية، عنوانها مصلحة السودان أولاً وذلك عبر حل كل المعوقات والتي كانت سبباً في تراجع السودان بسبب إرث السياسة الإخوانية الإرهابية السابقة لعقود طويلة.
السودان الآن عمل بكل جهد على تغيير السياسة الخارجية، خاصة للتخلص من تركة الفشل المتراكمة من النظام السابق، والتي كانت سبباً في وقف تقدم البلاد واستمرار العقوبات الاقتصادية عليه، وقبل كل ذلك رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكي، لتنتهي بذلك فصول أسوأ مرحلة قاتمة كانت تعيق تقدم السودان واستقراره.
وفي هذه الأثناء أعلن الرئيس ترامب عن اتفاق سلام جديد بين السودان وإسرائيل، والذي يصب في مصلحة السودان وشعبه، ولو قمنا بالبحث عن المستفيد نجد أن السودان هو الرابح الأكبر من توقيع هذا الاتفاق. ومن أبسط حقوق السودان السيادية أن يقيم علاقات مع أي دولة بالعالم ترى حكومته أن ذلك يصب بمصلحتها وهذا ما تقوم به الحكومة السودانية الحالية من خطوات في الاتجاه الصحيح.
لقد عانى الشعب السوداني على مدى عقود طويلة من سياسة إخوانية فاشلة جعلت السودان والذي يمتلك من الثروات الشيء الكثير بلداً فقيراً يعيش تحت طائلة العقوبات خاصة وضع السودان على قائمة الإرهاب، حيث كانت هذه الخطوة بمثابة حجر عثرة لوقف أي تقدم أو ازدهار للسودان وتداعياتها بالغة الخطورة على الاقتصاد الذي يعيش ما يشبه العزلة عن الاقتصاد العالمي.
لقد عاش السودان مرحلة حكم الاخوان الإرهابيين في عقود الفوضى والحروب والضعف الاقتصادي في بلد يملك من الخيرات ما تجعله من أغنى دول القارة الأفريقية، من خيرات الزراعية والحيوانية والنفط والذهب واليورانيوم ووجود الأنهار، وكلها من المفترض أن تجعل السودان يعيش وضعاً اقتصاديا هو الأفضل بالقارة السمراء، لكن كل هذه الثروات لم يستفد منها إلا أعضاء الحكومة الإخوانية الإرهابية السابقة، بينما عاش السودانيون الحروب التي كانت سبباً في انقسام الدولة، سببت وضعا اقتصاديا متأزما، وارتفاع ديون السودان والتي انعكست على الحياة المعيشية للشعب السوداني نتيجة السياسة الفاشلة للحكومة السابقة.
والآن تغير الوضع منذ الإطاحة بنظام البشير، وكانت أولى خطوات الحكومة الجديدة القضاء على كافة المسببات والسياسات الفاشلة، والتي لم يكسب السودان منها سوى الخراب والدمار، حيث شعار الحكومة الحالية هو مصلحة السودان أولا وأخيرا وقبل كل شيء، فكانت أولى ثمارها رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وهذا الخطوة بالذات خطوة عظيمة سوف تفتح للسودان مستقبلا زاهرا ليعيش مرحلة جديدة بعد عقود من المآسي والحروب والضعف الاقتصادي.
وأنا شخصياً أراهن على سرعة نهوض السودان ليأخذ مكانته بين كبار الدول الاقتصادية في القارة الأفريقية تحت قيادة الحكومة السودانية الحالية.
عبد الرحمن النمرى
عبد الرحمن النمرى: أجندة بايدن تهدد مستقبل النفط الصخري
في صحيفة الاقتصادية تناول الكاتب عبد الرحمن النمرى تأثير الانتخابات الأمريكية على مستقبل صناعة النفط الصخرى قائلا: الحدث الأبرز هذه الفترة على المستوى العالمي هو الانتخابات الأمريكية في الثالث من (نوفمبر) المقبل وترقب نتائجها. نتائج هذه الانتخابات لها انعكاسات كثيرة ليست حكرا على تحديد السياستين الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وإنما لها انعكاسات على أصعدة مختلفة، منها الصعيد الاقتصادي وصناعة النفط الصخري الأمريكي خصوصا موضوع مقالنا هذا. قطاع الطاقة كان وما زال أحد أبرز القطاعات الرئيسة المؤثرة، ولا يخلو سباق رئاسي من وجوده على رأس أجندة المرشحين، ولذلك من الطبيعي أن يترقب أرباب هذه الصناعة نتائج الانتخابات الأمريكية وأثرها الإيجابي أو السلبي المحتمل في هذه الصناعة الحيوية والاستراتيجية.
انعكاس نتائج الانتخابات ليست مهمة جدا للداخل الأمريكي ومنتجي النفط الصخري فقط، بل يتعدى أثرها خارج الحدود في ظل العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة على دول نفطية مثل إيران وفنزويلا، ما يجعل هاتين الدولتين وغيرهما تراقب أجندة وتوجه كل من المرشحين، الرئيس الحالي دونالد ترمب ومنافسه جو بايدن حول إنتاج النفط الصخري والعلاقات الأمريكية الخارجية. خلال العقد الأخير بزغ نجم النفط الصخري وغير المعادلة النفطية، فأوجد لنفسه مكانا مؤثرا بين المنتجين الآخرين، وأصبح رافدا رئيسا من روافد النفط لا يمكن تجاهله أو تهميشه، ما جعل أمريكا تتربع على عرش صدارة المنتجين للنفط عالميا. انخفض إنتاج النفط الصخري الأمريكي بشكل ملموس في الأشهر الماضية بفعل جائحة كورونا، فبحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، بلغ إنتاج النفط الصخري 7.6 مليون برميل يوميا في (أغسطس) من مستويات 9.2 مليون برميل يوميا في (فبراير) من العام ذاته، أي: بنسبة انخفاض تقارب 21 في المائة. الانخفاض الكبير في كمية الإنتاج الذي تزامن مع انخفاض الأسعار انخفاضا تاريخيا انعكس سلبا - بلا شك - على الوضع المالي لشركات النفط الصخري التي تأثرت بشدة من وطأة هذه الجائحة، ما تسبب في خسائر كبيرة في الوظائف في هذا القطاع تجاوزت 100 ألف وظيفة في (أغسطس) الماضي.
جائحة كورونا شكلت تحديا كبيرا لمنتجي النفط الصخري، حيث ضربت الاقتصاد العالمي في مقتل وشلت أركانه، لكن هل الجائحة هي التحدي الوحيد الذي تواجهه هذه الصناعة؟ هناك تحد آخر يخشاه منتجو النفط الصخري، وهو المرشح الديمقراطي بايدن الذي تهدد أجندته البيئية عشرات آلاف من الوظائف، فقد وعد بوضوح بوقف التصاريح لأي عمليات حفر جديدة على الأراضي الفيدرالية في اليوم الأول له في البيت الأبيض، في نيومكسيكو على سبيل المثال يتركز 90 في المائة من عمليات الاستكشاف والإنتاج في الأراضي الفيدرالية التابعة للولاية. هذا التصريح دفع شركات النفط الصخري إلى المسارعة لاستصدار تراخيص الحفر تحسبا لفوز بايدن. الوعد الذي قطعه بايدن يرتبط بأجندته البيئية، وتأييده الصريح لما يعرف باسم "الاتفاق الأخضر الجديد"، وهو مشروع قرار في الكونجرس لخفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، لكن الصناعة النفطية تخشى من أجندة بايدن.
معهد البترول الأمريكي يتوقع أن نحو 62 ألف وظيفة في نيومكسيكو وحدها ستكون مهددة في حال نفذ بايدن تجميد التراخيص الجديدة. في رأيي أن تصريحات بايدن حول النفط الصخري هي هدية على طبق من ذهب لمنافسه ترمب الذي سيستغلها بفاعلية لتعزيز حظوظه الانتخابية.
فيصل محمد الشمري
فيصل محمد الشمري: الموجة الثانية
في صحيفة الإمارات اليوم، تناول الكاتب فيصل الشمرى تأثير الموجة الثانية من فيروس كورونا وقال: جائحة «كورونا» ليست أول تحدٍّ بشري، فتاريخ الإنسانية زاخر بالأوبئة التي قضت على الملايين من البشر، إذ قضى وباء «الإنفلونزا» في بدايات القرن الـ20 على الملايين، وموجته الثانية كانت أشد وطأة وانتشاراً بسبب تراخي الإجراءات الاحترازية، واستعجال العامة لاستعادة الوضع الطبيعي للحياة من دون أي وعي وإدراك للنار المشتعلة تحت الرماد.
الأمر ذاته ينطبق على إجراءات التعامل مع وباء «الطاعون»، ومنه ما أخذناه من الهدي النبوي، من منع السفر إلى بؤر تفشي الوباء، وعدم مغادرة المقيمين أو الزائرين لهذه البؤر، لمنع نقل العدوى إلى مناطق أخرى.
إن مثل هذا الالتزام الشرعي والقانوني والأخلاقي يجب تطبيقه، وتستدعي المصلحة العامة مساءلة ومحاسبة غير الملتزمين، كونهم يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر، ولا يأتي ذلك بثمن بخس، بل له تداعيات مركبة.
فلقد قدر بعض الخبراء، ومنهم الأستاذ الدكتور علي الخوري، الخسائر العالمية التي سببتها تداعيات «كورونا» بـ12 تريليون دولار حتى الآن، ومن المتوقع استمرار نزيف الخسائر لمدة أطول، إذ لا توجد حلول عالمية عملية وواقعية، فضلاً عن أن الأطر الدولية لاتزال قاصرة عن علاج هذا التحدي الإنساني، وكما نلاحظ فإن الموجة الثانية ضربت أوروبا في موجع، ومن المتوقع أن تضرب الموجة الثانية عالمياً.
استعداداتنا في دولة الإمارات نموذج يحتذى، لكن التحدي يتطلب تضافر الجهود المجتمعية والقطاع الخاص وشبه الحكومي، مع القطاع الحكومي، الذي لم يدخر جهداً أو مالاً في التعامل مع الجائحة. والحلول غير التقليدية تتطلب دراسات معمقة ومبتكرة لدراسة الأثر النفسي والاجتماعي والاقتصادي والبحوث العلمية المتقدمة، وحتى المسائل والجوانب التشريعية والرقابية والتوعوية، وذلك لاستمرار التميز العالمي، والحفاظ على سلامة المجتمع واستقراره من تبعات الموجة الثانية، ولا يقتصر ذلك على الالتزام بالتباعد الاجتماعي وحسب، بل يتطلب نهجاً مبتكراً وعصفاً ذهنياً جماعياً، ومختبرات ابتكارية وإبداعية، لطرح تحديات المرحلة، والتحضير للـ50 عاماً المقبلة.
ان قدرات العلماء والأطباء في الدولة، من مواطنين ومقيمين، أثبتت قدرتها على أن تكون خط الدفاع الأول، لكن تجارب الدول الأخرى، والدروس المستفادة من عودة العدوى لمرضى تشافوا بعد الإصابة الأولى، تثبت بما لا يدع مجالاً للنقاش أو الفلسفة غير المجدية أن الوقاية خير من العلاج، ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.
فيجب أن نستعد جميعاً للموجة الثانية، ونشارك في جهود الوطن للحفاظ على سلامة أهلنا وذوينا وأنفسنا ومجتمعنا ووطنا ككل، ونبقى واحة أمن وأمان.
مستشار إداري داخلي غير مقيم في مركز الإمارات للمعرفة والاستشارات بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية
سمير عطالله
سمير عطا الله: الفيكتوريون العرب
تناول الكاتب سمير عطالله في مقاله المنشور في صحيفة الشرق الأوسط، تاريخ جامعة فيكتوريا فى مدينة الإسكندرية قائلا: "كانوا صفاً طويلاً من العرب ذوي الإنجازات والسِيَر. القاسم بينهم أنهم جميعاً تخرجوا في تلك الكلية التاريخية «صانعة القادة». وبعدها؛ ذهبوا إلى أهم جامعات العالم، ومن ثم خرجوا إلى العالم يتصدرون: الملك حسين، والصادق المهدي، وعمر الشريف، ويوسف شاهين... ومجموعة كبرى من أهم رجال الأعمال العرب.
تلك كانت «كلية فيكتوريا» في الإسكندرية، التي بناها البريطانيون تكريماً للملكة التي لعبت أهم أدوار البناء في تاريخ الإمبراطورية ومراحلها، وأصبحت رمزاً لعصر يحمل اسمها، بسبب أعلى مستويات التعليم التي فرضت عليها، والشروط الصعبة على طالبي الانتساب إليها، عرف خريجوها بلقب «العرب الفيكتوريين»، ووصفها البعض الآخر بـ«المنارة الثانية» نسبة إلى منارة الإسكندرية الكبرى. لقد أضاءت في كل الاتجاهات؛ من السياسة إلى الاقتصاد؛ إلى الفنون إلى الآداب. حمل إدوارد سعيد ألقاباً ودرجات علمية كثيرة، لكن أحبها إليه كان «خريج فيكتوريا».
بغياب غازي شاكر، يغيب آخر الخريجين من جيله. وفي تلك الكلية تعرف الشقيقان غازي وغسان شاكر إلى الملك حسين، ونمت بينهم صداقة دائمة. وبعد التخرج، لم يكتف غازي وغسان شاكر بالعمل في السعودية؛ بل انطلقا منها إلى سائر العالم العربي، خصوصاً الأردن وسلطنة عُمان، ولبنان. وخلف ستار واسع من التواضع، توصلا إلى بناء إمبراطورية مصرفية ومالية، ومعها مؤسسة خيرية يمتد نشاطها حول العالم. وبقي «الطابع الفيكتوري» صامداً وثابتاً؛ أي لا تفاخر ولا غطرسة ولا مظاهر متحدية. كما بقي غازي وغسان خارج العمل السياسي، إلا من الألقاب الدبلوماسية التي أُعطيت لهما وفاءً لانشغالهما في الأعمال الحسنة.
القرن الماضي كان قرن العلم والعمل. صروح تملأ العالم العربي علماً وتفوقاً وميزات: الجامعة الأميركية في مصر وبيروت، وجامعات مصر والمناهج التعليمية المتقدمة التي أوجب على المدارس اتباعها. كل شيء يبدأ في المدرسة الأولى. ولذلك قيل: «العلم في الصغر كالنقش في الحجر». والأساس - أو التأسيس هو الأساس. وقد بحثت الأسر القادرة في العالم العربي عن «أفضل» معهد مؤسس، فأرسلت أبناءها إلى «فيكتوريا». ويومها كانت الحياة في الإسكندرية مدرسة ثانية هي أيضاً. وكانت العائلات الأجنبية الثرية إذا ما أرادت أن ترد الجميل للمدينة، بنت لها جامعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة