أعلنت وزارة السياحة والآثار، عن بدء أعمال تجربة تشغيل إضاءة الواجهات الخارجية لمجموعة المنصور سيف الدين قلاوون بشارع المعز، وذلك فى إطار خطة وزارة السياحة والآثار لتطوير المناطق والمواقع الأثرية والعمل على اظهارها بالشكل اللائق بها، ولهذا نستعرض عبر السطور المقبلة نبذة عن سيف بن قلاوون.
مجموعة المنصور سيف الدين قلاوون
المنصور سيف الدين قلاوون الألفى الصالحى أحد أشهر سلاطين المماليك البحرية ورأس أسرة حكمت مصر والمشرق العربى ما يزيد على قرن من الزمان، كان من رجال الملك الصالح أيوب، علا شأن سيف الدين عقب معركة المنصورة وهى المعركة التى دارت رحاها فى مصر من 8 إلى 11 فبراير من سنة 1250م بين القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، الذى عرف بالقديس لويس فيما بعد، والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ، وأسفرت المعركة عن هزيمة الصليبيين هزيمة كبرى منعتهم من إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر، وكانت بمثابة نقطة البداية التى أخذت بعدها الهزائم تتوالى عليهم حتى تم تحرير كامل الشام من الحكم الصليبي.
مجموعة المنصور سيف الدين قلاوون
أصبح سيف الدين قلاوون، بعد ذلك من كبار الأمراء أصحاب النفوذ فى دولة بيبرس، وبعد أن اجبر الملك السعيد على خلع نفسه ورحيله إلى الكرك عرض الأمراء السلطنة على الأمير سيف الدين قلاوون الألفى إلا أن قلاوون الذى كان يدرك قوة الأمراء والمماليك الظاهرية رفض السلطنة.
وقال سيف الدين قلاوون حينها :"أنا ما خلعت الملك السعيد طمعاً فى السلطنة، والأولى ألا يخرج الأمر عن ذرية الملك الظاهر "، وبناء على ذلك تم استدعاء بدر الدين سلامش الذى كان طفلا فى عمر الـ 7 إلى قلعة الجبل وتم تنصيبه سلطانا بلقب الملك العادل بدر الدين ومعه قاضى القضاة برهان الدين السنجارى وزيراً وعز الدين أيبك الأفرم نائبا للسلطنة وقلاوون الألفى أتابكاً ومدبراً للدولة، وكتب إلى الشام بما تم فحلف الناس بدمشق كما وقع الحلف بمصر أصبح قلاوون هو الحاكم الفعلى للبلاد وأمر بأن يخطب بإسمة واسم سلامش معاً فى المساجد وبأن يضرب اسمه مع اسمه على السكة كما شرع فى القبض على الأمراء الظاهرية وإيداعهم السجون بينما راح يستميل المماليك الصالحية عن طريق منحهم الاقطاعات والوظائف والهبات بهدف سيطرته الكاملة على البلاد تمهيداً لاعتلائه تخت السلطنة.
مجموعة المنصور سيف الدين قلاوون
وعندما شعر سيف الدين قلاوون أن البلاد قد صارت فى قبضته بالكامل استدعى الأمراء والقضاة والأعيان بقلعة الجبل وقال لهم : "قد علمتم أن المملكة لا تقوم الا برجل كامل" فوافق المجتمعون وتم خلع سلامش بعد أن ظل سلطاناً اسمياً لمدة مئة يوم ونُصب قلاوون سلطاناً، بعد أن وبويع له بالسلطنة فى الحادى عشر من رجب سنة 678هـ خلفاً للملك الصغير.
بعد اعتلاء الحكم قام السلطان قلاوون بمحاربة الخارجين عليه كالأمير سنقر الأشقر، حيث بعث إليه حيث هو بالشام جيشاً بقيادة الأمير سنجر، وظلا فى سجال من القتال حتى توالت الأنباء بقرب عودة التتار فكتب السلطان المنصور إلى سنقر "إن التتار قد أقبلوا، والمصلحة أن نتفق عليهم، لئلا يهلك المسلمون بيننا وبينهم، وإذا ملكوا البلاد لم يدعوا منا أحدا"، فكتب إليه سنقر بالسمع والطاعة.
وبالفعل تقدم التتار فى السابع والعشرين من جمادى الآخرة 680هـ وصل الخبر بقدوم منكوتمر بن هولاكو بجيشه إلى عنتاب، فخرج إليه السلطان وعسكر فى حمص، واستقدم سنقر الأشقر وقواته، وفى نهاية المر انتصر المسلمين على التتار انتصار عظيمًا، ودخل السلطان المنصور دمشق مفتخرًا بنصره فى 22 من رجب سنة 680هـ وبين يديه الأسرى، وحاملين معهم رؤوس قتلى المغول على الرماح.
ورحل السلطان قلاوون بقلعة الجبل فى السابع والعشرين من ذى القعدة سنة 689هـ، وفيها غسل وكفن، ثم حمل إلى تربته الواقعة بمجموعة السلطان المنصور قلاوون فى شارع المعز. وخلفة بعد ذلك ولده السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون الذى استكمل رحلة الجهاد وفتح فتوحاً عظيمة، ومن بعده أخوه الناصر محمد بن قلاوون وظل الحكم فى ولد قلاوون نحو قرن من الزمان.
أما عن مجموعة سيف الدين قلاوون، فقام السلطان بتشيد تلك المجموعة فيما بين سنتي 683 و 684 هجرية (1283-1284م)، وتسمى مجموعة لأنها تشتمل على مجموعة مباني منها مدرسة للتعليم تستخدم أيضا كجامع، وقبة ضريحية، وبيمارستان لعلاج المرضى، وشيدت المجموعة على بقايا أجزاء من القصر الفاطمي الغربي الصغير المواجه لما كان يوما القصر الفاطمي الشرقي الكبير؛ لذا عرفت المنطقة ببين القصرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة