قال الدكتور تادروس أدهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن العالم يمر بمرحلة صعبة من وباء (كورونا) خاصة في النصف الشمالي من الكوكب، منوها أن الأشهر المقبلة ستكون صعبة وأن كثير من البلدان ستكون في خطر، وتواجه الكثير من المستشفيات وغرف العناية المركزة عبئا كبيرا بالفعل بالرغم أن نصف الكرة الشمالي ما زال في شهر أكتوبر.
وحث أدهانوم -في مؤتمر صحفي مساء اليوم الجمعة بمقر المنظمة الدولية بجنيف- البلدان على اتخاذ عدد من التدابير لمواجهة الوضع الحالي لانتشار فيروس كورونا، وركز على أهمية استعراض وتحليل الوضع في كل دولة والعمل على إبقاء انتشار العدوى متدنيا، واكتشاف الحالات الجديدة، كما طالب البلدان التي تشهد ارتفاعا في تدفق المرضى إلى المستشفيات والعناية المركزة بالتحرك بسرعة وإدخال تعديلات على إجراءاتها لمواجهة الموقف.
وأكد أنه إذا تمكنت الحكومات من اتخاذ التدابير لمساعدة السكان وتتبع انتشار العدوى، فستتمكن من تجنب الإغلاق، كما حدث في المرحلة الأولى من انتشار الفيروس، خاصة وأن التجارب الأولى كشفت عن أن أية حكومة بمقدورها تغيير الوضع.
وحذر مدير عام منظمة الصحة من احتمالية تناقص الكميات اللازمة من الأكسجين المطلوب لمساعدة المرضى أصحاب الحالات الحادة، وذلك كما حدث في يونيو الماضي، خاصة أن عدد الحالات المسجلة حاليا من الإصابة بالفيروس أكثر بكثير، وحيث تصل الحاجة إلى نحو 1.2 مليون إسطوانة أكسجين يوميا، مؤكدا أن المنظمة تتعاون مع البلدان لتزويدها بالأكسجين الذي تحتاجه، وكذلك مع القطاع الخاص من أجل توفيره بسعر معقول وبشكل أيسر.
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن التناقض بين ما صرحت به المنظمة الأسبوع الماضي من عدم فعالية دواء (ريمديسفير) في التعامل مع حالات الإصابة بكورونا وبين موافقة هيئة الدواء الأمريكية على استخدامه لعلاج كورونا، قالت الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة علماء منظمة الصحة، إن العملية المتبعة في المنظمة تختلف عما تقوم به هيئة الدواء الأمريكية؛ حيث اعتمدت المنظمة على نتائج تجربة تضامن، والتي تعتبر الأوسع في العالم، وشملت حوالي 5 آلاف مريض وجرت فيها متابعة الوفيات وكذلك أعداد من تم وضعهم على التنفس الصناعي وغير ذلك من البيانات، بما فيها ما يتعلق بالمرضى في مرحلة التعافي.
وأوضحت أن تجربة التضامن لم تجد فارقا كبيرا في استخدام علاج ريميدسفير، لافتة إلى أن المنظمة اعتمدت على نتائج نهائية في تقييمها للدواء، في حين أن هيئة الدواء الأمريكية استخدمت نهجا مختلفا بمنح الترخيص على أن تستمر في جمع بيانات استخدامه بعد ذلك.
بدورها، قالت خبيرة المنظمة جانيت دياز إن منظمة الصحة ستُصدِر توجيهاتها بشأن ريميدسفير في غضون 4 أسابيع القادمة، مؤكدة أن المنظمة لا تنظر في نتائج اختبار واحد للوصول إلى تلك التوجيهات.
ورداً على سؤال آخر حول اللقاحات، قالت الدكتورة سواميناثان إن المنظمة قد تحصل على نتائج للقاح أو اثنين بحلول نهاية نوفمبر المقبل، وسينظر خبراء المنظمة حينها في عناصر الفعالية والسلامة لاتخاذ القرار وبحث ما إذا كانت ستحصل على الترخيصات اللازمة إن توفرت فيها المقاييس.
وحثت الشركات على مد المنظمة بالبيانات الخاصة بتلك اللقاحات بطريقة منتظمة، مشيرة إلى أن المختصين يحتاجون إلى أسبوعين لتحليلها، وربما مع بداية العام القادم 2021 يتم اتخاذ القرارات بشأن نتائج تجارب هذه اللقاحات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة