"قد يكون الكاتب الذى تقرأ له جميل عميق النظرة مسايرًا للعصر، يلقى الضوء فى كل مكان، ولكن لا يثيرك، فقد يكون جاء في الزحام، أو يكون قد جاء في الوقت غير المناسب"، هكذا قال الكاتب الكبير أنيس منصور، فى كتابة "عاشوا فى حياتى"، حيث تمر اليوم الذكرى الـ 9، على رحيل الكاتب الكبير، إذ رحل فى مثل هذا اليوم 21 أكتوبر من عام 2011، عن عمر ناهز 87 عاما، فهل كان لأنيس منصور كتاب مفضلون؟.
خلال كتابه "عاشوا فى حياتى" استعرض الأديب الراحل العديد من الشخصيات التي مرت في حياته، حيث يقول عندما كنت مشغولا بالأستاذ العقاد، لم أكن أقرأ لسواه، لدرجة أننى لم أعرف أن هناك أدباء آخرين غيره في مصر، ولما قرأت مقالا لطه حسين بعد سنوات من متابعتى للعقاد، أدهشنى أن هناك أدباء أخرين، ولكن طه حسين جاء في غير أوانه، جاء بعد أن امتلأ عقلى بالعقاد، فلم أجد له مكانا، ولم أقفل عقلى دونه، وإنما أجلسته على بابى سنة، وعشر سنوات، وأخزننى أننى لم أعرف طه حسين والحكيم والمازنى والرافعى وشوقى.
ويقول أنيس منصور، يوم عرفت الأديب الإيطالى البرتو مورافيا، وقابلته وصادقته وقدمته إلى اللغة العربية، لم أكن أعرف نجيب محفوظ ولا قرأت له، وعرفت تولستوى ودستويفكسى وبروست وشيللى ودكنز وبلزاك، قبل أن اعرف أسماء الأدباء المصريين، وكنت في الثانية عشر من عمرى.
كما أن هناك موقف حدث بين الكاتب الكبير أنيس منصور والروائى العالمى نجيب محفوظ، حيث ذكر أنيس منصور فى كتابه "لأول مرة" موقف طريف جمعه مع الأديب العالمى نجيب محفوظ، إذ يذكر أنه كان معه وفد من الأدباء يضم يوسف السباعى وصالح جودت ومحمد حسن إسماعيل، زار اليمن، ويحكى "منصور": "توقفت الباخرة فى ميناء الحديدة، وعرض علينا القبطان أن ننزل إلى الماء، لم أتردد، فلا أحب أن يعرف أحد أننى لا أحسن السباحة، ونزلت بالمايوه، والمياه كانت غير صالحة للسباحة بها طين ومخلفات، وتقدم السباحون إلى أبعد من الشاطئ، وظللت واقفا وجاء نجيب محفوظ من ورائى مداعبا ودفعنى إلى الماء، وأنا لا أعرف ماذا حدث هل بدأ دفنى من فمى، كم لترا من الطين شربت، ولا أعرف كيف وقعت وكيف صرخت وطلبت النجاة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة