رئيس الوزراء: استمرار التعثر فى مفاوضات سد النهضة له انعكاسات سلبية على الاستقرار بالمنطقة.. ومحور المياه من أهم ركائز الأمن القومى المصرى.. ووزير الرى: التغيرات المناخية تحد كبير يعرض دلتا نهر النيل للتآكل

الأحد، 18 أكتوبر 2020 03:05 م
رئيس الوزراء: استمرار التعثر فى مفاوضات سد النهضة له انعكاسات سلبية على الاستقرار بالمنطقة.. ومحور المياه من أهم ركائز الأمن القومى المصرى.. ووزير الرى: التغيرات المناخية تحد كبير يعرض دلتا نهر النيل للتآكل مؤتمر أسبوع للقاهرة للمياه
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

انطلقت اليوم اﻷحد فعاليات أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الثالثة تحت شعار" اﻷمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة - الطريق إلى داكار 2021" بحضور الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والرى، ولوي فوشون رئيس مجلس المياه العالمي، و سمية بنت الحسن ، مبعوث اليونسكو للعلوم والسلام ، رئيس الجمعية العلمية الملكية ، المملكة الأردنية الهاشمية، وعبدولي سيني المدير التنفيذي للمنتدى التاسع للمياه و ماسيج بوبوسكي ، المدير العام لسياسة الجوار والتوسع (DG NEAR) ، الاتحاد الأوروبي .
 
 
5bb36600-fde9-4809-9a2a-ed4ad1ec300d
 
 حضر الافتتاح كل من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف  والسفيرة نبيلة مكرم عبيد وزيرة الهجرة والدكتورة هالة حلمي السعيد وزيرة التخطيط  والمهندس كامل الوزير وزير النقل والسيد القصير وزير الزراعة وإستصلاح الأراضى اللواء خالد عبد العال عبد الحافظ وكذلك المهندس مهدي رشيد الحمداني- وزير الموارد المائية بالعراق، و ماناوا بيتر جاثيوث وزير الموارد المائية والري بجنوب السودان.
 
وشارك الدكتور مصطفى مدبولي في فعاليات الأسبوع ، بكلمة عبر الفيديو كونفرانس حيث أكد فيها على أن تحقيق الأمن المائي سيكون له بالغ الأثر في تجنيب العالم مخاطر وصراعات دولية ويسهم بشكل كبير في تحقيق السلام ويعمل على تسريع وتيرة التنمية، كما أن أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الثالثة يسهم بشكل كبير في تعزيز رؤية مصر 2030 على المستوى الإقليمي والدولي ، حيث وضعت الدولة هذه الرؤية بهدف جعل مصر في مصاف الدول المتقدمة عالميا من خلال مضاعفة الرقعة العمرانية والاستصلاح الزراعي ومشروعات تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي .
 
وأكد مدبولي على أن محور المياه من أهم ركائز الأمن القومي المصري حيث ترتبط خطط التنمية المستدامة الشاملة في جميع المجالات بقدرة الدولة على توفير الموارد المائية اللازمة لتنفيذ هذه الخطط.. منوهاً إلى سعي الدولة جاهدة للحفاظ على الموارد المائية وتعظيم الاستفادة منها، وتبني برنامجا طموحا لمضاعفة كميات المياه المحلاة لاستخدامها في قطاع مياه الشرب باستثمارات تبلغ 135 مليار جنيه حتى عام 2030، وكذلك إنشاء محطة معالجة مياه مصرف المحسمة بالإسماعيلية لتكون مشروع العام كأفضل عمل إنشائي في العالم عام 2020 تتويجا لجهود الدولة في تبني العديد من مشروعات إعادة الاستخدام والتي تساهم في سد العجز المائي الذي تعاني منه الدولة.
 
 
041a3a21-8166-4359-9cd3-312838483b2e
 
وقال مدبولي أن المنافسة على المياه تتصاعد على كافة المستويات عالميا، حيث يعتبر التحدي الأكبر للدول هو الموازنة بلين الإحتياجات المائية والموارد المحدودة إلى جانب التحديات المتعلقة بإدارة الموارد المحدودة على المستويين المحلي والإقليمي وأن الإخفاق في معالجة تلك التحديات سيؤثر بشكل مباشر على السلم والأمن الدولي وأن التعاون هو الطريق الأكثر أماناً وسلماً ، وأن الحاجة ماسة إلى إيجاد منصة للتعاون وتبادل الآراء والمشاركة في مناقشات موضوعية للشروع في حلول عادلة ومستدامة لأن العالم يواجه تحديات تتعلق بهذا المورد الأكثر ندرة والأكثر أهمية وأصبحت تلك التحديات تثقل كاهل الحكومات خاصة في ظل التغيرات المناخية ، ومن الضروري أن تستخدم الحكومات على كل المستويات كافة الأدوات التي تسهم في تحقيق الأمن المائي مثل التخطيط المكاني والتخطيط الحضري والتقييم البيئي الاستراتيجي والتخطيط للتكيف مع التغيرات المناخية آخذين في الاعتبار احتياجات وأولويات القطاعات الاقتصادية المختلفة لضمان حياة كريمة مستدامة للأجيال الحالية والحفاظ على الموارد المائية للأجيال القادمة .
 
 
802bac81-d306-455b-beab-410979b29def
 
وأكد رئيس مجلس الوزراء حرص مصر على تعزيز التعاون معه كافة الدول في كافة المناحي مع إعطاء أولوية خاصة للتعاون مع دول حوض النيل وأفريقيا والدول العربية وكذلك حرص مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي وبالمشاركة مع الأشقاء على ترسيخ مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية حتى يتسنى اعتماد مقاربة شاملة تستهدف إرسال دعائم التنمية بالقارة وإعلاء مصالح الشعوب ويشمل ذلك تعزيز التعاون في إدارة الموارد المائية المشتركة العابرة للحدود.
 
 
 
وأكد مدبولى على ضرورة تعزيز التعاون في إدارة الموارد المائية المشتركة بين كافة الدول ذات الموارد المائية المشتركة، بما يعود بالنفع على الجميع وفي الوقت نفسه لا يسبب أضراراً لأي من هذه الدول وذلك في إطار احترام مبادئ القانون الدولي المنظم لهذا الأمر، وهذا الأمر ينطبق على سد النهضة حيث أكد دولة رئيس مجلس الوزراء على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول قواعد الملء والتشغيل للسد بما يحفظ الحقوق والمصالح المشتركة، مع عدم اتخاذ أية قرارات أحادية من شأنها التأثير سلبا على الاستقرار بالمنطقة ، وأن مصر حريصة كل الحرص على استمرار عملية التفاوض مع كل من السودان وإثيوبيا للوصول إلى ذلك الاتفاق الملزم .
 
 
 
وأشار مدبولي إلى تأكيد رئيس الجمهورية في كلمته التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الى أن مصر سعت على مدار عقود الى تعزيز وتعميق أواصر التعاون مع أشقائها من دول الحوض التي ترتبط معهم بعلاقات أزلية ، وأن استمرار التعثر في المفاوضات حول سد النهضة سيكون له انعكاسات سلبية على الاستقرار والتنمية في المنطقة عامة وفي مصر بصفة خاصة، فمع إقرارنا بحق إثيوبيا في التنمية فإن مياه النيل بالنسبة لمصر مسألة حياة وقضية وجود. 
 
 
 
ودعا رئيس مجلس الوزراء الخبراء والفنيين للخروج بتوصيات يمكن البناء عليها في قضايا المياه المشتركة العابرة للحدود وخاصة أن التصرفات أحادية الجانب لدول المنابع ستؤدي حتما إلى نتائج سلبية تهدد السلم العالمي، حيث نرى الكثير من دول المنابع تحاول أن تبسط هيمنتها على الأحواض المائية لكثير من الأنهار في عالمنا العربي للسيطرة على التدفقات المائية وإلحاق الضرر بدول المصب.
 
 
 
من جانبه أكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري بأن المصريين سلكوا درب الآباء والأجداد في الحفاظ على المياه، من خلال الإدارة المتكاملة للموارد المائية والمحافظة عليها لتحقيق اهداف التنمية المستدامة بما يلبي الاحتياجات المختلفة لكل القطاعات في ظل التغيرات المناخية وغيرها من التحديات ، لافتاً إلى أن مصر تعتبر أكثر دول العالم جفافاً.
 
 
 
وأشار عبد العاطي إلى أنه في ظل تنامي العجز في الموارد المائية فإن الدولة تحاول تقليل الفجوة بين الموارد المائية والاحتياجات المتصاعدة من خلال إعادة تدوير المياه والذي يمثل 25% من الاستخدام الحالي ويمثل نحو 33% من الموارد المتجددة، بالإضافة إلى استيراد مياه افتراضية في صورة سلع غذائية لسد باقي العجز، بما يمثل 56% من مواردها المائية حال زراعتها في مصر
 
 
 
وأفاد عبد العاطي بأن التغيرات المناخية تمثل تحدياً كبيراً يتمثل في تعرض دلتا نهر النيل شمال مصر إلي التآكل نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر وبما يؤثر سلباً على الزراعة في شمال الدلتا نتيجة تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية وتدهور نوعيتها وما لذلك من آثار بيئية واجتماعية واقتصادية جسيمة تتطلب اتخاذ إجراءات للتكيف والتأقلم مع التغيرات المناخية وتنفيذ خطة متكاملة لحماية دلتا النيل حيث أنها من أكثر المناطق هشاشة في العالم، و أن التكيف مع تغير المناخ له أهمية بالغة خاصة في البيئات الهشة التي تبرز فيها تأثيرات ذلك التغير على المياه. 
 
 
 
 
 
و أشار عبد العاطي إلى تحدي الوصول إلى اتفاق عادل بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي ففي الوقت الذي ندعم فيه حق أثيوبيا في التنمية والاحتياج للطاقة فإننا نطالب أن يكون هناك تفهم إثيوبي للاحتياجات المصرية من المياه التي تمثل الحياه بالنسبة لشعبها دون مبالغة، فلقد سعت مصر منذ توقيع إعلان المبادئ في 23 مارس 2015 في الخرطوم  إلى التوصل لاتفاق متكامل حول ملء وتشغيل السد يراعي شواغل الدول الثلاث، إلا أن المواقف الإثيوبية المتشددة حالت دون ذلك.
 
 
 
وفي كلمتها أكدت سمية بنت الحسن - مبعوث اليونسكو للعلوم والسلام ، رئيس الجمعية العلمية الملكية ، المملكة الأردنية الهاشمية – أن مشاركة العلماء والخبراء والمعنيين في هذا المحفل العالمي -أسبوع القاهرة للمياه يؤكد الالتزام المطلق والمسئولية الملقاة على عاتق الجميع من أجل المضي قدما في تأمين موارد مائية مستدامة لجميع شرائح المجتمع وهي مسئولية كبيرة تحتاج إلى عمل وتشارك وجهد كبير ، وأن مخرجات الجلسات الحوارية ستؤدي إلى حلول مستدامة وزيادة منصات التواصل وإعداد برامج التوجيه الدولية لتحقيق الهدف المنشود ومواصلة السعي نحو إحداث الفرق الجوهري في حسن إدارة الموارد المائية. 
 
 
 
كما أكد ماسيج بوبوسكي المدير العام لسياسة الجوار والتوسع (DG NEAR) ، بالاتحاد الأوروبي في كلمته عن آليات التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي فيما يخص قضايا المياه منذ البداية ، وأن مشاركة الاتحاد الأوربي في فعاليات الاسبوع يدل على مدى التزامهم بالمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة التى تعتمد على نعمة المياه الغالية وأن مصر أكبر مثال على أهمية المياه للتنمية حيث ان حصة الفرد من المياه فيها ستقل خلال العقد القادم بحوالي 22 %  نتيجة الزيادة السكانية، لذا فان الاتحاد الأوروبي يتعاون مع الحكومة المصرية في مجال تحسين خدمات المياه للشعب المصري من خلال المشاركة في تنفيذ خدمات مياه الشرب والصرف الصحي وتحسين جودة المياه والاستفادة من المياه المعالجة، فمنذ عام 2007 وحتى الان انفق الاتحاد الاوروبي ما يقرب من 500 مليون جنيه كمنحة على قطاع المياه في مصر ، حيث يتم توجيه هذه الاموال وغيرها على تنفيذ الاستراتيجية القومية للمياه في مصر من 2017 وحتى 2050، والعمل على تحسين خدمات الصرف الصحي ومياه الشرب، وتنفيذ العديد من المشروعات المائية بمصر في مختلف المحافظات وخاصة بالوجه البحري ونعمل فى المرحلة الثانية على تنفيذ مشروعات مشابهة بمحافظات الوجه القبلي، ولايزال ينبغي بذل مزيد من الجهد لتحقيق رفاهية الشعب المصري.
 
 
 
 
كما  تحدث عبدولى سينى المدير التنفيذى للمنتدى التاسع للمياه، معبرا عن سعادته للمشاركة فى فعاليات الاسبوع الذى جاء تحت شعار تحت شعار" اﻷمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة - الطريق إلى داكار 2021" لما للمياه من اهمية خاصة فى الاراضى القاحلة وشبه القاحلة، وقد ظهر هذا العام أهمية المياه للتغلب على فيروس كورونا مما اوضح اهميتها للصحة العامة، مشيرا للدور الذى تلعبه المياه فى تحقيق التنمية المستدامة.
 
 
 
كما قال لوي فوشون – رئيس المجلس العالمي للمياه ان المجلس يشرفه أن يكون شريكًا استراتيجياً لوزارة الموارد المائية والري بمصر في أسبوع القاهرة للمياه منذ إنشائه. باعتباره علامة فارقة قيّمة على الطريق إلى المنتدى العالمي للمياه القادم ، وان الموضوع الرئيسي للمؤتمر هو "الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق الجافة"، إنه بالفعل التحدي الحقيقي في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، وتجربة مصر الألفية هي موضع تقدير كبير. حيث ان الأمن المائي يُعرَّف بأنه القدرة على توفير الوصول إلى المياه والصرف الصحي لجميع السكان ، بكميات ونوعية مناسبتين لضمان التنمية المستدامة ، بالإضافة إلى تبني نهج “Five Fingers Alliance”  لتوفير الوصول الملائم إلى المياه والصرف الصحي والطاقة والصحة والتعليم لنا جميعًا. إنه هدف صعب يحتاج إلى مشاركة مشتركة على جميع مستويات صنع القرار - السياسية والفنية والمجتمع المدني. وانه يتوقع ان توفر الحلول و العروض والتجارب التي سيتم تقديمها في الجلسات المختلفة لأسبوع المياه الثالث في القاهرة بعضًا من أكثر الاستجابات فائدة للمجتمع الدولي.
 
 
 
الجدير بالذكر أن أسبوع القاهرة للمياه، يعقد هذا العام خلال الفترة من 18-22 أكتوبر 2020 تحت شعار "الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في المناطق القاحلة - الطريق إلى داكار 2021"، يهدف إلى تعزيز الوعي المائي وتشجيع الابتكارات لمواجهة تحديات المياه والتعرف على التحركات العالمية والجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات بالإضافة إلى تحديد الأدوات الحديثة والتقنيات المستخدمة لإدارة الموارد المائية، اﻷمر الذي جعله محور دعم واهتمام ومحط أنظار كافة الخبراء والمعنيين بالمياه محلياً وإقليمياً ودولياً.
 
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة