تبلغ سرعة الهواء فى مدينة الإسكندرية أقصى قوتها عادة فى شهور فبراير ومارس ويوليو، ويكون أقل متوسط لسرعة الرياح فى الإسكندرية عادة فى شهر أكتوبر، ويبلغ المعدل السنوى لسرعة الرياح فى الإسكندرية 14.4 كم فى الساعة، ولهذا ربما يفسر سبب انتشار طواحين الهواء قديما فى عروس البحر الأبيض المتوسط، وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" لطواحين الإسكندرية تعود لأواخر القرن التاسع عشر، وتظهر الصور طاحونة المكس وطاحونة القبارى.
وفى عصر محمد على وأسرته انتشرت الطواحين الهوائية فى مدينة الإسكندرية، وكان الغرض منها تلافى المشقة والمصاريف الكبيرة الناتجة عن عملية الطحن باستخدام المواشي، وكذلك طحن القمح الكافى لرجال الجيش، فقد أصدر محمد على أوامره فى سنة (1249هـ/1833م)بإنشاء عدة طواحين هواء فى مصر وسائر الجهات لطحن القمح اللازم فيها.
وقد أنشأ عباس الأول طواحين من هذا النوع داخل طابية أبو قير، وانتشرت الطواحين على ساحل المحمودية حيث أطلقت عليها "طواحين الرياح"، كذلك وجدت الطواحين بمنطقتى القبارى والمكس، ولا تزال توجد طاحونتين من هذا النوع بمنطقة المندرة على مقربة من بعضهما البعض تعرف إحداهما بطاحونة المندرة بينما تعرف الأخرى بطاحونة المنتزه و تقع داخل حدائق المنتزه.
وقال محمد متولي، مدير الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية فى الإسكندرية، إن تاريخ إنشاء طاحونة المندرة يعود إلى عام 1807 وكانت تستخدم فى طحن الغلال للشعب والجنود الذين كانوا يؤمنون سواحل الإسكندرية، وتم تسجيلها كأثر عام 1967، مشيرًا إلى أن هناك مساعى لإعادة ترميمها والاستفادة بها كمزار سياحى إلا أن ذلك يحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة ضمن مخصصات وزارة الآثار.
ومن بين كافة طواحين الهواء فى الإسكندرية تفردت طاحونة المنتزه التى تقع داخل حدائق عن مثيلاتها إذ كان سبب بناءها مختلفًا عن غيره، بحسب الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين فى الإسكندرية، مبينًا أنها شيدت بعد 90 عامًا تقريبًا من بناء طاحونة المندرة وتحديدًا بين عامى 1892 و1898 بقرار من الخديوى عباس حلمى الثانى حيث كانت حيلة ذكية من الأخير لترسيم حدود حدائق المنتزه الملكية وقت إنشائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة