رابطة العالم الإسلامى تطلق جائزتى "المجمع الفقهي" و"وثيقة مكة" بقيمة مليون ريال.. وتدين التدخل التركى فى ليبيا.. المجلس الأعلى للرابطة: العمل المشترك للدول الإسلامية لا يكون إلا تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامى

الثلاثاء، 07 يناير 2020 05:24 م
رابطة العالم الإسلامى تطلق جائزتى "المجمع الفقهي" و"وثيقة مكة" بقيمة مليون ريال.. وتدين التدخل التركى فى ليبيا.. المجلس الأعلى للرابطة: العمل المشترك للدول الإسلامية لا يكون إلا تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامى المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي
كتب - إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

◄ المجلس الأعلى للرابطة يشيد بجهود المملكة فى خدمة الحرمين الشريفين ونصرة القضايا الإسلامية والإنسانية

◄ خطاب المملكة المعتدل حاصر التطرف وحدّ من خطاب "الإسلاموفوبيا"

◄ بدأت وثيقة مكة المكرمة بفكرة ولى العهد ثم متابعته ودعمه وأقرها مفتو وعلماء الأمة الإسلامية 

◄ مفتى المملكة: المجلس الأعلى للرابطة يولى عنايته بشؤون المسلمين وقضاياهم

◄ د. العيسى: من يمتلك الحقيقة لا يسلك طريق الصدام الحضارى ولا كراهية الناس وازدرائهم

◄ يجب التفريق بين الفقيه وحاملِ الفقه المجرد.. وبين فهم النص وتطبيقِه

◄ جائزة المجمع الفقهى تستهدف الطرح المستنير الذى يُبرهن على حكمة الإسلام ورحمته واستيعابه للمستجدات

◄ جائزة "وثيقةِ مكة المكرمة" للأفراد والمؤسسات ستُمنح للجهود العلمية المتعمقة والمؤصلة فى موضوعات الوثيقة
 
أعرب المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامى فى دورته الـ 44 التى انعقدت فى رحاب الحرم المكى الشريف بمكة المكرمة، بمشاركة أصحاب الفخامة والسماحة والفضيلة والمعالى من ٨٢ دولة حول العالم يمثلون شعوبهم ومجتمعاتهم، عن تأييده لما صدر عن لقاء القمة التاريخية للوحدة الإسلامية الذى عقدته الرابطة بمكة المكرمة فى ربيع الآخر  من عام 1440 هـ، مستذكراً دعوة المجتمعين من الأمة المسلمة إلى الاستمساك بما أرست الشريعة الإسلامية من معانى الأخوة والوحدة والتحذير من الفرقة وبيان خطرها، وأن الأمة الإسلامية لم تعان عبر تاريخها مثلما عانت من محاولات شق صفها.
 
ودعا اجتماع المجلس الأعلى للرابطة، الذى يعتبر الحدث الأهم حضوراً وتأثيرا فى العالم الإسلامى فى بُعد مظلته للشعوب الإسلامية ويشهده كبار مفتى الأمة وعلمائها ومفكريها، إلى تعزيز دور منظمة التعاون الإسلامى باعتبارها مظلة جامعة للدول الإسلامية، تعمل على ردم الفجوات وتجسير العلاقات بين دول العالم الإسلامي، مشدداً المجلس على أن الأمة المسلمة تتطلع فى هذه الفترة الدقيقة إلى المزيد من التلاحم والتعاون.
 
الدورة الـ 44 للمجلس تناولت عدد من القضايا الملحة على الساحة الإسلامية والعالمية
الدورة الـ 44 للمجلس تناولت عدد من القضايا الملحة على الساحة الإسلامية والعالمية
 
كما أدان المجلس الأعلى تدخل بعض الدول فى الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية أو احتلال أى جزء من أراضيها تحت أى ذريعة كانت، مديناً التدخل التركى فى ليبيا.
 
وأكد المجلس أن وعى المسلمين بدورهم الحضارى المنفتح بإيجاب على الجميع مطلب مهم. 
 
كما أشاد المجلس بالجهود المخلصة التى تبذلها الدول الإسلامية الحريصة على وحدة الصف الإسلامي، شاكراً جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولى عهده الأمين صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يحفظهما الله على مبادرات العمل الإسلامى المشترك ودعم جهود السلام والوئام حول العالم مستعرضاً تلك الجهود التاريخية ومثمناً دورها الإسلامى والعالمى الكبير. 
 
وأعلنت الدورة الـ 44 للمجلس الأعلى عن تأسيس جائزة المجمع الفقهى الإسلامى التابع للرابطة، وجائزة "وثيقةِ مكةَ المكرمة"، بقيمة إجمالية تبلغ مليون ريال.
 
وكان اجتماع المجلس بدأ بكلمة للمفتى العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء، الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، نوه فيها بدور المملكة العربية السعودية التى حملت منذ تأسيسها هموم الأمة المسلمة واهتمت بشؤونها وقضاياها وسعت لتضميد جراحها وتوحيد صفها واجتماع كلمتها.
 
كما تطرق إلى الجهود المشكورة التى يقوم بها المجلس الأعلى للرابطة فى توجيه فعاليات وبرامج الرابطة، سعياً إلى أفضل عناية بشؤون المسلمين ودراسة قضاياهم ومشكلاتهم وإيجاد أفضل الحلول المناسبة لها، رافعاً فى الوقت نفسه الشكر إلى المملكة العربية السعودية التى دعمت وساندت هذه الجهود والأنشطة منذ تأسيسها.
 
إلى ذلك تحدث الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى قائلاً : "من هذه الرحاب الطاهرة، وبصحبة هذا الجمع الكريم نُشيد بالجهود الإسلامية والإنسانية الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله"، وبجهود سمو ولى عهده الأمين صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله"، وعلى رأسها خدمةُ الحرمين الشريفين، وخدمةُ الكتاب والسنة، ونُصرةُ القضايا الإسلامية، وكافةُ القضايا العادلةِ عموماً، إضافة إلى مواجهةُ التطرفِ والإرهابِ (فكرياً وعسكرياً وإعلامياً مع قطع سُبُلِ تمويله).
 
جانب من اجتماع المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة
جانب من اجتماع المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة
 
وتابع قائلاً: " هذا فضلاً عن الأعمال الإنسانية حول العالم، وكذا الخطابِ الإسلامى المعتدل الصادرِ عن المملكة العربية السعودية، ولا سيما منصاتُ المملكةِ العالميةُ لمحاربة الفكر المتطرف، وأيضاً الهمةُ العاليةُ الفعَّالةُ فى مواجهة هذا الفكر، والتى حدَّت بشكل واضح من خطاب الإسلاموفوبيا".
 
وكشف الدكتور العيسى عن أن ولى العهدِ الأمير محمد بن سلمان هو صاحب فكرةِ وثيقةِ مكةَ المكرمةِ، وهو أيضاً الداعمُ والمتابعُ لجميع مراحلِها حتى يسَّر اللهُ صدورَها من قِبَلِ مفتى وعلماء الأمةِ الإسلامية، مضيفاً "وباسمهم جميعاً نشكر لسموه الكريم ما قدمه فى هذا الشأن المهم من خدمة جليلة للإسلام والمسلمين بل وللإنسانية جمعاء، فهذه الوثيقة تُلْقِى بظلالها على خير الإنسانية، معبرةً عن أُفُق الإسلام الرفيع ونظرتِهِ المُستنيرةِ للتنوعِ البشري، ودعوتِهِ للحِوار والتواصُلِ الحضاري، فى مواجهة عاديات الشر وأفكارِ التطرفِ والكراهيةِ والصدامِ الحضارى".
 
وأكد فى المؤتمر الصحفى المصاحب: أن من يمتلكُ الحقيقةَ ليس بحاجة إلى صراع الناس ولا سلبياتِ الجدالِ والسجالِ العقيم، ولا إكراهِهم على دينه أو مذهبِه أو رأيه فـ"لا إكراه فى الدين"، وليس بحاجة كذلك لسلبيات ونكدِ كراهيتِهم أو ازدرائِهم أو استفزازِهم.. ومن يمتلك الحقيقة ليس عليه سوى البلاغ وليس بمكلف أن يهدى الناس، فضلاً عن أن يَحْمِلَهم على رأيه واجتهاده.
 
ونوه العيسى  إلى أن فى التعاطى الجميل حكمةً بالغة كثيراً ما تفوق عزيمةَ السجالِ والأخذ والرد بين الآراءِ والاجتهادات، مؤكداً أن قطعيات الإسلام محل إجماع، أما ما سواها فهو محل اجتهاد، ومن نقلها للقطيعات فهو واهم، "ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً".
 
سماحة المفتي ود.العيسى في استقبال أعضاء المجلس
سماحة المفتي ود.العيسى في استقبال أعضاء المجلس
 
كما رحب بانعقاد هذا الاجتماع لإعلان تأسيس جائزة مجمعها الفقهي، الذى يعتبر أقدم المجامع الفقهية المؤسسية، حيث مضى عليه 44 عاماً، قدَّم خلالَها ثروة فقيهة مجمعية، صَدَرَتْ عن تنوع علمى راسخ، وتطرَّقت لعُموم المسائل الفقهية المعاصرة، من خلال أعضائه الذين يتميزون بأنهم من كبار علماء العالم الإسلامي.
 
وبين العيسى أن المجمع اضطلع بإزالة عدد من الشبهات والإيرادات المثارة على الفقه الإسلامى سواءٌ أكانت صادرةً عن جهل أم أغراض، وتصحيح الوهم فى الفهم والتصدى للمغالطات، مبيناً حاجة الأمة للفقيه، وما تقتضى هذه الحاجة من التفريق بين الفقيه وحامل الفقه المجرد، وبين فهم النص وتطبيقِه، إذ إن هناك من يتوهم أن صواب الفهم يلزم منه صواب التطبيق.
 
وحول جائزة المجمع قال: "سيكون لهذا المجمع جائزةٌ سنوية، هى محل احتفائنا فى هذا اللقاء المبارك، وهى لكل من قدَّم خدمة جليلةً للفقه الإسلامى أبرزت تميزه التشريعي، وقدرتَهُ على التصدى للمستجدات، على أن تكون تلك الخدمة الفقهية ذات طرح مستنير، يُبرهن على قدرة التشريع الإسلامى على استيعاب المستجدات كافة، وعلى حكمته ورحمته وسماحته، بخطاب علمى مواكب عصره، مع أهمية رعايته لهُوية الفقه الإسلامي"، موضحاً أن الجائزة ســـتُمنح للأفراد والمؤسسات، بقيمة 500 ألف ريال، مع شهادةِ المنح، ومسكوكٍ يمثل ميدالية الحائزة بشعار الرابطة والمجمع.
 
وأضاف الدكتور العيسى انه ستكون هناك جائزة باسم: "وثيقةِ مكةَ المكرمة"، تُمنح للأفراد والمؤسسات ممن قام بمنشط عالمى حول الوثيقة ذى وزن وأثر، أو أعد دراسةً علمية متعمقة ومؤصلة فى شأنها، أو أى من موادها، وقيمتُها خمسمائة ألف ريال مع شهادة المنح ومسكوك يمثل ميدالية الجائزةِ بشعار الرابطة وشعار الوثيقة".
 
وأعلن عن زيادة أعضاء المجمع الفقهي؛ ليستوعبَ كبار علماء الأمة الإسلامية، مراعيا فى ذلك شخصياتُهم العلمية البارزة دون أوصافهم الوظيفية الرسمية، ليتفق ذلك مع نظام رابطة العالم الإسلامى وينسجم مع كونها منظمة عالمية مستقلة غير حكومية.
 
صورة جماعية لأعضاء المجلس الذين يمثلون الشعوب الإسلامية من 82 دولة
صورة جماعية لأعضاء المجلس الذين يمثلون الشعوب الإسلامية من 82 دولة
 
كما القى  الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الشرعى بدولة الإمارات العربية المتحدة رئيس منتدى تعزيز السلم عضو المجلس الأعلى، كلمة أشاد فيها  بمبادرات الرابطة التى تُستعمل فيها كلُّ الوسائل لمعالجة القضايا الإسلامية على اختلاف البلدان والتوجهاتِ، وهى بذلك تنشر السلام وتحقق الوئام بين المجتمعات.
 
وأوضح أن الرابطة تعمل فى  دائرة أخرى هى دائرة القادة الدينيين المستقيمين على هذا الدين الحنيف الذين يبرزون خطاب الوسطية والاعتدال، وهذا يعتبر بحقٍّ واجبَ الوقتِ". 
 
بعدها ألقى الدكتور شوقى علام مفتى جمهورية مصر العربية عضو المجلس الأعلى للرابطة، كلمة قدم فيها بخالص الشكرِ وعظيمِ الامتنان إلى رابطة العالم الإسلامى على كلِّ جُهودها المبذولة فى خدمة القضايا الإسلامية، ومحاربةِ الفكر المتطرف بكل أشكالِهِ.
 
فيما قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عضو المجلس الأعلى للرابطة ، إن المسلمين فى حاجة أقصى من أى وقت إلى أن يعملوا على تقوية صلة الناس بالله عز وجل مع بيان التدين الصحيح، ونبذ التطرف الباطل.
 
بعدها نوه الدكتور أحمد العبادى رئيس الرابطة المحمدية للعلماء فى المملكة المغربية عضو المجلس الأعلى للرابطة باجتماع المجلس لمناقشة هموم المسلمين وقضاياهم انطلاقاً من هذه المنصة الربانية التى من شأنها أن تقدم مقترحات وأفكارا تدخل الكثير من الفضل والرحمة إلى عالمنا.
 
كما ألقى الدكتور القاضى أحمد زبين عطية وزير الأوقاف فى الجمهورية اليمنية عضو المجلس  كلمة أشاد فيها بجهود المملكة التى نعتبرها مصدر القرار الإسلامي، مؤكداً أن من يعمل خارج المرجعيات الكبرى مثل منظمة التعاون الإسلامى ورابطة العالم الإسلامى إنما يغرد خارج السرب.
 
من جانبه أكد الشيخ محمد الحافظ النحوى رئيس منتدى علماء افريقيا، أن المملكة العربية السعودية تقود العالم الإسلامى فى كافة النواحى وأنها رائدة فى مجال نشر قيم الاعتدال والوسطية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان وفق رؤية سليمة وسديدة.
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة