تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب والرسام اللبنانى جبران خليل جبران، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 6 يناير من عام 1883م، وكان يعرف بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير، والذى هاجر إلى أمريكا فى سن صغيرة، ومن المعروف عنه أنه كتب باللغة الإنجليزية مما جعله يحقق شهرة عالمية، والسؤال هنا: ماذا لو ألف طه حسين والعقاد والمنفلوطى كتبهم بالإنجليزية .. فهل كانت كتبهم ستحظى بشهرة جبران؟.
قال الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، بكل تأكيد إذا كان طه حسين كتب باللغة الإنجليزية فكان سوف يحصل على شهرة واسعة، نظرًا لفكره المستنير، والذى كان يعطى صورة إيجابية عن الفكر العربى، وفى نهاية الأمر فإن أعماله رائدة، وأيضا إذا كان عباس محمود العقاد كتب باللغة الإنجليزية وبالأخص كتبه حول العبقريات، فكان سينقل الصورة الصحيحة ويغير صورة الإسلام عن العالم الإسلامى.
وأشار الدكتور شاكر عبد الحميد، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إلى أن أعمال المنفلوطى محدودة وكان يقوم بتعريب الروايات، حيث كانت الرواية الفرنسية تترجم وهو يأخذها ليعيد صياغتها من جديدة، فلا أظن انه كان من الممكن أن يحظى بنفس ما كان سيحظى به طه حسين والعقاد إذا كتبوا باللغة الإنجليزية، ولفت إلى أن طه حسين كان من الممكن والأقرب أن يحظى على نوبل العالمية.
قال الناقد الدكتور حسين حمودة، استاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، من الصعب أن تحظى كتب هؤلاء الثلاثة، طه حسين والعقاد والمنفلوطى، بالشهرة نفسها، بل سوف تتفاوت شهرة كل منهم، ومن المؤكد أن شهرة طه حسين سوف تكون أكبر، بحكم الطابع الإنسانى الواضح فى أعماله، وبحكم انتمائه بدرجة اكبر إلى قضايا عصره، وبحكم نزوعه العقلانى وتخلصه من بعض القيود ومن النظرة الضيقة.
وأضاف أستاذ الأدب العربى، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، ولم تحقق هذه الشروط بالدرجة نفسها مع كل من العقاد والمنفلوطى، ولكن سوف يبقى السؤال: هل ستكون شهرة طه حسين بنفس شهرة جبران خليل جبران؟ اتصور أن شهرة جبران ستظل أكبر وأوسع، ربما لأن تجربته انفتحت بدرجة أكبر على قضايا المجتمع الغربى، ولم يكن مشغولا بمشكلات محلية أحيانا، أو كما كان طه حسين مشغولا أحيانا، وربما أيضا بحكم طبيعة مؤلفاته التى اتصلت اتصالا وثيقًا بالحركة الرومنتكية الغربية والنزوع الإنسانى بوجه عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة