قال راهوال كواليشيرايث، سفير الهند بالقاهرة، إن العلاقات بين الهند ومصر قوية، وممتدة عبر التاريخ، موضحًا أن زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي ، التي قام بها إلى الهند أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية، حيث اتفق زعيما البلدين على إقامة شراكة جديدة لعصر جديد، كما أن لدى البلدين رؤى وتصورات سياسية متقاربة للقضايا الثنائية والإقليمية والعالمية.
وأوضح راهوال ، في بيان صحفى له بمناسبة عيد الجمهورية الحادية والسبعين للهند: أقمنا على مدى العام الماضي العديد من الفعاليات للاحتفال بمرور 150 عاماً على ميلاد المهاتما غاندي، حيث اختتمنا تلك الفعاليات بإقامة ندوة ومعرض للصور الفوتوغرافية، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية.
واستعرض السفير الهندى العلاقات مع مصر مشيرًا إلى أنه في 6 نوفمبر 2019، أصدرت هيئة البريد المصري طابعاً تذكارياً عن المهاتما غاندي، كما تم إزاحة الستار عن تمثال نصفي للمهاتما غاندي بحديقة الحرية بالقاهرة.
وقال راهوال، إن السياسية الخارجية الهندية تستهدف مشاركة ما تمتلكه الهند من خبرات ومهارات ومعارف مع غيرها من الدول النامية، ويعد برنامج التعاون الفني والاقتصادي الهندي "أيتيك"، الذي تم إطلاقه يوم 15 سبتمبر 1964، نموذجاَ ساطعاً للشراكة بين دول الجنوب-جنوب في مجال بناء القدرات، وفي إطار برنامج أيتيك، يتم تخصيص 200 منحة دراسية سنوياً لمصر، حيث تشمل برامج التدريب 280 تخصصاً في 54 معهداً، وتشمل التخصصات تكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، واللغة الإنجليزية، وتنمية المهارات وخلق فرص العمل.
وأشار راهوال، إلى أن برامج التعاون القائمة على الشراكة في مجال التنمية تستهدف تحقيق الفائدة المشتركة وأولويات شركائنا، والعمل على أن تصل تلك البرامج إلى الناس وتحدث فارقاً في حياتهم، ويعد مركز التميز في تكنولوجيا المعلومات الذي أقيم بجامعة الأزهر، ومعسكر جايبور فوت لتركيب الأطراف الصناعية الذي أقيم خلال الفترة من مايو حتى يونيو 2019 في أسيوط، حيث تم توفير 550 طرف صناعي لخمسمائة شخص في إطار مبادرة "الهند من أجل الإنسانية"، خير مثال على نهجنا.
وقال راهوال كواليشيرايث، سفير الهند بالقاهرة، إن العلاقات بين الهند ومصر ممتدة بجذورها في عمق التاريخ، حيث أشار بعض العلماء إلى أن الملكة حتشبسوت قد أرسلت سفنا تجارية إلى الهند، كما أن الاتصالات البحرية بين الهند ومصر كانت موجودة قبل عدة قرون من ميلاد المسيح، وكان للمهاتما غاندي، علاقات خاصة بمصر، حيث تأثر غاندي بالزعيم الوطني المصري مصطفى كامل باشا، وكانت هناك رؤية مشتركة للمهاتما غاندي وسعد زغلول حول الاستقلال كما أنه من المعروف أن الصداقة جمعت بين نهرو وجمال عبد الناصر، وقد عملت الهند ومصر معاً من خلال حركة عدم الانحياز والأمم المتحدة.
و قامت الجمعية التأسيسية للهند باعتماد دستور الهند في 26 نوفمبر 1949، وأعلنت حكومة الهند يوم 26 نوفمبر يوما سنويا للاحتفال بالدستور في 19 نوفمبر 2015 من خلال إشعار تم نشره في الجريدة الرسمية.
ويذكر يوم الدستور المواطنين الهنود بالقيم والمبادئ وكذلك بالواجبات الأساسية المنصوص عليها في الدستور ويشجع كافة الهنود على القيام بدور في تعزيز الديمقراطية والمجتمع الهندي. دخل دستور الهند حيز التنفيذ في 26 يناير 1950.
وأوضحت سفارة الهند في بيانها قائلة: مع دخولنا العقد الثاني من هذه الألفية، يجدر بنا أن نفكر في رحلة الهند الطويلة منذ استقلالنا في 15 أغسطس 1947، وتظهر الديمقراطية الهندية بشكل أقوى مع كل انتخابات تعقد: ففي عام 2019، قام أكثر من 600 مليون هندي بممارسة حقهم في المشاركة في الانتخابات العامة.
ولفت البيان، إلى أن الهند تعد من أكبر الدول الديمقراطية في العالم وواحدة من أسرع الاقتصاديات الرئيسية نموًا في العالم، وقد طبقت الهند مبادرات حكومية قوية مثل مبادرة صنع في الهند والمشروعات الناشئة في الهند ومبادرة أمة واحدة ضريبة واحدة ومبادرات تبسيط الإجراءات القانونية والإدارية، مما مكنها من القفز 79 درجة على مؤشر سهولة أداء الأعمال خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وقد حققت أكثر من 660 شركة ناشئة ما يقرب من 13.6 مليار دولار في إطار برنامج الحكومة الرائد المشروعات الناشئة في الهند. وقد أطلقت الهند أيضًا واحدة من أكبر خطط التأمين الصحي في العالم، وهي خطة أيوشمان بهارات، والتي تهدف إلى توفير تغطية صحية لحوالي 500 مليون هندي.
وفي ظل تطبيق أكبر خطة للشمول المالي في العالم، والتي تسمى بخطة جان داني يوجانا، تم فتح أكثر من 370 مليون حساب مصرفي في غضون خمس سنوات فقط. وفي الوقت نفسه، تعد الهند واحدة من الدول الرائدة في معالجة قضية تغير المناخ والاحتباس الحراري.
واختتم البيان موضحًا: نحن نعمل بجد لتحقيق هدفنا المتمثل في توليد 450 جيجاوات من الطاقة المتجددة. وقد أطلقت الهند أيضًا تحالف عالمي للبنية التحتية المقاومة للكوارث، وهي شراكة دولية ستدعم البلدان المتقدمة والنامية في بناء بنية تحتية قادرة على التكيف مع المناخ والكوارث.
وتركز الهند الحديثة تركيزا قوي على العلوم والتكنولوجيا، وتعد الهند من بين أهم الدول في العالم في مجال البحث العلمي واستكشاف الفضاء كما أنها من بين الوجهات الاستثمارية الجاذبة للمعاملات التكنولوجية في العالم.
ويركز قطاع التكنولوجيا الهندي على استغلال الابتكار كأداة رئيسية لبيع منتجاته. ويعمل عدد كبير للغاية من الشركات الناشئة التي تدعم التكنولوجيا على إحداث ثورة في مختلف القطاعات مثل مجال الرعاية الصحية والتعليم والخدمات المالية والسفر والسياحة والخدمات اللوجستية وما إلى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة