نشر الشاعر الكبير إبراهيم داود على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك رسالة كان قد وجهها الموسيقار الكبير بليغ حمدي إلى أديب مصر العظيم نجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب فى عام 1988، وذكر داود أنها نقلها من صفحة الكاتبة الصحفية الكبيرة عبلة الروينى.
رسالة بليغ حمدى من فرنسا إلى الأستاذ نجيب محفوظ بمناسبة فوزه بنوبل:
"أخى الغالى القدير الحبيب إلى كل شخص فى بلدى نجيب محفوظ... أكتب لك لأبارك لك هذا الفوز العظيم للأدب والفن المصرى والعربى كله.. ألف مبروك.. يعنى أخيرا خبر حلو فى برد باريس، وما أدراك ما باريس فى اكتوبر، بلونها الرمادى وسمائها الشاحبة... وحشتنى مصر يا نجيب.. مصر الجميلة.. وحشتنى الشمس والألوان.. وحشتنى ضحكة الناس الحلوة.. وحشتنى ضحكتك أنت المجلجلة العالية، التى تشبه عفوية أهلنا وطيبتهم فى بلدنا الطيبة.. تصدق بالله، أنا لم أتمالك دمعتى حين عرفت بفوزك بالجائزة، عندما شاهدت صورتك على غلاف مجلة "ليبراسيون".. هنا لقيت فى ودانى مزيكا بادندنها، لقيت فجأة على لسانى لحن مغزول من لمعة الشمس على صفحة النيل، كنت هاين على أنى أوقف الفرنساويين واحد واحد فى الشارع أقول لهم (الجدع ده مصرى زيى.. شوفوا ملامحه المنحوتة زى ملامحى.. هما دول المصريين صناع الحضارة والهرم والتاريخ والفن وكل حاجة حلوة).. لكنى هنا غريب، لا أحد يفهمني، ولا أحد يسمعني... تصور أنى ينتابنى الإحساس الآن أنى مغترب، وآه يا نجيب يا أخويا من إحساس المغترب، وآه من حرقة الآه... صحيح أنا جوايا العنيد الصعيدى الذى لا يمكن أن يكسره شىء، لكن أبشع شىء فى الدنيا إحساس الظلم، وإحساس أنه لا شىء هناك أبعد من تراب مصر... اشتريت المجلة وعليها صورتك، ولقيتنى ماشى فى الشارع بادندن فى برد باريس (جونى ياجونى يابتاع الزيت.. فى المونى ياجونى دبت وطبيت).. وأفتكر أيامنا سوا وأضحك، وانا اللى ليا زمن مازرتش الضحكة شفايفى".
وكان نجيب محفوظ قد حصل على جائزة نوبل للآداب فى العام 1988، وهو الأديب العربى الوحيد حتى الآن الذي حصل على هذه الجائزة المرموقة، بينما طكان بليغ حمدي فى باريس بعد الجريمة التى وقعت فى منزله عام 1984 والمسماة بجريمة "سميرة مليان".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة