مرصد الأزهر يصدر تقريرا عن "الجهاد الرقمى"...التقرير يكشف لغة الجماعات المتطرفة بالإنترنت.. التنظيمات الإرهابية تستخدم استراتيجية "الكاميرا فى خدمة الكلاشينكوف" لبث الرعب.. وتروج لقوتها المزيفة عبر التكنولوجيا

السبت، 18 يناير 2020 01:00 م
مرصد الأزهر يصدر تقريرا عن "الجهاد الرقمى"...التقرير يكشف لغة الجماعات المتطرفة بالإنترنت.. التنظيمات الإرهابية تستخدم استراتيجية "الكاميرا فى خدمة الكلاشينكوف" لبث الرعب.. وتروج لقوتها المزيفة عبر التكنولوجيا مرصد الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في ظل ظهور وتطوّر "الثورة الرقمية" التي يشهدها العالم الآن، وتسخير الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية "الفضاء الرقمي" لأغراضها الدعائية، من نشر لثقافتها وأفكارها الشاذة والمتطرفة، ومن شن حرب نفسية على الخصوم، ومن ضخ دماء جديدة لصفوفها، برز مصطلح "الجهاد الرقمي" بسبب استغلال تلك الحركات والجماعات للفضاء الرقمي، ليُصبح - بلا منازع - أداة فاعلة وعاملًا محوريًّا في "الغزو الثقافي"، الذي كان يعتمد قديمًا على الفضائيات ووسائل الإعلام التقليدية، والتي كانت تُستخدم أداةً رئيسة في عملية الاستغلال الثقافي.
 
مرصد الازهر لمكافحة الفكر المتطرف اصدر تقريرا بعنوان "الجهاد الرقمى لغة الجماعات المتطرفة عبر الانترنت،جاء فيه: قديمًا عندما كان يُذكر مصطلح "الجهاد"، كانت تتبادر إلى الأذهان صورٌ لمعارك وجيوش تتقاتل، ورايات تعلو وأخرى تتهاوى وينتصر فيها الحق ويُهزم الباطل، ولكن مع تفشي فيروس "التطرّف" وتطوره، وظهور ما يُسمى بـ "التطرّف الرقمي"، بدأت صورة "الجهاد" القديمة الراسخة في الأذهان يتغير مدلولها لصورة مغايرة، ليظهر نوع جديد من "الجهاد" ليس على أرضٍ، أو تحدُّه حدود، بل يتخذ الفضاء الرقمي مرتعًا له، ألا وهو "الجهاد الرقمي"، الذي يستهدف استغلال الموارد والوسائل والبرامج المعلوماتية لبث الرعب في نفوس الآخرين، واستهداف البنية التحتية المعلوماتية لبلد ما والسيطرة عليها.
 
والمُتأمل في الأدوات التي تستخدمها الحركات والجماعات المتطرفة الآن في حربها، نجد أنها تُولى "الكاميرا وأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والشبكة العنكبوتية" أهمية كبيرة لا تقل عن اهتمامها بالأسلحة والمتفجرات التي تستخدمها في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وهو ما يُطلق عليه إستراتيجية "الكاميرا في خدمة الكلاشينكوف". 
 
وهذه الإستراتيجية، في الأساس تعد عملية إعلامية تجعل من "التكنولوجيا" مُحارِبًا شرسًا في خدمة تلك الحركات والجماعات وتنفيذ أجنداتها، عن طريق تصوير العمليات الإرهابية التي تقوم بها تلك الحركات والجماعات، وتوثيق الخسائر التي يتكبدها العدو، بل والتهويل منها أمام مناصريه، ورسم صورة مغايرة للحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية، تطغى فيها مظاهر القوة والعنف لتلك الحركة أو الجماعة.
 
 والمتأمل في شؤون تلك الحركات والجماعات، يجد أنّها تستغل تقنيات التصوير وبرامجه الحديثة بطريقة منهجية؛ لتسجيل رسائل وأفكار وتوجيهات قادة الحركات والجماعات المتطرّفة، وبثّها عبر الشبكة العنكبوتية، لطمأنة المناصرين، وبث الرعب في نفوس المعارضين. بل وتُولى تلك التقنيات أهميةً قصوى وتضعها على قدم المساواة مع القيام بالعمليات العسكرية؛ لأنها تُمكن الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية من استغلال الرأي العام وتزييف الحقائق، ما يساعد بشكل كبير في إعطاء تلك الحركات والجماعات حجمًا أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، ما يُساهم بطريقة أو بأخرى في حشد مناصرين ومقاتلين جدد في صفوفهم.
 
"الكاميرا مع الكلاشينكوف مع الشبكة العنكبوتية"، يُساهم هذا المثلث بشكلٍ كبيرٍ في بسط نفوذ الحركات والجماعات المتطرفة، من خلال الحرب النفسية التي تشنها من خلال نشر أفكارها المسمومة وخطابها المتطرف الموجه، ومشاهد العنف التي تظهر في دعايتها، لتصبح تلك الأدوات الأكثر ترويجًا للعنف والكراهية والتطرّف، لتجعل "الجهاد الرقمي" يتصدر المشهد الإلكتروني.
 
وعندما نُحصى منصات "الجهاد الرقمي"، نجد أنه من الصعوبة بمكان تحديد عددها بدقة، حيث إن مصطلحَيِ "الإرهاب" و"التطرف" يعتبران مصطلحان مطاطيان، بسبب تنوع الأشكال والأساليب، واختلاف نظرة المجتمع الدولي وتباينها حولهما، فنجد ما تراه بعض المجتمعات إرهابًا أو تطرفًا، يراه الآخرون عملًا مشروعًا، والعكس.
 
ولا شك أنّ "الفضاء الرقمي" بات من المنافذ المفضلة لدى الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية في التواصل ونشر الأفكار المسمومة في عقول المتعاطفين والأنصار؛ لذا يجب على الحكومات والمؤسسات كافة، لا سيّما المؤسسات المتخصصة بمجال التكنولوجيا -ضرورة تضافر الجهود فيما بينها للتصدي لتلك المخططات.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة