قالت شبكة "بلومبرج" إن خلال عقد واحد تسببت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عزلة بلاده داخل المنطقة، مشيرة إلى ان سلوكه في ليبيا يفسر سبب عدم وجود أصدقاء له.
وأشار كورى شاكى، الخبير لدى معهد انتربرايز امريكان، في مقال على الموقع الإلكترونى للشبكة الأمريكية، الخميس، إلى أنه قبل عقد مضى كانت تركيا تصف سياساتها الخارجية بانها "خالية من اى مشكلات مع جيراننا"، لكن منذ ذلك الحين أغضبت المصريين بدعمها للإخوان وخسرت علاقتها مع سوريا بدعم الجماعات المسلحة المتطرفة وغزو شمال شرق البلاد فضلا عن إجبار اللاجئين السوريين على العودة، وقام نظام اردوغان بمعاداة السعودية والإمارات بالتحيز لقطر.
وتضيف ان السياسة الخارجية لتركيا الان تبدو مصممة لاثارة المشكلات مع جيرانها. وخلال السنوات العشر الماضية حول اردوغان تركيا من ديمقراطية نابضة إلى دولة قمعية استبدادية. ومع ذلك فهذا لا يفسر تصرفاتها العدائية فى المنطقة، فالإجابة تتعلق بأن اردوغان سعى بجد لفرض الايديولوجية الإسلامية داخليا ودوليا مما وحده مع قطر ضد معظم الدول الشعوب العربية.
وتضيف ان تقويض الجيش التركي، سمح لأردوغان، الذى وصف الديمقراطية قبلا بأنها اداة وليست غاية، بالسيطرة على المشهد. يمكن اعتبار محاولة الانقلاب الفاشلة لعام 2016 بمثابة محاولة انتهازية من جانب بعض العناصر في الجيش للاستفادة من عدم الرضا المتزايد بين الأتراك بشأن تعزيز أردوغان للسلطة. كما أنه يمثل منافسة عميقة ومستمرة بين إسلاميين أردوغان والقوى السياسية الأخرى.
وتضح هشاشة سيطرة أردوغان على السلطة من خلال انتخاب رؤساء بلديات أحزاب المعارضة في إسطنبول وغيرها من المدن الكبرى فى انتخابات العام الماضى، فضلا عن حقيقة أن الحلفاء السياسيين القدامى- بمن فيهم وزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو، قد انفصلوا عن حزب العدالة والتنمية.
هذا المسار المحلي له ظل مواز في السياسة الخارجية لتركيا. فخلاف اردوغان مع مع مصر يحمل مفاتيح فهم تدخله في ليبيا. إذ أن بعد الربيع العربي عام 2011، دعم أردوغان صعود جماعة الإخوان إلى السلطة في مصر وساعد حكومة محمد مرسي. لكن سرعان ما تم الإطاحة بمرسي ويبدو أنه يرى الاحداث في ليبيا من هذا المنظور حيث يهدد قائد عسكرى بإسقاط حكومة فايز السراج الداعمة لرؤية تركيا في المنطقة. كما أن لدى حكومة السراج في طرابلس، عناصر إرهابية وهم حلفاء طبيعيون لأردوغان وحزب العدالة والتنمية. في حين أن الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، يعارض الدور السياسى للإسلاميين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة