الأمازيغية حضارة قديمة تستعيد قوتها أم دعوات لهدم الهوية؟

الإثنين، 13 يناير 2020 08:00 م
الأمازيغية حضارة قديمة تستعيد قوتها أم دعوات لهدم الهوية؟ الأمازيغ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل الأمازيغ فى بلاد الشمال الأفريقى بالسنة الأمازيغية الجديدة عام 2970، ويعتبر الاحتفال بالسنة الأمازيغية، إرثا تاريخيا بالنسبة للأمازيغ الذين يبذلون جهودا وتضحيات كبيرة للحفاظ على هويتهم وثقافتهم الأصلية.
 
الأمازيغ أو البربر هم مجموعة إثنية ومن السكان الأصليين في شمال أفريقيا وتحديداً بلاد المغرب، ويشكل الأمازيغ جزءاً من سكان المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا وشمال مالي وشمال النيجر وجزء صغير من غرب مصر إلى جزر الكناري.
 
 
وعانت الأمازيغية من تهميش كبير فى العقود الأخيرة، قبل أن يتم رد الاعتبار لها بعدما اعتبرت اللغة الأمازيغية لغة رسمية فى الدستورين الجزائرى والمغربى على الترتيب، كما تم اعتماد يوم 13 يناير من كل عام عطلة رسمية مدفوعة الأجر، بعد إقراره من قبل الحكومات العربية فى المغرب العربى.
 
وبينما ينظر البعض على أن الأمازيغية مجرد لغة وتقليد قديم متوارث لقبائل بربرية صحراوية قديمة، ويعتبروا أى احتفاء بها حاليا دعوة لتقسيم البلاد وهدم للهوية العربية والإسلامية هناك، ومن المآخذ التي يسجلها الرافضون لحمل راية غير العلم الجزائري الرسمي، هو قطع الطريق على منتسبي حركة "الماك" القبائلية التي تدعو إلى انفصال منطقة القبائل لاختراق الحراك، والعمل على إثارة البلبلة، ومحاولة استغلال المظاهرات لتحقيق أجندتها التي تهدد سلم واستقرار البلاد.
 
 
ورغم تأكيد كثيرين أن الراية الأمازيغية ليست بديلاً عن العلم الرسمي، فإن موقف قائد الأركان الجزائرى بمنع حملها، خلال المظاهرات الجزائرية المطالبة برحيل الرئيس الجزائرى السابق عبد العزيز بوتفليقة، وجد الكثير من المؤيدين أيضاً الذين اعتبروا أن الحراك ليس وقتاً مناسباً لرفع شعارات فئوية أو مرتبطة بالهوية، وأنه منطلق يجمع كل الجزائريين هدفه سياسي وهو تغيير النظام، وليس الحديث عن التمسك بالهوية.
 
لكن العديد من الكتاب والمفكرين المغاربة يرون أن غضب بعض الأصوات المعارضة لمضي المغرب والجزائر في تعزيز التعدد اللغوي والثقافي، ليست دعوات تسعى لتقسيم البلاد، لكن على العكس لأن  التنوع والتعدد يقوي الوحدة الوطنية والشعور بالانتماءات إلى الوطن".
 
وينظر المدفعون عن الأمازيعية على إنها حضارة قديمة عريقة قدمت الكثير للإنسانية، دون إقصاء الحضارات الأخرى، ومن غير هوس التوسع الذي وسم تاريخ الحضارات المعروفة.
 
 
ويعتبر مؤرخون أن الحضارة الأمازيغية من أقدم الحضارات في شمال أفريقيا، محددين امتدادها من "واحة سيوة المصرية" إلى غاية شواطئ المحيط الأطلسي، ومن البحر المتوسط شمالا وحتى الصحراء الكبرى في وسط أفريقيا، هذه المنطقة، التي يعتبرها المؤرخون مجالا لامتداد الحضارة الأمازيغية، كان يطلق عليها الإغريق قديمًا "نوميديا".
 
ويرى الباحث المغربي أحمد عصيد إن مسألة كيان الحضارة الأمازيغية ليس محل جدل، فهي حضارة فعلية، أسس لها السكان الأصليون لشمال أفريقيا أو من عرفوا بـ"البربر" عند شعوب أخرى، و ويعتبر عصيد أن "الإنسانية سمة الحضارة الأمازيغية". ويؤكد الباحث الأمازيغي أن "التوسع جغرافيا لم يكن هدفا للأمازيغ بقدر تمسكهم بالأرض والدفاع عنها باستماتة".
 
 
وبحسب موقع "حراس الحضارة" أحد المواقع البحثية الأثرية، يعود التاريخ الفعلى إلى أكثر من 3 آلاف عاما قبل الميلاد، حيث وجدت أقدم كتابات أمازيغية وبدا معها التاريخ المكتوب حيث إنه من الإثبات الحضارى فى علم الآثار هو وجود كتابة شارحة دالة على الآثار مهما كان قيمة الأثر أو اثاره المنظورة بالعين، ومن هذا المنطلق أكد علماء الآثار أن الحضارة الأمازيغية المكتوبة ظهرت سنة 3 آلاف عام قبل الميلاد.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة