اهتمت صحف الإمارات والسعودية بوفاة السلطان قابوس بن سعيد الذى فقدت برحيله الأمتان العربية والإسلامية واحدا من القادة والزعماء الذين تميزوا بالحكمة وكان رائداً من رواد النهضة الذين تركوا بصمات خالدة فى التاريخ وتركوا لشعوبهم إرثا مليئا بالازدهار والتطور والحكمة والاعتدال، وأكدت الصحف أن اختيار السلطان هيثم بن طارق آل سعيد خلفا للسلطان قابوس يؤكد رسوخ النظام السياسى الذى كرسه السلطان قابوس وأرسى دعائمه وجعل من انتقال السلطة أمراً سلساً وسهلاً.
فتحت عنوان "المسيرة مستمرة".. كتبت صحيفة (الاتحاد) "لم تودع سلطنة عُمان وحدها، أمس، قائد نهضتها، بل العالم بأكمله عربياً ودولياً لافتقاده رمز السلام والحكمة، السلطان قابوس بن سعيد"، وأضافت "الحزن والحداد فى بلاد الجار الشقيق، كما هو في ديارنا التى لا تتشارك معها حدود الجغرافيا فحسب، وإنما كل ما هو في مصلحة خير البلدين والشعبين".. متابعة "رحل قابوس، لكن إرث الدولة العصرية النموذجية المحبة لشعبها، المستمرة في البناء والنهضة باقٍ، نهج الثوابت في التعايش السلمى وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وحل الخلافات سلمياً باقٍ، بتأكيد حامل الراية، السلطان هيثم بن طارق بن تيمور".
وفي نفس السياق.. ذكرت صحيفة (البيان) - في افتتاحيتها تحت عنوان "قابوس.. سلطان الوفاء" - "قامة تاريخية تترجل اليوم، ورمز كبير يؤلم برحيله قلوب الإماراتيين كما آلم قلوب الأشقاء العُمانيين، فبرحيل السلطان قابوس بن سعيد، قائد نهضة سلطنة عمان، الذي عُرف بحكمته وإخلاصه ومواقفه التاريخية المشرفة في خدمة قضايا وطنه وأمته حتى آخر يوم من حياته، فقدت الأمتان العربية والإسلامية وفقد كل محب لعمان وشعبها رمزاً للوفاء والحكمة والمحبة".
وأضافت الصحيفة أن الإمارات حملت محبة كبيرة للسلطان قابوس، فقد كان، رفيق درب الشيخ زايد بن سلطان آل نهان، وعملا معاً بإخلاص وتفانٍ في ترسيخ علاقات استثنائية من الأخوة والتعاون والتكامل، حتى باتت الأواصر بين البلدين نموذجاً فريداً في المحبة والعمل المشترك، لتثمر إنجازات كبيرة في نهضة البلدين ورخاء شعبيهما الشقيقين.
من جهتها.. قالت صحيفة (الخليج) "إذ تودع سلطنة عُمان الشقيقة السلطان قابوس بن سعيد، وتختار هيثم بن طارق آل سعيد خلفاً له؛ إنما تؤكد رسوخ النظام السياسي الذي كرّسه السلطان قابوس، وأرسى دعائمه على مدى خمسين عاماً، وجعل من انتقال السلطة أمراً سلساً وسهلاً؛ بعدما استطاع الانتقال بالسلطنة إلى مرحلة من التطور والحداثة، وتحقيق إنجازات مشهودة على الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية، وأسس لتجربة ديمقراطية متميزة، تقوم على الانتخابات والاختيار الحر لممثلي الشعب".
وأضافت - في افتتاحيتها تحت عنوان (عُمان.. نهج مستمر) - أن السلطان قابوس لعب دوراً مهماً في ترسيخ دعائم مجلس التعاون الخليجي، وفي المحافظة على المجلس بيتاً موحداً للأسرة الخليجية، وحمايته من المخاطر التي عصفت بالمنطقة على مدى العقود الماضية ويحسب له أنه انتهج سياسة محايدة في الإقليم، ترتكز على مبدأ التعايش السلمي، عدم الانخراط في المحاور، المساهمة في تخفيف حدة التوترات، والالتزام بسياسة متوازنة؛ مكنت السلطنة من القيام بأدوار مهمة في تخفيف التوترات والأزمات الإقليمية أي أنه كان يسير على خط متوازن؛ جعل منه طرفاً مقبولاً لدى مختلف الأطراف.
وفي سياق متصل.. ذكرت صحيفة (عكاظ) السعودية أن سلطنة عمان فقدت برحيل السلطان قابوس بن سعيد، باني نهضتها الحديثة، ورُبّان سياستها الخارجية، ومهندس الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أدت إلى استقرار السلطنة طوال سنين حكمه الممتد منذ يوليو 1970.
وأضافت الصحيفة - في افتتاحيتها تحت عنوان "قابوس.. باني نهضة عُمان" - أن السلطان قابوس شق نعيه على العمانيين الذين نقلتهم قيادته إلى مرحلة التحديث، وفتح أبواب التعليم والخدمات الحكومية، وتصدير النفط ،غير أن رحيله كان صادماً أيضاً لقادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان السلطان الراحل أحد مؤسسيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطان قابوس ظل ينتهج سياسة عدم التدخل، وعرض جهود بلاده للتوسط بين الفرقاء الإقليميين والدوليين، ما أدى في حالات عدة إلى نزع فتيل أزمات هددت أمن المنطقة والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة