مازالت مساعى التهدئة بالجنوب اليمنى جارية بقيادة المملكة العربية السعودية التى دعت لعقد حوار "جدة" للحوار بين الأطراف المتنازعة فى اليمن، ورغم أن الدعوة لم تجد صداها حتى الآن فقد نفت الحكومة اليمنية على لسان متحدثها الرسمى راجح بادى الأخبار التى نشرتها رويترز حول انعقاد حوار أمس بين المجلس الانتقالى والشرعية، فى الوقت نفسه أصدرت المملكة العربية السعودية بيانا أمس نشرته الوكالة الرسمية "واس"، وأعربت فيه عن رفضها بشكل تام التصعيد الأخير والمسار الذى اتجهت إليه الأحداث، والآثار التى ترتبت عليها، وعدم الاستجابة لندائها السابق بوقف التصعيد والتوجه نحو الحوار فإنها تؤكد على ما تضمنته بياناتها السابقة التى صدرت منذ بداية الأزمة وضرورة استعادة معسكرات ومقرات مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية للحكومة الشرعية، وأن تنخرط الأطراف التى نشب بينها النزاع والحكومة الشرعية فى حوار جدة بالمملكة بشكل ( فورى ) ودون تأخير، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
الشيخ محمد بن زايد والرئيس هادى
كما عبرت المملكة عن أسفها لنشوب هذه الفتنة بين الأشقاء فى اليمن، وتؤكد على ضرورة الالتزام التام والفورى وغير المشروط بفض الاشتباك ووقف إطلاق النار، وأى انتهاكات أو ممارسات تمس بحياة الشعب اليمنى الشقيق، ولن تقبل بأى تصعيد عسكرى أو فتح معارك جانبية لا يستفيد منها سوى الميليشيا الحوثية الإرهابية ، والتنظيمات الأخرى المتمثلة فى تنظيمى ( داعش والقاعدة).
المتحدث الرسمى للتحالف العربى العقيد الركن تركى المالكى
وشددت المملكة على أن أى محاولة لزعزعة استقرار اليمن يعد بمثابة تهديد لأمن واستقرار المملكة والمنطقة، ولن تتوانى عن التعامل معه بكل حزم.
وأكدت المملكة على موقفها الثابت من عدم وجود أى بديل عن الحكومة الشرعية فى اليمن وعدم قبولها بأى محاولات لإيجاد واقع جديد فى اليمن باستخدام القوة أو التهديد بها.
كما أعلنت المملكة استعدادها لمد يد العون والمساعدة لمن تضرر من هذه الفتنة والإسهام فى معالجة المصابين للتخفيف من آلامهم ومعاناتهم، وانطلاقاً من دورها التاريخى تجاه الشعب اليمنى الشقيق.
وشددت على استمرار المملكة فى دعمها للشرعية اليمنية بقيادة الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى وحكومته وجهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية ومصالح شعبها وأمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، والتصدى لانقلاب الميليشيا الحوثية الإرهابية ومكافحة التنظيمات الإرهابية الأخرى.
رد فعل الحكومة اليمينة
رحبت الجمهورية اليمنية ببيان المملكة العربية السعودية الصادر، اليوم ، والذي أكد على البيانات السابقة للمملكة.
وثمنت الحكومة اليمنية الموقف السعودى الرافض بشكل تام للتصعيد الأخير في بعض المحافظات الجنوبية ورفض كافة آثارها وتأكيدها الكامل على ضرورة استعادة كافة مؤسسات ومعسكرات الدولة وحرصها الكامل على استقرار اليمن باعتبار ان تهديد استقرار اليمن يعتبر تهديدا لأمن واستقرار المملكة.
وجددت اليمن شكرها لكافة الجهود التى تبذلها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأبدت استعدادها الكامل لما دعت إليه المملكة العربية السعودية الشقيقة.
الملك سلمان والرئيس اليمنى
وجاء فى نص البيان الصادر عن الحومة اليمينة: "ترحب الجمهورية اليمنية بالبيان الذي صدر من قبل أشقائنا في المملكة العربية السعودية هذا اليوم الخميس 5 سبتمبر 2019م والذي أكد على البيانات السابقة للمملكة، وتثمن الحكومة موقف المملكة الرافض بشكل تام للتصعيد الأخير في بعض المحافظات الجنوبية ورفض كافة آثارها وتأكيدها الكامل على ضرورة استعادة كافة مؤسسات ومعسكرات الدولة وحرصها الكامل على استقرار اليمن باعتبار ان تهديد استقرار اليمن يعتبر تهديدا لأمن واستقرار المملكة.
وأضاف البيان :"تعرب الجمهورية اليمنية عن امتنانها لموقف المملكة العربية السعودية الواضح والصريح مع الشرعية اليمنية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة اليمنية واستمرارها في دعمها ومساعيها الحميدة للمحافظة على مقومات الدولة اليمنية ومصالح شعبنا اليمني في أمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه، والتصدي لانقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية ومكافحة التنظيمات الإرهابية الأخرى، مثمنين جهود المملكة في تصحيح المسار وضمان عدم الخروج عن أهداف تحالف دعم الشرعية وموقفها الواضح في توحيد جهود الجميع نحو الأعداء الحقيقيين المتمثلين في الميليشيات الحوثية المدعومة من ايران والتنظيمات الإرهابية المتمثلة في تنظيمي داعش والقاعدة .
الموقف الأمريكى
ومن جانبها أعربت الولايات المتحدة الامريكية عن موقفها إزاء التطورات الحادثة باليمن ، حيث أكد وزير دفاعها مارك اسبر، اليوم، دعم أمريكا للشرعية اليمينة مؤكدا أن المملكة العربية السعودية لديها الحق فى الدفاع عن نفسها ضد الهجمات تستهدفها، جاء ذلك فى مؤتمر صحفى لوزير الدفاع نقلته "سبوتنك".
وانتقد المسئول الأمريكى الهجمات التى تشنها ميليشيا الحوثى فى اليمن، معتبرا إياها انتهاكا غير مقبول.
وزير الدفاع الأمريكى
مظاهرات لدعم التحالف بالجنوب
ومن جهة أخرى خرج عدد من الأهالى في بعض محافظات جنوب اليمن في تظاهرات حاشدة بعنوان (مليونية الوفاء)، بينما عبرت عن الشكر لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
مظاهرات لدعم التحالف فى الجنوب
وشهد شارع الشهيد مدرم في العاصمة المؤقتة عدن توافد المئات حاملين أعلام وصور حكام السعودية والإمارات للتعبير عن الشكر لما قدمته الدولتان للمحافظات المحررة منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم.
السفير السعودى: جهودنا مع الإمارات ركيزة الاستقرار
ومن جانب آخر قال السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، اليوم، إن جهود المملكة والإمارات الركيزة الأساسية في إنهاء الأزمة في بعض محافظات جنوب اليمن، وإرساء الاستقرار فى اليمن والمنطقة.
وأضاف آل جابر ، فى تغريدة له على حسابه الرسمى بـموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، أن اهتمام المملكة ودول التحالف العربي منصب على تحقيق الأمن والاستقرار ودعم الحكومة الشرعية.
السفير السعودى باليمن آل جابر
وأضاف: "المملكة تقدر تضحيات وبسالة أبناء الجنوب اليمني في مواجهة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في كل الجبهات. أبناء الجنوب اليمني يمثلون مع إخوانهم في كافة القوى الوطنية اليمنية رأس الحربة في صدر المشروع الإيراني الخبيث في اليمن".
وأكد أن "المملكة تدرك أبعاد وتعقيدات القضية الجنوبية وتأثيرها على مجريات الأحداث الأخيرة في عدن وأبين وشبوة"، كما تدرك "الصعوبات التي يواجهها أطراف حوار جدة وتثمن حرص الجميع على الحوار وتجنب إراقة الدماء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة