أغلقت مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في أفغانستان أبوابها، مساء السبت، بالتوقيت المحلى لكابل، وأعلنت اللجنة الانتخابية انتهاء الدورة الرابعة من الانتخابات الرئاسة الأفغانية رغم تمديدها ساعتين وسط تهديدات أمنية من حركة طالبان، وشكاوي عديدة بشأن مخالفات شابت العملية الانتخابية.
وذكرت وكالة أنباء خاما برس الأفغانية نقلا عن المفوضية، إن المسؤولين كانوا يرغبون في منح فرصة للناخبين البالغ عددهم 9.6 ملايين ناخب للإدلاء بأصواتهم واختيار الرئيس من بين 18 مرشحا.
وقالت اللجنة إن أعداد مراكز الاقتراع المفتوحة في أنحاء البلاد بلغت ما يعادل 4041 مركزا انتخابيا، لكنها لم تشير إلى سبب الإغلاق المبكر.
وبحسب تقارير، ليس من المتوقع ظهور النتائج الأولية قبل 17 أكتوبر، ولن تظهر النتائج النهائية قبل 7 من نوفمبر.
وإذا لم يحصل أي مرشح على 51% من الأصوات، فستجرى جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات.
وسارت العملية الانتخابية في أجزاء مختلفة من أفغانستان وسط إجراءات أمنية مشددة ، وتهديدات من قبل حركة طالبان بعرقلة العملية الانتخابية التى يتنافس فيها 18 مرشحا، من بينهم الرئيس المنتهية ولايته أشرف غني الذي يتمتع بحظوظ كبيرة للفوز بفترة ولاية ثانية بالإضافة إلى رئيس الوزراء عبد الله عبد الله الذي يُعد أبرز منافس لغني.
لكن تحدى الناخبون الأفغان تحدوا خطر هجمات المتشددين والتأخير في بعض اللجان للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي تعد اختبارا مهما لقدرة الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب على حماية الديمقراطية.
ووفقا لتقرير رويترز، قطعت حركة طالبان الإرهابية، الإصبع السبابة لناخب أفغاني يدعى صفي الله صفي، لأنه أدلى بصوته عام 2014 إلا أن هذا لم يمنعه من التصويت مرة أخرى اليوم السبت.
وأثار تصرف صفي، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 38 عاما، في انتخابات الرئاسة، حالة من الإعجاب بعد نشر صورة له على تويتر تبين إصبعه المفقود وإصبع السبابة في يده اليسرى وعليه آثار الحبر الفوسفوري مما يشير إلى أنه أدلى بصوته.
وقال صفي : "أعلم أنها كانت تجربة مؤلمة ولكنه كان مجرد إصبع.. عندما يتعلق الأمر بمستقبل أبنائي وبلدي فلن أتقاعس حتى لو قطعوا يدي كلها".
وشددت السلطات من عمليات المراقبة وعززت حضور الأمن بالقرب من مكاتب الانتخاب التي يبلغ عددها حوالي 29500 مركز اقتراع موزع على المدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز المحلية، وشارك فى التأمين نحو 10 آلاف جندى بينهم 30 ألف جندى فى العاصمة كابول.
ونفذت طالبان تهديدها، حيث هاجمت عددا من مراكز الاقتراع في أنحاء مختلفة من أفغانستان لإفساد العملية الانتخابية لكن الإجراءات الأمنية المكثفة حالت دون وقوع أعمال عنف على نطاق كبير.
وقال مصدر أمني إن 16 شخصاً أصيبوا بانفجار داخل مركز اقتراع في مسجد بمدينة قندهار الجنوبية.
وفى إقليم فارياب شمال البلاد، اشتبكت القوات الأفغانية مع مسلحي طالبان في 6 مناطق، مما أجبر السكان على البقاء فى منازلهم والعزوف عن التصويت.
كذلك أعلنت طالبان في بيان أن مسلحيها هاجموا مراكز اقتراع في إقليم لغمان شرق البلاد، فيما ذكر مسؤولون أن 4 انفجارات استهدفت مدينة جلال آباد شرق البلاد وأعاقت التصويت في بعض المراكز.
وسيلعب الفائز دورا مهما في عملية تحقيق السلام مع طالبان والمساعي لإحياء المحادثات بين المتشددين والولايات المتحدة التي توقفت هذا الشهر، حيث يتزامن الاقتراع مع مرحلة حرجة، إذ يأتى بعد نحو 3 أسابيع من توقف مفاوضات سلام دامت لـ10 أشهر بين الولايات المتحدة وطالبان بعد تنفيذ الأخيرة هجوما فى العاصمة كابول أدى لمقتل 12 شخصا بينهم جندى أمريكى فى وقت سابق من هذا الشهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة