سلطت وكالة الأنباء العمانية الضوء على مدينة الأُقصر، مشيرة إلى أنها أكثر المناطق السياحية جذبا للسياح، وسميت بهذا الاسم لكثرة قصورها ومعابدها، كما سمّيت مدينة المائة باب والطيبة ومدينة النور ومدينة الصولجان.
وذكرت الوكالة - فى تقرير اليوم الجمعة، أن تاريخ وجود الأقصر يعود إلى حوالى 7000 سنة، حيث تعتبر من أقدم المدن والمحافظات المصرية ومن أهمها، وأكثر المناطق السياحية جذبا للسياح فى مصر، بقصد التعرف على حضارتها الفرعونية وقضاء فصل الشتاء.
وتحتوى مدينة الأقصر وحدها على آثار شهيرة أهمها: "معبد الأقصر" الذى بناه الفراعنة للآلهة أمون، وشيّد "رمسيس الثاني" تمثالين بحيث يجسدانه وهو جالس، وبالقرب منه يوجد "مجمع معابد الكرنك" عبارة عن مجموعة من المعابد الجميلة، التى أنشئت منذ آلاف السنين، وتضم المعابد تماثيل تجسّد الإله "أمون" وزوجته وابنه ويدعى "الكرنك أى الحصن" وهو مجمع رائع من المعابد الجميلة التى لا نظير لها حيث يضم كذلك تمثالاً للإلهة "موت " وابنها الإله " خنسو ".
وبدأ إنشاء معبد " الكرنك" أيام الدولة المصرية الوسطى (حوالى سنة 2000 ق.م) وفى عهد الدولة الحديثة التى ينتمى إليها الملك "توت عنخ آمون" والملك "رمسيس الثاني" أقيم على أنقاضه معبد فخم يليق بعظمة الإمبراطورية المصرية فى ذلك الوقت، وكان كل ملك من ملوك الفراعنة يُضيف شيئًا جديداً إلى المعبد، وذلك رغبة فى الخلود والحصول على شهرة كبيرة عند أفراد الشعب.
وأضافت الوكالة: "كما يوجد فى الأقصر مقابر وادى الملوك والملكات الأثرية فقد تم حفرها عمق الصخور بحيث تكون بعيدة عن السرقات ومن أهمها مقبرة رمسيس الثالث، ومقبرة توت عنخ آمون، ومقبرة سيتى الأول، وكذلك يوجد فيها أكثر من 60 مقبرة أخرى.
ويوجد كذلك فى الأقصر واديان للملوك أحدها شرقى والآخر غربى حيث يحتوى الوادى الشرقى على أغلب المقابر، وهو الأكثر زيارة من قبل السياح الذين يأتون إلى المنطقة، وتوجد بالوادى الغربى مقبرتان ملكيتان، واحدة خاصة بـ “أمنحتب الثالث" والأخرى خاصة بـ"أى".
وتعد مقبرة الملك "توت عنخ آمون" فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر أشهر وأغنى مقبرة فى العالم، ففيها كثير من النفائس والآثار الرائعة التى أذهلت العالم، حيث عُثر على الأثاث الجنائزى كاملاً (أكثر من 5000 قطعة)، وقد حُفرت المقبرة فى منخفض وادى "رمسيس السادس" الذى بنى مقبرته بجوار مقبرة "توت عنخ آمون"، فكان ذلك من العوامل التى ساعدت على حفظ مقبرة "توت عنخ آمون" سليمة بعيداً عن أعين اللصوص، حتى تم اكتشافها عام 1922 فى واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية فى العالم.
وتوجد عند مدخل الباب الثانى للمقبرة حجرة واسعة تكدس فيها الأثاث فوق بعض، وقد طُلى أكثره بالذهب البراق ومن بينه صناديق جميلة مُطعمة بالعاج والأبنوس وأخرى عليها منظر للصيد والحرب وبعض الكراسى والأسرة وعربات ملكية وأوانٍ مرمرية وتماثيل من مختلف الأشكال والألوان نقلت فى المتحف المصرى بالقاهرة.
وعند نهاية الحجرة يوجد كذلك تمثالان من الخشب المدهون كأنهما يحرسان محتويات الحجرة الثانية، أما الحجرة الثانية فهى حجرة الدفن، والتى وُجِد بها أربع مقاصير بعضها داخل بعض من الخشب المغطى بصفائح الذهب، وكانت تحيط بالتابوت الحجرى الذى مازال فى مكانه للآن.
وقد كان بداخل هذا التابوت ثلاثة توابيت على هيئة آدمية أصغرها من الذهب الخالص يزن حوالى 110 كيلو جرامات ويوجد حالياً بالمتحف المصري، ولا تزال مومياء الملك "توت عنخ آمون محفوظة فى مكانها مع أحد التوابيت الخشبية المغطاة برقائق الذهب، وتوجد رسوم جميلة على حائط الغرفة منها رسم "لتوت عنخ آمون" ويظهر خلفه على العرش "آى" الذى أصبح ملكاً بعد "توت عنخ آمون"، وهو يرتدى ملابس الكهنة ويقوم بالطقوس الدينية الخاصة بعملية فتح الفم لمومياء الملك.
أما مقبرة الملك "سيتى الأول" فى وادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر فهى محفورة فى الصخر يبلغ عمقها حوالى 30 مترًا ونقوشها على جانب كبير من الجمال، وتخلل هذه النقوش فى بعض أجزائها رسوم بارزة كبيرة تُمثل الملك وهو يتعبد.
وتُعد هذه المقبرة المنحوتة فى صخر جبل "وادى الملوك" من أهم المقابر، لأنها تضم أكبر عدد من الكتب الجنائزية والزخارف، ومن أبرز ما فيها السقف الذى يبدو وكأنه يغطى عرش الملك، وبعد بضع مئات من الأمتار ينتهى الدهليز إلى قاعة ذات أعمدة جميلة احتفظت جميع النقوش فيها بألوانها الزاهية.
وتابعت الوكالة: "هناك قاعة أخرى مُلحقة صُنعت حولها مقاعد من حجر وكان الغرض منها تخزين الأثاث، وجدرانها مُغطاة بنقوش جميلة تُمثل الشمس فى رحلتها إلى العالم الآخر، وتوجد أيضاً حجرتان نقشت جدرانهما بنقوش دينية مازالت ألوان بعضها واضحة، أما عن يمين البهو فتوجد حجرة جانبية أخرى نُقشت على جدرانها قصة هلاك البشرية".
جدير بالذكر أن الأقصر قد تحولت آثارها إلى دليل كامل لمراحل تطور الفن المصرى القديم والهندسة المعمارية الفرعونية المتميزة، ومن روعة هذا المعبد فقد وقع اختيار أعظم مخرجى السينما المصرية عليه ليصوروا فيه مشاهد من أفلامهم، مثل فيلم "صراع فى الوادي" للمخرج العالمى يوسف شاهين، الذى كان من بطولة الفنان العالمى عمر الشريف والفنانة فاتن حمامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة