"الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الحياة الدنيا".. هكذا وصف الله سبحانه وتعالى نعمة المال والأبناء، التى تستحق الشكر والحمد لا الجحود والرفث، فما نراه اليوم من جحود لبعض الآباء لنعمة الأبناء وتجردهم من كل المشاعر الإنسانية وربما الحيوانية يدعو للاشمئزاز والحنق.
لا أظن أن هناك حيوانات تقسو على صغارها مثل هذه القسوة التى يقسوها على أبنائهم، فهذا أب يعذب طفله نكاية فى طليقته وآخر يوسعه ضربًا ويحرمه الطعام والشراب إرضاء وتقربًا لزوجته الثانية، وهذه جدة تنسف المثل القائل "أعز الولد ولد الولد" لتحبس وتضرب حفيدتها ذات الخمس سنوات وتكيها بالنار لمدة 10 أيام متواصلة حتى تورمت قدمها اليسرى وأصيبت بالغرغرينة التى أدت إلى بتر طرفها الأيسر.
كيف لإنسان ناضج عاقل وهبة الله نعمة الأبناء أن يجحد بها بهذا لهذا الحد؟!، وأن يعذب طفله لأى سبب مهما كان، سواء خلافات مع زوجته أو إرضاء لطليقته وغيرها من الأسباب التى لا تغفر جريمة فاعلها.
تعذيب الأبناء على يد آبائهم هو جريمة تستحق أن يعاقب مرتكبوها بأقصى عقوبة بعد الكشف على سلامة قواهم العقلية، فهو لم يرتكب فقد جرمًا بشعًا فى المجتمع بل جحد بنعمة الله التى وهبها إياه،وحثه على رعايتها مصداقًا لقوله تعالى:"وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة